أفراح الروح في صلاة الفجر قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم :{ مَن صَلَّى الْبَرْدَيْن دَخَل الْجَنَّة }. مُتَّفَق عَلَيْه الْصَّلاة فَي هَذَا الْوَقْت لَه طَعَم خَاص وَتِلَاوَة الْقُرْآَن فِيْه وَالْذِّكْر،
فَلْنَتَعَلَّم مَعَا كَيْف نَتَذَوَّق هَذَا الْطُّعْم الْرَّائِع فِي صَلَاة الْفَجْر؟ ☼ الْفَجْر يَأْتِي بَعْد طُول ظُلْمَة. ☼ شُهُوْد الْفَجْر يُذْهِب أَثَر الْمَعَاصِي مِن الْقَلّب كَمَا يُذْهِب الْفَجْر ظُلْمَة الْلَّيْل. ☼ يُوْقِن الْإِنْسَان بِأَن قَلْبَه يَتَفَتَّح كَالْزَّهْرَة مَع شُرُوْق الْشَمْس الْفَجْر
وَقْت لِّيَنَجَلِي الْرَّان عَن قُلُوْبِنَا وَيُذْهِب صَدَأَه،
فَقَبِل الْفَجَر لَا يَدْرِي الْشَّخْص مَاذَا حَوْلَه وَهَل تُحِيْط الْمَخَاطِر بِه أَم لَا وَمَع بُزُوغ الْفَجْر يَتَّضِح لَه الْطَّرِيْق الَّذِي يَسِيْر بِه. أَحَب الْلَّه هَذَا الْوَقْت وَاخْتَارَه لَنَا فَنَفْرَح بِأَنَّنَا امْتَثْلْنا أَمْر الْلَّه
وَأَن الْلَّه أَبَعْد الْشَيْطَان عَن طَرِيْقِنَا بِقِيَّامَنا لِلِصَّلَاة.
نَفْرَح بِهَذَا الْوَقْت لِأَنَّنَا نُغْلَب أَنْفُسَنَا وَنُغْلَب الْشَّيْطَان
ونْبَعْدِه عَن طَرِيْقِنَا (شُعُور الْمُنْتَصِر .. الْفَائِز..الْغَالِب..) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ يَتَعَاقَبُوْن فِيْكُم مَلَائِكَة بِالْلَّيْل وَمَلَائِكَة بِالْنَّهَار، وَيَجْتَمِعُوْن فِي صَلَاة الْصُّبْح وَصَلَاة الْعَصْر،
ثُم يَعْرُج الَّذِيْن بَاتُوْا فِيْكُم ، فَيَسْأَلُهُم الْلَّه -وَهُو أَعْلَم بِهِم- :كَيْف تَرَكْتُم عِبَادِي ؟
فَيَقُوْلُوْن تَرَكْنَاهُم وَهُم يُصَلُّوْن وَأَتَيْنَاهُم وَهُم يُصَلُّوْن} . مُتَّفَق عَلَيْه،
فـ أَهْل الْفَجْر
يَشْهَدُوْن مُلْتَقَى الْمَلَائِكَة حِيْن يَتَبَادَلُوْن أَدْوَارَهُم..
فَمَن لَدَيْه الْهِمَّة لِحُضُوْر مُلْتَقَى الْمَلَائِكَة ؟؟ كَيْف لَا وَهُم سَيَكْتُبُون عِنْدَهُم أَنَّنَا نُصَلِّي
وَقْت قُدُوْمِهِم وَوَقْت مُغَادَرَتِهِم. ☼ شَهَادَة الْمَلَائِكَة عَلَيْنَا رِفْعَة لَنَا (تَرَكْنَاهُم وَهُم يُصَلُّوْن وَأَتَيْنَاهُم وَهُم يُصَلُّوْن). ☼ قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم :
{مِن صَلَّى الْصُّبْح فَهُو فِي ذِمَّة الْلَّه فَانْظُر يَاابْن آَدَم لَايَطْلِبنُك الْلَّه مِن ذِمَّتِه بِشَيْء} رَوَاه مُسْلِم.
فَافْرَح بِصَلَاة الْفَجْر فَأَنْت فِي ذِمَّة الْلَّه الْسَّمِيْع.. الْخَبِيْر.. اللَّطِيْف.. الْوَهَّاب.. الْرَّزَّاق.....
فَأُعْطِي الْفَجْر
حَقَّه مِن اسْتِيْقَاظ وَوُضُوْء وَخُشُوْع وَأَذْكَار وَتِلَاوَة الْقُرْآَن ...
فَبِقَدْر مَاتَقَدَّم يُعْطِيَك الْلَّه مَافِي ذِمَّتِه بَل وَأُكَثِّر فَاللَّه الْكَرِيْم وَرَحْمَتُه أَوْسَع الْرَّحَمَات. ☼ سَمَت الْفَجْر يُظْهِر عَلَى مَن صَلَّى الْفَجْر
فَيَرْضَى الْمُسْلِم بِحَالِه
وَبِكِل مَا سَيَجْرِي لَه خِلَال الْنَهَار، وَإِذَا حَصَل أَي عَارِض لَنَا خِلَال الْنَهَار
فَبِسُرْعَة نَتَذَكَّر كَيْف قَدِمْنَا الْفَجْر وَهَل مِن تَقْصِيْر حَصَل، أَتَذَكَّر مَا حَصَل
فِي الْفَجْر وَأَي تَقْصِيْر حَصَل مِنِّي؟؛ فَمَن قَام وَحْدَه كَمَن أَيْقَظَه أَحَد؟،
وَمَن أُتْبِع صَلَاتَه بِالتَّسْبِيْح كَمَن قَام مِن صَلَاتِه بِسُرْعَة؟.
قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم :
{مَن صَلَّى الْعِشَاء
فِي جَمَاعَة فَكَأَنَّمَا قَام نِصْف الْلَّيْل وَمَن صَلَّى الْصُّبْح فِي جَمَاعَة فَكَأَنَّمَا صَلَّى الْلَّيْل كُلَّه}رَوَاه مُسْلِم.
مِن هَدْي لِصَلَاة الْفَجْر
هُدِي إِلَى قِيَام الْلَّيْل، فَبَعْد فَرِحْنَا بِالْفَجْر
تُطَوِّق الْنَّفْس لِلْزِّيَادَة فَتُسَيْقظ فِي الْسِّحْر لِتَنْعَم بِمَزِيْد مِن الْفَرَح وَالْسَّعَادَة.
فِي الْفَجْر سُنَّة رَكَّز عَلَيْهَا حَبِيْبَنَا مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم بِقَوْلِه :"رَكَعَّتَا الْفَجّر خَيْر مِن الْدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا" رَوَاه مُسْلِم. فَهَيَّا بِنَا نَسّد نَقُص الْدُّنْيَا بِهَاتَيْن الْرَّكْعَتَيْن
( نَقُص الْأَوْلَاد وَنَقْص الْأَمْوَال وَنَقْص الْعَافِيَة وَنَقْص الْجَاه وَأَي نَقْص تَشْعُر بِه)
فَصَلَاة هَاتَيْن الْرَّكْعَتَيْن خَيْر لَك مِن الْدُّنْيَا، اعْتَبَرَهَا مُكَافَأَة لَك
وَهَذَا يَسْتَحِق الْفَرَح فَكُل حَب يَجِب أَن لَا يَسْبِق حُبِّنَا لِسُنَّة الْفَجْر اقْتِدَاء بِنَبِيِّنَا الْكَرِيْم. ☼ صَلَاة الْفَجْر هِي الْوَقْت الَّذِي أَطَل الَلّه بِه عَلَى عِبَادِه بِيَوْم جَدِيْد،
فَإِذَا أَدْرَكْت الْفَجْر فَاعْلَم أَن الْلَّه وَهَبَك يَوْم جَدِيْد فَيَجِب أَن تَشْكُرَه عَلَيْه وَتُعَاهِدُه
عَلَى الْطَّاعَة فِي ذَلِك الْيَوْم، فَاللَّه أَعْطَاك الْحَيَاة فَفَرَحُك بِهَا أَبَر مِن فَرَحِك بِقُدُوْم
مَوْلُوْد أَو فَرَحَك بِنَجَاة مِن تُحَب مِن خَطَر. اجْعَل الْفَجْر بَوَّابَة دُخُوْل لْعَالَم جَدِيْد. مَرْجِع الْأَحَادِيْث : كِتَاب رِيَاض الْصَّالِحِيْن
م ن |