06-13-2011, 06:19 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو ذهبي بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 214 | تاريخ التسجيل : Dec 2010 | أخر زيارة : 07-14-2020 (10:17 PM) | المشاركات : 7,787 [
+
] | التقييم : 1059 | الدولهـ | الجنس ~ | | |
الرحمة ليست مجرد عاطفة عارضة أو شفقة وقتية مرتبطة الرحمة ليست مجرد عاطفة عارضة أو شفقة وقتية مرتبطة
بموقف معين وإنما هي بطبيعتها ينبغي أن تكون خلقا ثابتا
ومتأصلا في النفس الأنسانية وشاملا لكل قيم السلوك الفاضل
في التعامل مع البشر ومع كل الكائنات الأخرى في هذا الوجود
ومن هنا كانت الرحمة هي الهدف الأسمى والغاية العظمى
للرسالة الإسلامية كما جاء ذلك في القرآن الكريم في قول الله
تعالى لنبيه : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " الأنبياء 107
وتأكيدا لذلك وترسيخا لهذه القيمة العظيمة في النفوس تكرر
مفهوم الرحمة مئات المرات في القرآن الكريم وفي الأحاديث
النبوية وفي أول كل سورة من سور القرآن الكريم وفضلا عن
ذلك فإن كل عمل يبدؤه المسلم يفتتحه في العادة بالقول " بسم
الله الرحمن الرحيم " وهذا بالتأكيد من شأنه أن يجعل قيمة
الرحمة حاضره بإستمرار في وعي الناس حتي يكون التعامل
فيما بينهم قائما على هذا الأساس فـ الله هو الرحمن الرحيم
ورحمته وسعت كل شيء والله يحب من عباده أن يكونوا على
صفته وأن يتخلقوا بأخلاقه وما دامت الرحمة من أبرز صفاته
فينبغي أن يكونوا رحماء فيما بينهم ولكننا للأسف الشديد نفتقد
هذه القيمة العظيمة في كثير من تعاملاتنا اليومية فالقسوة قد
حلت محل الرحمة في كثير من علاقات الناس اليومية
وتعاملاتهم الحياتية والأمثلة على ذلك كثيرة : فهناك الأب الذي
يقسو علي أبنائه والأولاد الذين يقسون على آبائهم ويتنكرون
لكل ما قدموه لهم والزوج الذي يقسوعلى زوجته والزوجة التي
تقسو علي زوجها والرئيس في العمل الذي يقسو على
مرءوسيه والموظف الذي يقسو على المواطنين وقد شبه الله
قلوب هؤلاء الذين قست قلوبهم ونزعت منها الرحمة بأنها "كالحجارة أو أشد قسوة " البقرة 74 وهذه ظواهر غريبة على
مجتمعنا المعروف بالأعتدال على مدى تاريخه الطويل فتقاليده
الدينية منذ التاريخ القديم تنطلق من قيم التسامح والمحبة
والرحمة ومن هنا نفهم لماذا كان تركيز الإسلام على هذه القيمة
بالذات أكثر من تركيزه علي أي قيمة أخرى لأنها المفهوم
الجامع لكل قيم الحق والخير في هذا الوجود ومن أجل ذلك أكد
عليها النبي تأكيدا واضحا في العديد من الأحاديث النبوية ومن
ذلك قوله : " ارحموامن في الأرض يرحمكم من في السماء "
رواه الترمذي وقوله : " الراحمون يرحمهم الرحمن " رواه
الأمام أحمد في مسنده كما أكد في الوقت نفسه على التمسك
بهذا الخلق في التعامل مع الحيوان في قوله : " اتقوا الله في
هذه البهائم العجماوات " رواه أبو داود لأنها لا تستطيع أن
تفصح عما في نفسها أو تعبر عما تشعر به
والرحمة هي الخلق الذي يمثل سياجا منيعا لحماية الحياة في
شتى صورها من مختلف الأخطار.............. م ن |
| |