لأي درجة انت متعصب لرأيك
السّلام عليكم و رحْمة الله و بَركاتُهْ
الملاحظ من خلال النقاشات و الحوارات التي تدور سواء في المنتديات أو خارجها ..
أنها في معظم الأوقات تخرج عن لب الموضوع و محور النقاش
لتتحول في النهاية الى حروب الكلمة و التلميز و التجريح و تصفية الحسابات..
فهناك من المحاورين من يلجأ الى خلق حجج واهية و آفكار مسلمة لا وجود لها في الواقع
عوض أن يثبت و يوضح وجهة نظره بأدلة مقنعة و حجج ناجعة..
و ذلك نتيجة قلة فهمه و إدراكه و بالتالي تضعف حجته أمام حجج غيره الحكيمة و المقنعة..
هنا تراه قد يضيق صدره..و يغضب و يعلو صوته ..و بالرغم من ذلك تجده يتشبث بوجهة نظره الخاطئة
و يكابر لكي يفوز برأيه الواهي و الخاطئ فيصير الوضع شخصيا ( تصفية حسابات)
لا يعلم أن الهدف من النقاش ليس بالضرورة تغيير الافكار و انما السعي الى انشاء فضاء متشبع بأفكار مختلفة و متنوعة..
ثم ان الأغرب من ذلك آن العديد من الآفكار الخاطئة قد رسخت في ذهنه.. و لا يقبل بمحاولة تغييرها
فيصبح عائقا يمنعنا من التحرك نحو التغيير و التقدم
برأيي أن الاختلاف لا يفسد للود قضية ..فهناك أمم اختلفت فيما بينها و لكن الجميل أن هذا الاختلاف في الرآي انتهى بالاتفاق.
أما نحن ..العرب .. فمازلنا نبحر في الصراعات الكلامية الواهية.و الحروب الكلامية..
و التشبث بالآراء الخاطئة و محاولة إخراجها من الظلمات إلى النور..فكيف لنا ذلك؟؟؟
هناك من المحاورين العرب من يتخذ هذه الشعارات للنقاش:
أنت لا توافقني في الرأي إذن آنت عدوا لي!
أنا أقول الحق و قولك أنت هو الباطل!
بما أنك لا تؤيدني في رأيي فاءنك صغير حقير و عديم الفهم!
إن لم تقتنع بكلامي فأنت جاهل و لا تدرك الصحيح من الخطأ!
ما هذه العقلية الغريبة؟؟ و ما هذا التخلف الفكري و الانحطاط؟
أصرح بأن هذه هي العوائق التي تحول دون تحقيق الرقي الفكري .
و هناك من يتخذهذه النقاط كشعار له:
كن ودودا معي و أنت تناقشني
فحتما سنصل الى اتفاق بالرغم من اختلافنا..
ناقشني بشكل مرن و برحابة صدر ستجد مني آذان صاغية..
آقول أن هذا ما نحتاج للقضاء على الجمود الفكري و و توسيع آفكارنا
أسئلتي التي تفرض نفسها هنا فيما يخص موضوع التعصب بالرأي
هل صادف أن تشبثت بفكر خاطئ؟
هل تعتبر أن من يخالفك في الرآي عدوا لك؟
هل ترى أن الحوار و النقاش معركة للتعصب بالرآي؟
هل ترى نفسك أنك على حق دومآ؟
هل تناقش دآئما بصفة ودية أم أن الغضب يسيطر عليك عند اثبات ضعف حججك؟
هل تقبل بتغيير مفاهيمك و آفكارك الخاطئة ان وجدت؟
|