«لا حج بلا تصريح» .. حملة انطلقت قبل عامين تقريباً بهدف توفير سبل الراحة للحجاج الذين قدموا من خارج البلاد وكذلك الذين قدموا من الداخل بطريقة نظامية، كما أنّ الهدف أيضاً هو السعي لمعالجة السلبيات المترتبة على أداء فريضة الحج دون تصريح، والتي في مقدمتها افتراش الطرق داخل المشاعر المقدسة.
هذا التنظيم يحكمه بلا شك العدد الكبير الذي يفد إلى البلاد وكذلك الحجاج الذين عزموا لأداء الفريضة من داخل المملكة، فتنظيم حملة حج بلا تصريح تساعد أجهزة الدولة الأمنية من أداء رسالتها بكل يسر وسهولة لينعم الحجاج بأداء الفريضة بعيداً عن كل ما يعكر صفوهم، هذا الأمر استوجب التوعية من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الذي عقد العديد من الاجتماعات، وأقام العديد من ورش العمل والمؤتمرات الصحفية التي تهدف إلى توعية المواطنين والمقيمين باتباع الأنظمة بعيداً عن مزاحمة الحجاج الذين سلكوا طريقاً نظامياً سواء من الخارج أو الداخل.
ويعد الالتزام بالنظام أحد أهم الأسباب لسلامة الحجاج وأن المنع لم يكن عشوائياً بل كان مدروساً وكان يهدف إلى تحقيق السلامة والأمن لكل الحجاج، وكذلك هذا التنظيم يسهم بدرجة كبيرة في تأدية رجال الأمن وبقية الأجهزة الحكومية دورها بكل يسر وسهولة، فالحاج هو ضيف بيت الله وضيوف هذا البلد الغالي.
الخطة الإعلامية
وكانت دراسة سابقة أعدها الباحثان: «د.عبد الرحمن محمد ماريه»، و»د.محمود كسناوي» بتكليف من معهد أبحاث الحج، قد كشفت نتائجها نجاح الخطة الإعلامية في الحد من مشكلة تزايد أعداد حجاج الداخل للحج دون تصريح، حيث تم تكثيف الجهود الأمنية من قبل رجال الجوازات في منافذ الدخول إلى مكة المكرمة، حيث تم إحباط محاولات التسلل والدخول دون تصريح إلى مكة المكرمة من المنافذ الرئيسة وخاصة من «الشميسي»، وطريق «أم الجود»، وطريق «الليث»، وطريق «التنعيم»، وطريق «العمرة».
ولقد أسفرت الجهود الأمنية عن منع المخالفين لتعليمات الحج وإعادتهم، إضافةً إلى أنه تم القبض على حالات تزوير لتصاريح الحج وعلى حالات تهريب الحجاج إلى مكة المكرمة، ورغم الجهود المكثفة لمنع الحج دون تصريح، فإن بعض الحجاج وخاصة المقيمين استطاعوا الدخول إلى مكة المكرمة خاصة يومي 8 و9 ذي الحجة عبر منافذ «الشميسي» و»السيل» وخط «الليث»، كما لوحظ أنّ أعداداً كبيرة من الساكنين في مكة المكرمة من المقيمين والمواطنين، استطاعوا الدخول إلى عرفات مشياً على الأقدام، تاركين سياراتهم عند مدخل «عرفات».
المواطنون أكثر التزاماً
ولاحظت الدراسة أنّ أعداداً كبيرة من المقيمين الساكنين في مكة المكرمة استطاعوا الدخول إلى «منى» يوم التروية مشياً على الأقدام، ولوحظ أيضاً من خلال الإجابات أنّ معظم المخالفين كانوا من المقيمين والمتخلفين، حيث اتضح أن المواطنين أكثر التزاماً بالتعليمات، وأنّ معظمهم استجابوا لحملة «لا حج دون تصريح»، وكذلك اتضح من خلال الإجابات أن ارتفاع أسعار حملات مؤسسات حجاج الداخل تعد من الأسباب الرئيسة في عدم حصول عينة البحث على تصريح لأداء الحج، خاصةً وأنّ التعليمات تنص على الحصول على تصريح الحج عن طريق مؤسسات حجاج الداخل لأداء الحج ضمن حملات المؤسسات، لذا أفاد معظم أفراد العينة خاصة المواطنين بأن ارتفاع أسعار حملات مؤسسات حجاج الداخل يعد العائق الرئيس في عدم الحصول على تصريح الحج، ومن ثم الحج بلا تصريح ومن الملاحظ أن خطة «لا حج دون تصريح» حققت نجاحاً في بداية موسم الحج إلى يوم 8 ذي الحجة، وأنه من الصعوبة منع الحج بدون تصريح بالنسبة للساكنين في مكة المكرمة دون وضع ضوابط مقننة، خاصةً بالنسبة للمقيمين الذين يقومون بالحج كل عام دون الالتزام بالتعليمات.
ووفقاً للنتائج المبدئية فإن من ضمن التوصيات:
هو أن يتم إلزام كفلاء المقيمين بعدم السماح لمنسوبيهم المقيمين بالحج دون تصريح، على أن يتم عدم تجديد عقد العمل لمن يؤدي الحج دون أخذ الموافقة من الكفلاء، الذين يقومون بدورهم بتنفيذ تعليمات الحج كل خمس سنوات.