• لم يعد المتابع الرياضي شغوفا برصد الأحداث الرياضية المحلية بالقدر الذي نجده حريصا على كل كبيرة وصغيرة تدور رحاها في الملاعب العالمية أو حتى في الملاعب المجاورة لنا، لا لشيء وإنما لحالة التشبع والتضجر التي وصلت للحلقوم نتيجة تسرب الملل داخلنا بسبب المشاهد المكررة.
• وللأسف لو تجردنا من روح المجاملة ووضعنا الشريط الإخباري لمحيطنا الرياضي تحت المجهر لاكتشفت بأن هناك وابلا من السيناريوهات التي من الممكن الاستغناء عنها دون تأثير على المشهد الرياضي، ولو استعرضنا بعضا من كل تلك السيناريوهات لاقتنعنا بأننا أشغلنا أنفسنا بكثير من الصخب غير المبرر والحشو الذي أصاب عقولنا بالتضخم.
• المشهد الأول: تفشي ظاهرة إبعاد المدربين وإقصائهم المستمر من ملاعبنا والتي باتت سمة من سمات الدوري السعودي، فلم يسلم ناد من هذه السمة ولم ينج مدرب من مقص الإدارات المتسرعة في اتخاذ قراراتها إلا من رحمه ربي.
• الاتحاد، الهلال، الأهلي، النصر، الشباب، الوحدة ستة أندية تمثل العمود الفقري للرياضة السعودية سقطت في مغبة طرد المدربين ضاربة بمفاهيم التدريب (التي تقوم على الانسجام) عرض الحائط وبعد ذلك نسأل لماذا لا نشاهد مباريات ممتعة؟
• يذهب المدربون ويستريح المتابع قليلا ليجد نفسه أمام أخبار متكررة في وسائل الإعلام عن المدرب الفلاني يشكو ناديه للفيفا والمدرب علان يرفع مذكرة مطالبة بحقوق للاتحاد السعودي وهكذا مدرب وراء مدرب وشكوى تلحق بأخرى والمتضرر سمعة رياضة وطن.
• المشهد الثاني: البرامج الرياضية وكثرتها فإذا استثنينا برنامجي خط الستة وفي المرمى وبعض برامج قناتنا العزيزة فإن غالبية البرامج في القنوات التجارية لا تقدم جديدا، وإنما ترتكز على موضوعات مصطنعة والتحاور الفوضوي (صياح في صياح)، معتقدين اعتقادا سطحيا بأن ذلك يجلب المشاهد في الوقت نجد المشاهد الواعي لا يستطيع متابعتهم أكثر من بضعة ثوان ثم يحرك الريموت الذي بيده في اتجاه آخر حتى لا يصاب بـ(هجولة) من كثرة التنقل من برنامج سيئ إلى برنامج أسوأ.
• المشهد الثالث: إذا لم تفق الأقسام الرياضية في الصحف الورقية من السبات العميق والركض وراء المعلومات المغلوطة والفبركة وتقديم أخبار تضليلية والاعتماد على موضوعات لا تسمن ولا تغني من جوع فإنهم سيجدون أنفسهم خارج المنافسة مع الصحف الإلكترونية؛ فما نلاحظه أن الصحف الرياضية الإلكترونية مثل (المدرج المحايد) سحبت البساط من تحت أقدام المتغطرسين بأقلامهم في عصر التكنولوجيا.
• المشهد الرابع: كل الاحتمالات في نادي الاتحاد قابلة للتغيير وتستشعر ذلك مسبقا إلا تصريحات بعض أعضاء الشرف لم يتغير فيها شيء منذ أن عرفناهم وهم يقولون.. ويقولون.. ويقولون...وأفعالهم لا تتجاوز مكيفين صينيين.
ضربة معلم
• طرح قوي بمهنية عالية الجودة قدمه زميلنا العزيز خالد صائم الدهر في حواره مع مانويل جوزيه لمسنا فيه كل معايير العمل الصحافي (النزيه)، في وقت اختلطت فيه المعايير بالمصالح عند البعض وغابت تماما عند البعض الآخر، فبغض النظر عن ما ذهب إليه مانويل جوزيه فإن الحوار يستحق أن نرفع له القبعة.