لمن يقطع رحمه
لمن يقطع رحمه
أحذر ان تكون قاطع لرحمك فمن فعل هذه الكبيرة و لم يتب فهو ملعون مبغوض
و لا يقبل عمله و لا يدخل الجنة
فأحذر ان تكون منهم و قم بصلة رحمك و لو بزيارة او مكالمة او رسالة أو كلمة طيبة
أعلم أن قاطع الرحم ملعون في كتاب الله
فقد قال الله تعالى
{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ *
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }
و قال علي بن الحسين لولده يا بني لا تصحبن قاطع رحم
فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواطن
أعلم أن قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين
فقد قال الله تعالى
{ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ *
الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }
أعلم أن قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا و لعذاب الأخرة أشد و أبقى
فعن أبي بكر رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة
من البغي و قطيعة الرحم )
رواه أبو داود والترمذي و ابن ماجه
أعلم أن قاطع الرحم لا يرفع له عمل و لا يقبله الله
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك و تعالى عشية كل خميس
ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم )
حسنه الألباني
أعلم أن قاطع الرحم قاطع للوصل مع الله
فعن أمنا أم المؤمنين السيدة / عائشة / رضي الله تعالى عنها و عن أبيها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله و من قطعني قطعه الله )
رواه البخاري و مسلم و هذا لفظه
أعلم أن قطع الرحم سبب في المنع من دخول الجنة
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا يدخل الجنة قاطع رحم )
رواه الترمذي
اما الذي يصل رحمه فقد فاز بإذن الله بخيرى الدنيا و الآخرة
الذي يصل رحمه أخذ الإيمان بالله و اليوم الآخر
فعن أبي هريرة رضي الله عنه :
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه )
رواه البخاري
الذي يصل رحمه فاز بإذن الله بزيادة العمر و بسط الرزق
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من أحب أن يبسط له في رزقه و ينسأ له في أثره فليصل رحمه )
رواه البخاري و مسلم .
و المراد بزيادة العمر هنا إما : البركة في عمر الإنسان الواصل أو يراد أن الزيادة على حقيقتها
فالذي يصل رحمه يزيد الله في عمره
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الرزق نوعان :
أحدهما ما علمه الله أن يرزقه فهذا لا يتغير .
و الثاني ما كتبه و أعلم به الملائكة فهذا يزيد و ينقص بحسب الأسباب .
الذي يصل رحمه كانت صلة الله للواصل
فعن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة
قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك و اقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك )
رواه البخاري و مسلم .
الذي يصل رحمه من أعظم أسباب دخول الجنة :
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة :
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تعبد الله لا تشرك به شيئا و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة و تصل الرحم )
رواه البخاري و مسلم
الذي يصل رحمه اطاع لله عز و جل فهي وصل لما أمر الله به أن يوصل ،
قال تعالى مثنيا على الواصلين :
{ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ }
الذي يصل رحمه يشيع المحبة بين اقاربه فبسببها تشيع المحبة ،
و بهذا يصفو عيشهم و تكثر مسراتهم
الذي يصل رحمه وحرص على إعزازهم أكرمه أرحامه و أعزوه و أجلوه و سودوه
و كانوا عونا له فبذلك يكون أخذ خير الدنيا و الآخرة بإذن الله
كما قال صلى الله عليه و سلم :
( ليس الواصل بالمكافئ و لكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها )
رواه البخاري.
معنى الحديث : إن صلة الرحم ليست في أن يكتفي الإنسان بصلة من وصله
فهذه تسمى مكافأة ...
بل أعظم ما يكون من الصلة هي في وصل من حصلت منه القطيعة .
|