نعم هذا رسولنا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد: فإن هذه الكلمات الجامعة الشاملة تتضمن من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيفية محبته صلى الله عليه وسلم ودلالات هذه المحبة كما اشتملت أيضاً على أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم ليكون المسلم على علم بها سائلاً المولى عز وجل أن ينفع بها من يقرأها وأن يزرع في قلوبنا محبة نبيه صلى الله عليه وسلم: هذا هو رسولنا صلى الله عليه وسلم: ٭٭ هذا هو رسول الله، محمد بن عبدالله، سيد الأولين والآخرين وخاتم النبيين والمرسلين، أرسله الله رحمة للعالمين، نذيراً وبشيراً بين يدي عذاب أليم. ٭٭ هذا هو رسول الله، حبيبنا وقدوتنا وأسوتنا وملاك قلوبنا وشفيعنا يوم القيامة. ٭٭ هذا هو رسول الله سيد الخلق جميعاً، سيد الإنس والجن، سيد العرب والعجم، له مكانته التي لا تدانيها مكانة أحد. ٭٭ هذا رسول الله مهما تكلمنا عنه صلى الله عليه وسلم ومهما تركنا لعقولنا وألسنتنا العنان لأن تفكر وتتكلم وتخرج في مدحه عليه الصلاة والسلام القصائد والأشعار وفي مآثره الكتب الكبار فلن نوفيه صلى الله عليه وسلم ولو جزءاً من حقه علينا. ٭٭ من منا لا يعرفه، من منا لم يسمع به كلنا يعرفه عليه الصلاة والسلام، كلنا يعرف أنه خاتم النبيين وسيد المرسلين، أرسله الله بالقرآن وبدين الإسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. محبته صلى الله عليه وسلم: ادعينا محبته صلى الله عليه وسلم ونحن منها أبعد ما نكون، نقول: نحبك يا رسول الله ولا نعرف لهذه المحبة عهداً، نقول: نحبك يا رسول الله ولا نعرف ما تقتضيه هذه المحبة، ولكننا للأسف نعرف كيف نطبقها في حياتنا مع الآخرين. فكل منا يعرف عن محبوبه كل شيء، كيف يأكل، كيف يشرب، كيف ينام، ماذا يحب أن يلبس، كيف يمشي، ماذا يفضل؟.. إلخ. ٭ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ٭٭ أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من كل الناس؟، أليس صحيحاً أنه لا يكتمل إيمان أحدنا إذا لم يكن رسول الله أحب إليه من ماله وولده وأهله أجمعين وحتى نفسه التي بين جنبيه؟، ألهذا الحد يجب أن تكون محبته صلى الله عليه وسلم حتى يكتمل إيمان أحدنا؟ نعم والله يا أخوتي لهذا الحد فهو خلق غير الخلق وبشر غير البشر اصطفاه الله لرسالته وجعله سبباً في نشر دينه ودعوته، فما كان لهذا الدين أن يبزغ فجره وتشرق شمسه لولا الله سبحانه وتعالى ثم نبيه عليه الصلاة والسلام الذي اختاره لهذه المهمة. ٭٭ والآن نستطيع أن نعرف أين يكمن ذلك التقصير وأين يقع ذلك الخلل في محبتنا له صلى الله عليه وسلم. إنك إن لم تعرف دلالات هذه المحبة وشروطها وما تقتضيه فاعلم أن هناك خللاً في محبتك له صلى الله عليه وسلم وأنها محبة ناقصة تستوجب منك أن تعرف عنها أكثر وأكثر .. إذاً ما هي دلالات محبته صلى الله عليه وسلم؟ وكيف يمكننا أن نقيم هذه المحبة وعلى أي أساس؟! ٭٭ دلالات محبته صلى الله عليه وسلم هي كالتالي: 1- كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فمن أحب شخصاً أكثر من ذكره. 2- طاعته واتباع أوامره واجتناب نواهيه. 3- شد الرحال للصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم وزيارة مدينته صلى الله عليه وسلم. 4- معرفة سيرته صلى الله عليه وسلم منذ ولادته الى أن توفاه الله. وأخيراً أسأل الله جل وعلا أن يرزقنا محبة نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والعمل بما أمر واجتناب ما نهى عنه والتحلي بخلق الكريم والذب عن عرضه والدفاع عنه صلى الله عليه وسلم. |