أيام معدودة ويدخل المنتخب السعودي الأول غمار منافسات دورة كأس ''خليجي 21'' التي تبدأ أحداثها في العاصمة البحرينية المنامة في مشاركة قد تكون مختلفة عن المشاركات الأخيرة للأخضر في هذا المحفل الخليجي بالذات، ويعود ذلك الأمر إلى الإخفاقات والانكسارات التي أنهكت قوى المنتخب السعودي الأول في السنوات الأخيرة وجعلته في غيبوبة دامت طويلاً، وهو الأمر الذي جعل الثقة تكاد تكون معدومة بين المنتخب والجماهير طوال الفترة الماضية في ظل الانحدار في كل شيء حتى وصل إلى تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا'' الذي يعتبر هو الأسوأ في تاريخ الكرة السعودية مما جعله دليلاً مادياً على أن الأوضاع الفنية ليست على ما يرام. الأخضر السعودي سيدخل هذه البطولة من أجل تحقيقها والظفر باللقب من أجل أن يكون ذلك عربون الوفاق والصلح مع المجتمع الرياضي بكل أطيافه، لكن هذا الأمر لا يقف عند حد الأماني والتوقعات وإنما إلى العمل الصحيح نحو تحقيق هذا الهدف، خصوصاً في ظل المنافسة مع كل المنتخبات المشاركة في ظل المستويات المتقاربة إلى حد كبير. ''الاقتصادية'' قلبت هذه الملفات من أجل الوصول إلى إمكانية تحقيق هذه الأمنيات من عدمها في هذه النسخة، وحول حجم المنافسة من المنتخبات الخليجية الشقيقة للظفر بهذه البطولة التي باتت هي وسيلةً لإعادة الكرة السعودية إلى ماضيها الجميل الذي ورثته من الأجيال السابقة التي صالت وجالت وأوصلت المنتخب السعودي إلى القمة في كل المنافسات.
في البداية شدد الدكتور صلاح السقا على أن مشاركة المنتخب السعودي في دورة الخليج لهذه النسخة ستكون سلاحا ذا حدين خصوصاً في الفترة الحالية. وقال السقا ''في الحقيقة إن المنتخب السعودي الأول يعيش في فترة تجديد دماء مليئة بالضغوط على اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، لذلك فإن دخولهم هذه البطولة سيكون أحد أمرين إما بالتحدي والحماس والروح من أجل تحقيقها بعد سلسلة من الإخفاقات في الفترة الأخيرة، وهذا يتطلب شخصية قوية من اللاعبين إضافة إلى وجود عوامل مساعدة من الجهاز الفني والإداري بخصوص الجوانب النفسية، لكن الأهم في الموضوع هي حجم الثقة والشخصية القوية لدى اللاعبين داخل الملعب منذ المباراة الأولى وحتى آخر لقاء في البطولة''. وأوضح السقا ''على الجانب الآخر، فإن تلك الضغوط قد تلقي بظلالها على اللاعبين أثناء البطولة في حال لم يكن التجهيز النفسي بالشكل الصحيح، سواء من اللاعب نفسه أو بالمحيط القريب من اللاعبين وبالتحديد الجهاز الفني الذي له دور كبير في كيفية دخول اللاعبين بالشكل الصحيح من كل الجوانب ، وأنا على ثقة كبيرة بأن العناصر بأكملها ستكون مكملة لبعضها من أجل أن يظهر المنتخب السعودي بأفضل شكل يمكن الظهور به في هذه التظاهرة الخليجية''. وزاد ''منذ فترة طويلة لم يمر المنتخب السعودي الأول بهذه الضغوط سواء من الإعلام أو الجمهور، لكن النتائج السيئة في الفترة الأخيرة والتصنيف الذي وصل إليه المنتخب السعودي في الفترة الأخيرة هي السبب في ذلك، والخروج منها يحتاج إلى تحقيق منجز يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح وهو ما نأمله في هذه المشاركة بإذن الله''. من جانبه، أشاد المدرب الوطني فؤاد أنور بالمستويات والعمل الذي قدمه المدرب الهولندي ريكارد في الفترة الأخيرة وذلك باعتماده على العناصر الشابة في خريطة المنتخب السعودي الأول. وقال أنور ''في بداية التعاقد مع الهولندي فرانك ريكارد أثناء التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 2014 في البرازيل لم تتضح له أي بصمه في تلك الفترة، وهذا الأمر قد يعود إلى عدم وجود الوقت الكافي لإجراء بعض التعديلات على الخطط الفنية والاستراتيجية التي كان يسير عليها الأخضر السعودي في السنوات الأخيرة ، لذلك لم تكن أسنة النقد والمسؤولية قد وجهت للجهاز الفني للمنتخب كما هي العادة عند كل إخفاق''. وأضاف ''الفترة الحالية تعتبر هي الحكم الحقيقي على مدى العمل الذي قدمه ريكارد منذ تسلّمه زمام الأمور الفنية في المنتخب السعودي الأول، وقد اتضح من خلال لقاءي الجابون والأرجنتين أن المنتخب السعودي بدأ بالسير على جادة الصواب خصوصاً في مسألة اعتماده على العناصر الشابة التي طورت من أداء المنتخب بشكل كبير، والدليل على ذلك أن دخول هؤلاء اللاعبين الصغار في الشوط الثاني من مباراة الجابون قلب نتيجة المباراة، إضافة إلى المستوى الكبير الذي قدموه أمام الأرجنتين، في مباراة أعتقد أنها أعادت للذكريات أمجاد الكرة السعودية في أوج تألقها قبل سنوات''. واستطرد ''المنتخب السعودي كعادته يدخل البطولات وهو مرشح لتحقيقها، وأرى أنه قادر على ذلك بإذن الله في ظل تواجد العناصر المميزة، وبعودة ياسر القحطاني التي ستعطي للمنتخب ثقة كبيرة وبالذات أنه هو الوحيد القادر على مهام القائد في هذه الفترة، وهو ما اتضح خلال هذا الموسم مع فريقه الهلال وذلك بشخصية القائد الذي تشبع بالخبرة سواء مع النادي والمنتخب، وبإذن الله سيكون إضافة فنية على الرغم من أنها قد تكون مهمة صعبة للاعب نفسه في ظل الضغوط التي ستواجهه بالتحديد بعد عودته من الاعتزال''. على الجانب الآخر، شدد سامي اليوسف رئيس تحرير صحيفة ''واي سبورت'' الإلكترونية أن الهولندي ريكارد وضع نفسه في ضغوط كبيرة قبل بداية دورة الخليج على الرغم من أن المنتخب السعودي يعيش أوضاعاً سيئة منذ تسلّمه المهمة. وقال اليوسف ''في الفترة الماضية ظهر الهولندي ريكارد وأكد أنه لن يلتفت إلى الآراء التي تنتقد عمله بشكل عام، وهذا بمثابة الاستفزاز الذي مارسه أمام النقاد والجماهير بسبب أن المنتخب السعودي قد وصل إلى مرحلة متدنية في تصنيف الاتحاد الدولي وهذا الأمر بالتأكيد له أسباب عديدة ولم يكن من باب الصدفة على الإطلاق''. وتابع ''الجميع يتفق على أن المنتخب السعودي يعيش أزمة ثقة بينه وبين الجماهير السعودية بعد الإخفاقات المتكررة في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من ذلك وعد ريكارد بتحقيق البطولة وهذا الأمر سيزيد من حجم الضغوط لدى اللاعبين، والدليل على ذلك ظهور اللاعبين بتصريحات مماثلة وذكروا بالتحديد أنهم سيحققون البطولة من أجل الحد من الضغوط التي تواجههم في الفترة الأخيرة، وهو الأمر الذي سيزيد من تلك الضغوط لأن عدم تحقيق البطولة يعني الفشل في عمل الجهاز الفني بعد تلك الوعود''. وحول عدول المهاجم ياسر القحطاني عن الاعتزال الدولي وعودته لصفوف المنتخب السعودي، قال ''التراجع عن الاعتزال أياً كانت الأسباب أمر طبيعي ومتعارف عليه على المستوى العالمي ، وهو إضافة فنية خصوصاً في ظل انخفاض مستويات كل المهاجمين السعوديين هذا الموسم سواء ناصر الشمراني أو نايف هزازي، إضافة إلى المستويات التي يقدمها ياسر القحطاني مع ناديه منذ بداية الموسم سواء بالتسجيل أو صناعة الأهداف، لذلك أتمنى أن يتم تجاوز هذه النقطة والبحث عن الأمور التي تدعم المنتخب في هذه المشاركة، وعدم إثارة أمور لا تهم الشارع الرياضي خصوصاً في ظل حاجتنا إلى تحقيق هذه البطولة وإسعاد الجماهير بعد سلسلة طويلة من الانكسارات. والمنتخب بعناصره الحالية الممزوجة بين الخبرة وروح الشباب قادر على تحقيق البطولة - بإذن الله''.
العرض العادي
