عن فضل طاعة ولاة الأمر وبيان حرمة المظاهرات وخطر الرافضة المجوس على أمة الإسلام
في ملتقى مركز الكدادية بمناسبة شفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد: أيها الإخوة الكرام إن الإنسان مدني بطبعه لا يعيش منفرداً فلا بد له من جماعة وهذه الجماعة قلة أو كثرة لا بد لها من أمير تنتظم فيه أمورهم وهذا الأمير لا بدله من سمع وطاعة ثم ليعلم أننا متعبدين لله بطاعة ولى الأمر مأجورين من الله على ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((لايحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاه إلا أمرو عليهم أحدهم)) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا احدهم )) فتبين من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أن الثلاثه من الناس لا يحل لهم في اجتماعهم إلا أن يؤمروا أحدهم عليهم فكيف بالجمع الكثيرو في الحديث الأخر أوجب صلى الله عليه وسلم التأمير في السفر مع انه اجتماع عارض غير مستقر فكيف بالاجتماع المستمر المستقر فإذاً لا بد للأمة من ولي أمر يلزمها بتنفيذ شرع الله ويسوسها بما تقتضيه مصلحتهم العامة ولكي يستتب الأمن ويحل النظام وتقام الحدود وتأمن فيه السبل ويأمن الناس على أموالهم وإعراضهم وتنتظم بطاعته مصالح البلاد والعباد ثم أخبر صلى الله عليه وسلم في بيان أهمية طاعة ولي الأمر ((إن من مات وليس في عنقه بيعه مات ميتة جاهلية )) ثم أن علماء الإسلام اتفقوا على تحريم الخروج على ولى الأمر نقل الإجماع النووي والقاضي عياض رحمهما الله دل على ذلك كلام الله سبحانه وتعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَوَأَطِيعُوا الرَّسُولَوَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ))ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ))تسمع وتطيع للأمير وأن ضرب ظهرك وأن أخذ مالك فأسمع وأطع)) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ((بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثره علينا وان لا ننازع الأمر أهله)) ويقول صلى الله عليه وسلم ((ثلاث لا يغل عليهن قلب أمريء مسلم : أخلاص العمل لله وطاعة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)) وهذه عقيدتنا نحن أهل السنة والجماعة على اختلاف الاعصار وتباعد الأمصار وكثرة الكتب و الأسفار المنثور منها والمنظوم يقول الطحاوى رحمه الله في كتابه العقيدة الطحاوية ((ولانرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وأن جارو)) ويقول القحطاني رحمه الله في نونيته (لا تخرجن على الأمام محارباً ولوكان عبداً من الحبشان ))وهذاً مقتبساً من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم الذين نقله عنه الصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه حيث قال ((أن خليلي أوصاني أن اسمع وأطع وأن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف )) وعند البخاري رحمه الله عنه ((ولو لحبشي كأن رأسه زبيبه)) وبهذا النصوص الشرعية يتبين حرمة المظاهرات ومخالفتها لهدى الرسول صلى الله عليه وسلم ولان فيها تشبها بعمل الملل الكافرة بإنكارها على ولي أمرها وخروجها عليه وقد قال الرسول صلى اله عليه وسلم ((من تشبه بقوم فهو منهم )) كما أن فيها تشبها بالفرق الضالة كالخوارج في خروجهم على عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين ومطالبتهم له بالإصلاح – يزعمون – وهو رضي الله عنه قوله وفعله سنة متبعة بكلام الصادق المصدوق حيث يقول صلى الله عليه وسلم ))عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضو عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور))ومثله خروج الروافض على علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى أمر رضي الله عنه بإحراقهم في كلمته المشهوره ((لما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعيت قنبرا )) أيها الأخوة الحضور كما أن من مفاسد هذه المظاهرات المبتدعة إن فيها تخريب للمنشآت العامة والأموال الخاصة للمسلمين وفيها إخلال بالأمن وزعزعة للأمان وبها يحصل انتهاك للأعراض وتعطيل لمصالح العباد والبلاد والتي فيها قوام حياتهم إلى غير ذلك من المفاسد التي يدركها كل من له أدنى بصيرة وأعلموا أيها الأخوة الكرام أن الرافضة ودولتهم أعداء لله و لرسوله صلى الله عليه وسلم وأعداء دولة الإسلام الصحيح وليس الدين المزيف الذي يحمله هؤلاء الرافضة الأنجاس ويتمسحون بالإسلام وهم أعداء الإسلام فعقيدتهم الباطلة تتخذ إلهاً غير الله وكتاباً غير القرآن الكريم ونبياً غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وديناً غير ديننا الإسلام وهم يريدون محو دين الإسلام ودول الإسلام بأسم الإسلام والإسلام بريء منهم وقد نقل شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله إتفاق علماء الإسلام على كفر الرافضة وأنهم يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر المحض أيها الأخوة إن أئمتنا وهم أمراءنا آل سعود وعلمائنا بعد المعاهده التاريخية بين الإمامين الجليلين الأمير محمد بن سعود رحمه الله والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قام ولاة أمرنا آل سعود بنصر الإسلام الصحيح فحاربوا أهل الشرك من عباد قبور وصوفية ورافضة ومعطلة ونفوا عن الدين الإسلامي الصحيح تحريف الغالين وانتحال المبطلين و تأويل الجاهلين فكشفوا الشبه وجردوا التوحيد لله سبحانه وتعالى وضحوا بالنفيس والنفس ونصبت لأجسادهم المدافع والقبس وأضرمت النار ومن فوقها القدور تغلي ورموا بها وهم أحياء فلم يصدهم ذلك عن دينهم شيئاً ولم يزدهم إلا ثباتاً ويقيناً ثم ذهبت جهود أعدائهم أعداء التوحيد والسنة وذهبت معهم دولهم أدراج الرياح وصاروا أثرا بعد عين (( فَأَصْبَحُوالاَيُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ)) وبقيت عقيدة أهل التوحيد والسنة وكتبهم وبقيت دولتهم دولة التوحيد والسنة المملكة العربية لسعودية ناصرة لتوحيد والسنة (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءًوَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ) وفي ختام كلمتي هذه لايسعني إلاالدعاء بأن يحفظ لنا ديننا ثم يحفظ بلادنا المملكة العربية السعودية و يحفظ ولاة أمورنا آل سعود من عدوان المعتدين وتدبير المفسدين وكيد الخائنين سائلين الله جلت قدرته وتنزه عن الأضداد والأنداد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي سلطان بن عبدالعزيزآل سعود والنائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وافر الصحة والعافية ودوام نعمة الأمن والأمان في بلد التوحيد والسنة والإيمان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته