أشرف الناس من كانت لذته فى معرفة الله تعالى ومحبته
أشرف الناس من كانت لذته فى معرفة الله تعالى ومحبته
لذة كل أحد على حسب قدره وهمته وشرف نفسه .
فأشرف الناس من كانت لذته فى معرفة الله تعالى ومحبته لذة كل أحد على حسب قدره وهمته وشرف نفسه .
فأشرف الناس نفسا وأعلاهم همة وأرفعهم قدرا من لذته فى معرفة الله ومحبته والشوق الى لقائه والتودد اليه بما يحبه ويرضاه ، فلذته فى اقباله عليه ، وعكوف همته عليه دون ذلك مراتب لا يحصيها الا الله حتى تنتهى الى من لذته فى أخس الأشياء من القاذورات والفواحش فى كل شئ من الكلام والأفعال والأشغال ، فلو عرض عليه ما ياتذ به الأول لم تسمح نفسه والا الالتفات اليه ، وربما تألمت من ذلك كما أن الأول اذا عرض عليه ما يلتذ به هذا لم تسمح نفسه به ولم تلتفت اليه ونفرت نفسه منه .
وأكمل الناس لذة من جمع له بين لذة القلب والروح ولذة البدن فهو يتناول لذاته المباحة على وجه لا ينقص حظه من الدار الآخرة ولا يقطع عليه لذة المعرفة والمحبةوالأنس بربه .
فهذا ممن قال تعالى فيه : " قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين ءامنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة "
وأبخسهم حظا من اللذة من تناولها على وجه يحول بينه وبين لذت الآخرة فيكون ممن يقال لهم استفياء اللذات :
" أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا واستمتعتم بها "
فهؤلاء تمتعوا بالطيبات وافترقوا فى وجه التمتع ، فأولئك تمتعوا بها على الوجه الذى أذن لهم فيه جمع بين لذة الدنيا والآخرة .
وهؤلاء تمتعوا بها على الوجه الذى دعاهم اليه الهوى والشهوة ، سواء أذن لهم فيه أم لا ، فانقطعت عنهم لذة الدنيا وفاتتهم لذة الآخرة .
فهذه أثار ترك المعاصى فى الدنيا ، فاذا مات تلقته الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة ، وبأنه لا خوف عليه ولا حزن ، وينتقل من سجن الدنيا وضيقها الى روضة من رياض الجنة وينعم فيها الى يوم القيامة ، فاذا كان يوم القيامة كان الناس فى الحر والعرق وهو فى ظل العرش .
فاذا انصرفوا من بين يدى الله أخذ به ذات اليمين مع أوليائه المتقين وحزبه المفلحين :
" ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "