11-14-2011, 12:42 AM
|
#1 (permalink)
|
عضو ذهبي بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 214 | تاريخ التسجيل : Dec 2010 | أخر زيارة : 07-14-2020 (10:17 PM) | المشاركات : 7,787 [
+
] | التقييم : 1059 | الدولهـ | الجنس ~ | | |
لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك "لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ" بسم الله الرحمن الرحيم يتفاوت الناس فيما بينهم، غنى وفقرًا، سعادة وحزنًا،
جمالاً وقبحًا، صحة ومرضًا،
ويتفاوتون أيضا من حيث طاعتهم لله عز وجل ومعصيتهم له سبحانه. وكما لا تجيز الشريعة الإسلامية أن يعيِّر واحدٌ من الخلق أخاه بنقص اعتراه في المجالات الدنيوية المختلفة،
أو يستطيل عليه بتفوقه في هذه المجالات،
كذلك – بل من باب أولى – فإنها تحرم أن يعيِّر المسلم أخاه بمعصية وقع فيها،
ويتفاخر عليه بتقواه لله عز وجل وطاعته له،
فضلاً عن أن يفضحه أو يشهِّر به. شماتة مرفوضة إن التعيير بالذنب نوع من إظهار الشماتة بالمسلم، وهذا مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ" (رواه الترمذي). والمتأمل في هذا الحديث الشريف يجد النهي الواضح عن إظهار الشماتة بالمسلم،
والترهيب والتحذير لمن يفعل ذلك،
ومن أهم ما يدرَك من الحديث:
التخويف من أن الشماتة أو التعيير قد يكونان سببًا في ابتلاء المعير أو الشامت بالعيب أو النقص الذي عيَّر به أخاه. إن الله عز وجل قد يعافي أخاك من المعصية التي وقع فيها،
وقد يغفر له تقصيره وذنبه،
ويهيئ له سبل التوبة والعودة والإنابة،
ولكنك لا تدري إن ابتلاك الله عز وجل بمثل ما وقع فيه أخوك،
هل ستعافَى أم لا؟ هل ستتوب أم لا؟
هل سيغفر لك الله ويقبل توبتك أم لا؟. ومما روي من روائع الإمام ابن القيم قوله:
" إن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثمًا وأشد ذنبا من المعصية ذاتها، وذلك لأنه يحمل في طياته معاني التكبر والغرور بالطاعة لدى صاحبه،
ويعبر عن تزكية النفس وشكرها،
ووصفها - ضمنيًّا- بالبراءة من الذنب،
والتنزه عن المعصية". إذا كان التعيير بالذنب الذي يقترفه الإنسان ينهى عنه الإسلام ،
فكيف تكون الشماتة في شيء قدره الله على العباد !! صدقت يا رسول الله عندما قلت : "لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ"
الشماتة هي أن يُسرّ المرء بما يصيب عدوه من المصائب ، قال الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام : ( فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ ) الأعراف / 150 وقوله - تعالى : (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ) التوبة:50 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ) . ومن الشماتة المذمومة شرعـًا أن يتوب الله على عبدٍ من ذنبٍ ما فيأتي أخوه فيعيره به، وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك . و من مضار الشماتة أنها تسخط الربَّ - تبارك وتعالى - وتدل على انتزاع الرحمة من قلوب الشامتين ، وهي تورث العداوات، وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات، ثم هي تعرض أصحابها للبلاء لا شكَّ أن الموت من أعظم ما يقع بالإنسان من الابتلاء له ولمَن يتركهم بعده، لقد قام النبي صلّى الله عليه وسلم ـ لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهوديٍّ قال:" أليستْ نفسًا" ؟ رواه البخاري ومسلم. " يقول الحسن البصري رحمه الله: الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل " الشماتة لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلم أبدًا، لانها من صفات الأعداء الذين حذر الله منهم ووصفهم بقوله : (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط ٌ ) قيل لأيوب عليه السلام : أي شيء من بلائك كان أشد عليك قال : شماتة الأعداء عبد الله بن أبي عتبة : كل المصائب قد تمر على الفتى فتهون غير شماتة الأعداء وللمبارك بن الطبري : لولا شماتة أعداء ذوي حسد أو اغتمام صديق كان يرجوني لما طلبت من الدنيا مراتبها ولا بذلت لها عرضي ولا ديني لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك! |
| |