إن الطفل جزء من الوحدة الأسرية يتأثر بما تتعرض له هذه الوحدة من مشكلات وتمزقات تأثيراً سلبياً يعود بالضرر على الطفل والأسرة ثم على المجتمع بصورة عامة.
ومن مظاهر هذا التأثير:
1 ـ تنشأ لدى الطفل صراعات داخلية نتيجة لانهيار الحياة الأسرية فيحمل هذا الطفل دوافع عدوانية تجاه الأبوين وباقي أفراد المجتمع.
2 ـ في كثير من الحالات ينتقل الطفل من مقر الأسرة المتفككة ليعيش غريباًمع أبيه أو أمه فيواجه بذلك صعوبات كبيرة في التكيف مع زوجة الأب أو زوجالأم. وقد يقوم الطفل بعقد عدة مقارنات بين والديه وبين الوالدين الجددمما يجعله في حالة اضطراب نفسي مستمر.
3 ـ يتحتم على الطفل وفقاً لهذا الوضع الجديد أن يتكيف مع بيئات منزلية مختلفة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والمستوى الثقافي مما يؤثر على شخصية الطفل بدرجة كبيرة فيخرج منها بشخصية مهزوزة غير مستقرة ومتأرجحة.
4 ـ يتحمل الطفل كالآباء تماماً عبء التفكير الدائم في مشكلة الانفصال.
5 ـ يعقد الطفل مقارنات مستمرة بين أسرته المتفككة والحياة الأسرية التييعيشها باقي الأطفال مما يولد لديه الشعور بالإحباط، أو قد يكسبه اتجاهاً عدوانياً تجاه الجميع وبالأخص أطفال الأسر السليمة.
6 ـ يتعرض الطفل للاضطراب والقلق نتيجة عدم إدراكه للأهداف الكامنة وراء الصراع بين الوالدين أو أسباب محاولة استخدامه ـ من قبل والديه ـ في شنالهجوم على بعضهما البعض واستخدامه كأداة لتحقيق النصر على الطرف الآخر.
7 ـ يؤدي هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة إلى اضطراب النمو الانفعاليوالعقلي للطفل فيبرز للمجتمع فرد بشخصية مهزوزة أو معتلة يعود بالضرر علىالمجتمع بأكمله.
أهمية الحوار الأسرى
ما أجمل الحوار الاسري الهادف بحب وعطف عندما يلتقي أفراد العائلة على فنجان قهوة وحبة تمر ويتحاوروا لحلالأزمات والعوائق بأسلوب راقي
قالوا بأنه لكل حوار هدف الوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين المتحاورين ويختلف هدف الحوار باختلاف المواقف الحياتية.
ويعد الحوار الأسري أهم وسائل الاتصال الفعالة والتي تحقق نتائج نفسية وتربوية ودينية واجتماعية .
تكمن أهمية الحوار في دعم النموالنفسي والتخفيف من مشاعر الكبت والتحرر من كم الصراعات والمشاعر العدائيةوالمخاوف والقلق فهو يتيح للإنسان تفريغ طاقاته ومشاعره من خلال الأساليب اللفظية اللغوية التي يجد من خلالها حلولاً لمشكلاته أو تعديلاً لوجهاتنظر سابقة.
فالحوار وسيلة بنائية علاجيةتساعد في حل كثير من المشكلات كما أنه الوسيلة المثلى لبناء جو أسري سليميدعم نمو الأطفال ويؤدي بهم إلى تكوين شخصية سليمة قوية إيجابية كما أنهيدعم العلاقات الأسرية بشكل عام أي علاقة الآباء بالأبناء وعلاقات الأزواجفيما بينهم.
يعزز الحوار الإيجابي بناءالعلاقات الإيجابية بين الوالدين والأولاد حيث يؤدي إلى الاحترام المتبادلبينهما كما أنه يؤدي إلى التقبل ونبذ الصراع.
كذلك يساعد الحوار مع الأبناء علىتعزيز ثقتهم بأنفسهم حيث ينمي استقلالية الأطفال ويشجعهم على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم فالطفل الذي يتحاور في المنزل ويجد من يسمعه يخرج للعالـم وهو يشعر بأنه إنسان له الحق أن يسمعه الآخرون ويطالب بحقوقه وتظهر آثارالحوار من خلال تصرفات الأولاد والتعبير عن مشاعرهم سواء أكانت عدائية أومشاعر قلق وخوف أو صراعات نفسية واحباطات وكبتاً ، وضمن هذا السياق يأتي الحوار ليكون فرصة بالنسبة للآباء للعمل على معالجة مثل تلك المشكلات .
هذا بالإضافة إلى أن الحوار بين الآباء والأبناء يؤدي إلى التآلف والتعاطف وبناء علاقة ودية حيث يشعر كل من الطرفين بقرب الطرف الآخر منه واهتمامه بمشكلاته ويؤدي أيضاً إلى التكاشف وإزالة الفحوص
وقد يطور الحوار العلاقة بينالآباء والأبناء إلى علاقة صداقة فتتلاشى الحواجز المعهودة التي كانت تمنعالأولاد من الإفصاح عما يجول في خاطرهم فيتعلم الطفل أن يصارح أباه أو أمهبكل ما قد خطر بباله ومن المعروف بأن الحوار السائد بين الآباء والأبناءحوار يتعلق بأمور الدراسة وهذا ما يجعل الحوار أمراً مملاً إذ لا بد منحوار الأبناء فيما يتعلق بأحاسيسهم ومشاعرهم وميولهم وأفكارهم فهذا مناسبابه ان يتدخل الاهل بطريقة لا تنفر ابناءهم بتصحيح الكثير من الاخطاء ومما يجول في خاطرهم .
الحوار بين الزوجين هو مفتاح التفاهم والانسجام وهو القناة التي توصلنا للآخرين فعندما نتحاور نعبر عن أنفسنا وعن حياتنا وعن طموحاتنا فكيف إذاً لزوجين يبتغيان التفاهموالانسجام وتحقيق المودة والألفة من دون أن يحسنا استخدام الحوار؟
لذا فتعلم الحوار وممارسته في الحياة الزوجية والأسرية من أهم العوامل التي تحقق الانسجام والتفاهم الزوجي والاستقرار الأسري النفسي الذي يبني البيئة الملائمة لنمو سليم للأنفس وخاصة فيما يتعلق بالأطفال في هذه الأسرة.
ويعد الحوار من أهم العواملا لمؤدية إلى استقرار العلاقات الزوجية حيث إن انعدام الحوار بين الزوجين يعتبر من أهم الأسباب المؤدية إلى الطلاق.
أما بالنسبة إلى الحوار مع الأولاد فمن الواضح أن معوقاته كثيرة ربما تعود أغلبها إلى الأهل فقد يعمد الأهل إلى اسكات الولد عند محاولته التكلم عن أمر ما يشغله وهذا يجعلا لولد يمتنع عن التكلم مرة أخرى ، هذا بالإضافة إلى مسألة الفوارق العمرية التي تلعب دوراً هاماً في غياب الحوار مما يجعل الاولاد يلجأون للحواربالخارج وقد يصطادهم اصحاب العقائد الفاسدة والمتطرفة ويزرعون الاشواكوالسموم بافكارهم ومعتقداهم والعياذ بالله سلمنا الله واياكم وأبناء المسلمين من شرور هؤلاء.
أخيراً لا بد من التأكيد على أهمية الحوار الأسري الإيجابي الموضوعي, فالحوار الصادق والعميق يفتحالقلوب بين الآباء والأبناء وبين الأزواج فيسود الأسرة مزيدا من المحبة والتألق والصدق والانشراح.
أيها الأب أيتها الأم لا تبخلوا بساعة يوميا من وقتكم لأبناءكم كبارا كانوا ام صغارا فنحن في زمن صعبومخيف كونوا أنتم الاهل والاصدقاء والموجهين لا تتركوا أبناءكم فريسة لانياب الذئاب