المظاهرات وهي قيام طائفة من الناس بالتجمع في مكان عام أو أمام مبنى يختص بالحكام لدفعهم إلى تحقيق أهدافهم وقد يصاحبه هتافات ، ورفع أصوات وحمل لوحات تؤيد ماتجمعوا له .
والقول في هذا العمل كالقول في الاعتصام . ويزيد هذا الأمر بأنه شبيه بتجميع الخوارج على عثمان رضي الله عنه ومايصاحب هذا التجمهر من إتلاف للمصالح العامة للدولة والخاصة للأفراد وإزهاق وقتل النفس المحرم قتلها .
وقد أباح الله لعباده تجمعاً سنياً شرعياً ، وذلك في أيام الحج في منى وعرفات ، والاجتماع في صلاة الجمعة ، والعيد يتعبد الله في هذا الاجتماع ، ويرجو ثواب الله - سبحانه وتعالى - ويطيعه ويرغم العدو ويغيظه بخلاف المظاهرات ، فهي تجمع بدعي محرم يغيظ المسلم ، ويفرح العدو ، لأنه وجد فرصة تعينه على فعل مايريد وقوله ، وتغيظ المسلم لما يجد من تشتت المسلمين وفرقتهم وعدم طاعتهم لله ورسوله وذلك في عصيانهم لولاة الأمر ، ولما يرى من أعداء الله ورسوله من تحقيق أهدافهم ومآربهم بالنيل من الإسلام وأهله ، كما أن في هذا العمل المحرم وأمثاله من الصد عن سبيل الله سبحانه وتعالى ، وعدم نشر الإسلام والسنة مايعلمه كل راسخ في العلم ، نعوذ بالله من علم لاينفع .
كتاب : تحذير المسلمين من خطر الابتداع في الدين
للشيخ الأستاذ : غازي عوض العرماني
العرض العادي
