ادآب الصحبة
بسم الله الرحمن الرحيم
من صور الأنس التي جبل عليها الإنسان، اختيار الأصحاب والرفقاء، وانتقاء الإخوة والأصدقاء، وتخصيصهم بالود، والمحبة، وطيب العشرة أكثر من غيرهم من الناس.
وفي بعض الأحيان بل في الكثير منها، يكون خلق الإنسان رهين أخلاق من يصاحب ويعاشر، فإن كان الصاحب رفيق سوء انطبعت أخلاقه الذميمة على من يعاشر، وإن كان رفيق خير أثر بالخير على أصحابه ورفاقه والعكس يصح.
ومن هذا المنطلق كان العلم بمعايير الرفيق الصالح شرطا بالغ الأهمية في الحفاظ على الأخلاق والاستزادة منها، والنجاة من سلوك بنيات الطريق حيث الهلاك والدمار، لأن الإنسان مهما علا كعبه وبلغ شأنه لابد وأن يتأثر بالخلة التي يعاشرها. وهذا ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»
لقد بين رسول الله عليه الصلاة والسلام معايير الصديق الصالح ، وكشف حقيقة رفاقالسوء، وبين آثار الجلساء على اختلاف صفاتهم فقال : «إنما مثل الجليس الصالح، وجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة».
ويحسن بنا ان تلتمس في طريقنا إلى الله الرفقة الصالحة التي تدلنا على الخير وتعيننا عليه
قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر»
|