ان شاء الله سأحاول ان اسرد هنا بعض الموضوعات عن حياة الرسول قبل البعثة:ـ
تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم: يختلف المؤرخون حول اليوم الذى ولد فيه الرسول ، بل وحول العام الذى ولد فيه كذلك ، ولعل السر فى هذا الاختلاف انه حين ولد لم يكن احد يتوقع له مثل هذه المكانة العالية والقدرة على تأسيس دولة اسلامية جديدة بعقيدة جديدة ومن اجل ذلك لم تسلط عليه الاضواء منذ فجر حياته
فلما بعثه الله بالحق بعد اربعين سنة من ميلاده اخذ الناس يسترجعون الذكريات التى علقت بأذهانهم حول هذا النبى، وساعدهم على ذلك ماكان يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاحداث التى مرت به او مر بها منذ نشأته الاولى، وكذلك ماكان اصحابه المتصلون به عن هذه الابحاث.
والثابت انه ولد فى عام الفيل 571م كما تروى لنا الروايات العربية التى راح بعضها يعدد ارهاصات وقعت عند مولده تبشر ببعثته كسقوط جوانب من ايوان كسرى واخماد النيران التى يعبدها المجوس وغير ذلك من ارهاصات
وهذه الارهاصات تعبير خطأعن فكرة صحيحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم بنصيبه الضخم من الواقع المشرف يزهدنا فى هذه الروايات واشباهها اذ لا ينقص من قدر الرسول عدم حدوث هذه الارهاصات والمعجزات،كما ان حدوثها لا يضيف الى شخصه وتهيئته لحمل الرسالة شيئا ذا بال.
حياته صلى الله عليه وسلم وهو صغير: ولد الرسول من ابوين فقيرين فى مالهما،غنيين فى جاههما وحسبهما،وقد مات ابوه قبل ان يولد،فكفله جده عبد المطلب،فلما مات كفله عمه ابو طالب،وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق الحس ،مرهف الشعور ،ادرك ما عليه عمه من قلة المال وكثرة العيال فعمل فى رعى الغنم رغبة منه فى معاونة عمه ابى طالب،فكان يرعى الغنم لاهل مكة على قراريط واتجاه الرسول الى رعى الغنم عمل فيه مزايا: 1ـ ان فيه سياسة لحيوان ضعيف يقتضى عطفا ورفقا فى سياسته 2ـ انه يعاش فيه الغلمان الضعفاء الذين ليس فيهم استعلاء اهل الجاهلية الاول الذين كانوا يستعلون بشرفهم 3ـ ان فيه كسبا ماديا من عمل اليد،وافضل الكسب ماكان من عمل اليد 4ـ انه يتيح له فرصة للتأمل والتفكير فى مختلف مظاهر الطبيعة ،تفسيرا لهذا الكون وخلقه،وهذا التفكير والتأمل من شأنهما صرف صاحبهما عن التفكير فى شهوات الانسان فى الدنيا، والسمو به عنها 5ـ عمل يعود الانسان على الصبر ولم يكن من المعقول ان يستمر الرسول فى رعى الاغنام ،فهى تناسبه وهو صغير السن،ولذا عندما كبر اتجه الى التجارة،وتعرف على دروب التجارة وطرقها وكيفية التعامل مع الناس من واقع عملى وعرف الاسواق الداخلية والخارجية ،ولما ذاع صدقه وامانته اختارته السيدة خديجة لكى يتاجر لها فزاد تجارتها اضعافا.....وكان ذلك مقدمة لزواجهما..........
العرض العادي
