قبيلة العرماني

قبيلة العرماني (https://www.arman-azd.net/vb/)
-   مجلس التاريخ والتراث (https://www.arman-azd.net/vb/a-16/)
-   -   قصة دس جبريل عليه السلام التراب في فم فرعون (https://www.arman-azd.net/vb/a-16/a-3105/)

عرماني وافتخر 04-12-2011 04:21 PM

قصة دس جبريل عليه السلام التراب في فم فرعون
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



عن ابن عباس http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifما أن النبي - http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif قال :
( لما أغرق الله فرعون قال : { آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } ( يونس : 90 ) ، فقال جبريل عليه السلام : يا محمد ، فلو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه ؛ مخافة أن تدركه الرحمة )
رواه الترمذي .
معاني المفرادت :
حال البحر : طينة البحر .....في فيه : في فمه


تفاصيل القصة
على مدار التاريخ القديم لم تشهد البشريّة طاغية متجبّراً ولاباغيةً متسلّطاً كمثل فرعون حاكم مصر ، فسيرته قد سُطّرت بدماء الآلاف من الأبرياء الذين وقعوا تحت سطوته ، ذلك الفرعون الذي نُزعت الرحمة من قلبه فلم يعد لها مكانٌ للضعفاء ولا المساكين ، ولا الأبرياء والمضطهدين ، لم يرحم أمّاً ولا طفلاً ، بل أصدر أوامره بقتل الأولاد واسترقاق النساء ، فكان حقّاً كما قال الله تعالى:
{إنه كان عاليا ًمن المسرفين } ( الدخان : 31 )
ومن إسرافه على نفسه وظلمه لها ادّعاؤه بكل عنتٍ واستخفاف الألوهيّة من دون الله ، ثم هو يسوق الدلائل الساذجة التي لا تُقنع غِرّاً ساذجاً ،كما جاء في قوله تعالى :
{ ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري
من تحتي أفلا تبصرون } الزخرف 51 ،
وقوله تعالى : { وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من
إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله
موسى وإني لأظنه من الكاذبين } القصص : 38
وتمرّ الأيام حتى تأتي نهاية هذا الظالم ، في مشهدٍ ذكرالقرآن لنا طرفاً منه ،

وجاءت القصّة النبويّة التي بين أيدينا لتضيف تفاصيل أخرىلتلك اللحظات ،فبعد أن ضرب موسى عليه السلام بعصاه البحر فانفلق فكان كل فرقٍ كالطود العظيم ، سار بقومه وجاوز بهم البحر ،فأتبعه فرعون بجنوده، حتى إذا تعمّقوا في الدخول أمر الله البحر فانطبق عليهم ، ليغرق فرعون ومن معه ،


قال الله تعالى: {فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم } يونس90 وفي هذه اللحظات الحاسمة التي أوشكت
فيها الروح على الخروج ، اعترف فرعون بالألوهيّة علّه ينجو
من الموت ، قال الله تعالى :
{ حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوإسرائيل وأنا من المسلمين } يونس : 90
ويراقب جبريل عليه السلام المشهد ، ويخشى أن تدركه رحمة
الله الواسعة فتُقبل منه توبته ، فيدفعه غيظه وحنقه أن يأخذ من طينة البحر ويدسّها في فمه ، حتى يمنعه من نطق الشهادة الصحيحة في الوقت المناسب ، ولكن هيهات أن تُقبل منه هذه التوبة وقد جاءت متأخّرةً للغاية ، قال الله تعالى :
{ آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ، فاليوم ننجيك
ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون }
يونس : 91 – 92
وهكذا منّ الله على أمّة بني إسرائيل ، فبموت فرعون انتهت
فصول معاناتهم ، وتنسّموا هواء الحرّية والأمن والاستقرار بعيداً عن حياة
الخوف والاستضعاف والإذلال.
وقفات مع القصّة
قصة فرعون مليئة بالعظات والعبر التي يجدر الوقوف عندها والاستفادة من
أحداثها ، ولعلّ أهم ما نستفيده منها بيان ملامح سنّة الله تعالى في إهلاك
الظالمين ، فنقول :
أولا : قد يتمادى الطاغية في ظلمه ،ويعيث في الأرض فساداً ،
فلا ينزل عليه العذاب ولا يستحق العقاب مباشرة ، بل نرى الله سبحانه وتعالى يُمهله ويعطيه الفرصة الكاملة للتوبة والإنابة ، وهذا هو عين ماحدث لفرعون فقد ظلّ على عتوّه وجبروته وادعائه للألوهيّة سنين عدداً ، ثم جاءه العذاب في نهاية المطاف ، على النحو الذي بيّناه سابقاً .
وما إهلاك الله للظالمين إلا بسبب ذنوبهم التي اقترفوها ،
ويشير ربّنا عز وجل إلى ذلك في قوله تعالى : { كدأب آل فرعون والذين من قبلهم
كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكلٌّ كانوا ظالمين } الأنفال : 54
والعجب هنا يتملّكنا من فرعون ، فقد رأى بعينيه البحر ينفلق فلقتين ، وهويعلم يقيناً صدق موسى عليه السلام ، وكان بإمكانه الهروب أو التراجع وفق منطق العقل ، لكن ذلك لم يكن ليُرضي غروره وغطرسته ، حتى لاقى مصيره المحتوم.
ووقفة أخرى مع فضل هذا اليوم العظيم الذي أنجى الله فيه موسى عليه السلام وأظهره على عدوّه ، فقد كانت اليهود تحتفل به شكرا لله ، كما في البخاري عن ابن عباس http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifما قال:
( قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة واليهود تصوم عاشوراء ، فقالوا : هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون ،فقال النبي - http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif - لأصحابه : أنتم أحق بموسى منهم فصوموا )
وفي عدم قبول توبة فرعون في هذه القصّة إشارةٌ إلى أن من شروط التوبة أن تكون في زمن الإمكان والمهلة ، أما وقد بلغت الروح الحلقوم ، ووصل الإنسان إلى حال الغرغرة ، فهناك لا تنفع التوبة ، فعن ابن عمر http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifما أن النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif - قال : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )
رواه الترمذي و ابن ماجه .
ووقفة أخيرة مع درس من أعظم الدروس ، وهو أن النصر
والعزّة والتمكين للأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين أمرٌ
لابد منه ولو طال الزمن ،أو تأخّر النصر .


والله اعلم

AZD 04-12-2011 07:24 PM

رد: قصة دس جبريل عليه السلام التراب في فم فرعون
 
الله يعطيك العافية ياعرماني وافتخر على الموضوع

العرماني الازدي 04-12-2011 09:36 PM

رد: قصة دس جبريل عليه السلام التراب في فم فرعون
 
قصة فرعون ذكرها الله في القرآن الكريم للعظه والعبره
شاكر لك عرماني وافتخر

عالي سماه 04-15-2011 09:38 AM

رد: قصة دس جبريل عليه السلام التراب في فم فرعون
 
مشكور والله يعطيك العافيه

العازف 04-20-2011 12:37 PM

رد: قصة دس جبريل عليه السلام التراب في فم فرعون
 
سبحان الله

جزاك الله خير

الرايق 04-20-2011 09:04 PM

رد: قصة دس جبريل عليه السلام التراب في فم فرعون
 
مشكور على الطرح أخوي

تقبل تحياتي


الساعة الآن 10:13 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لمنتدى قبيلة عرمان الرسمي 2020م
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010


SEO by vBSEO 3.6.0