السعادة.. تقوي جهاز المناعة وتقاوم المرض

02-10-2011, 05:57 AM

السعادة.. تقوي جهاز المناعة وتقاوم المرض

من يشعر بحالة المرح، وتصل مشاعره الى حالة الضحك والسعادة، فان ذلك يمثل تمريناً رياضياً نفسياً اكثر اهمية وقدرة على التأثير بالجسم البشري من تمارين رياضة الجري، فالضحك والمرح يمنحان الجسم شعوراً بالحيوية، وطاقة حركية ويقللان الشعور بالقلق والتوتر.
ان المرح والضحك حالة من الشعور لا تقتصر على مجرد تمرين العضلات الوجهية والصدرية ومكافحة امراض القلب والتوتر العصبي فحسب، فقد اظهرت نتائج التجارب العلمية ان المرح يقوي نظام المناعة الطبيعية في الجسم.
ففي الوقت الذي يؤدي فيه التوتر بكافة اسبابه الى اضعاف النظام العصبي مما يؤثر سلباً في نظام المناعة، ويمهد لوقوع الانسان فريسة للأمراض.. فان المرح والسعادة الناتجان ربما عن الضحك يتيحان للانسان شعوراً بالراحة والطمأنينة والاسترخاء مما يعزز وينشط جهاز المناعة والذي بدوره ليصبح اكثر فاعلية في مكافحة بعض الأمراض ودحرها.
تجربة أجرتها اختصاصية في جامعة نيوانجلند .. بينت ان المرضى الذين يشاهدون افلاماً كوميدية اثناء فترة نقاهتهم قد شفوا بمعدلات اسرع من المرضى الآخرين، وعزت ذلك الى ان حالة المرح والاسترخاء النفسي التي شعر بها هؤلاء المرضى عززت نشاط نظام المناعة لديهم، وفي دراسات كندية، وجد الباحثون ان الطلاب الذين يتمتعون بروح مرحة حدثت لديهم تغيرات فسيولوجية ايجابية عند مشاهدتهم لافلام كوميدية بينما لم تحدث هذه الآثار لدى طلاب آخرين لم يشاهدوا هذه الافلام.
وفي تجارب اخرى ثبت بأن نظام المناعة لا يعمل بكفاءة عندما يكون المزاج معكراً، تبعاً لما وجده خبير في معهد ستون بروك الاميركي للأبحاث الطبية والذي قال: لا شك ان الراحة النفسية لها اثر فعال في شفاء المرضى، وان الضحك هو افضل وسيلة لاراحة النفس والجسد. وشاطرته خبيرة معهد نيو انجلند حيث قالت: ان النظرة المتفائلة للحياة والتي يساهم الضحك في تكوينها، تجعل الانسان بحالة صحية نفسية وجسدية افضل وتعزز من نظام مناعته في مقاومة الامراض.
اما في جامعة تكساس فقد قال الباحثون ان المرح يساعد على تخفيف الألم بنسبة 20% الى 30%، اذ ان الشعور بالراحة النفسية التي يخلّفها المرح تساعد على عدم تركيز افكار المريض على مرضه.. وهذا ما يؤدي الى استجابة اقل للألم الذي ربما يتعرض له.
ويقول علماء الفسيولوجيا ان المرح والاسترخاء ينشط عمل مادة الاندروفين.. تلك المادة التي يفرزها الجسم لمكافحة الألم.
وعلى الرغم من النصائح العديدة التي قدمتها مراكز الابحاث منذ سنوات عدة حول فوائد الضحك والمرح، الا ان استجابة المستشفيات كانت ضئيلة لأهمية هذا النوع من العلاج.. ولم تعطه الاهتمام الذي يستحقه.. فيما يعمل معالجو الطب الطبيعي على توفير قدر كبير من الافلام والمسلسلات الكوميدية التي تُسعد المريض.. وكذلك الكتب والمجلات المفرحة، وانطلاقاً من هذه النتائج.. فان العلاج الطبيعي بدون الادوية قد اخذ منحى اكثر اهمية لدى المعالجين الاجتماعيين والنفسيين.. ولم يحظَ بالاهتمام المناسب من قبل الاطباء والجراحين بعد. وهذا ما دعا الكثير من الجمعيات النفسية وجمعيات العلاج الطبيعي النفسي بالمبادرة بانشاء عيادات تعالج بالضحك والمرح وتنشيط التنفس الذي بدوره يساهم في الاسعاد من خلال تزويد الدماغ بمزيد من الاكسجين.. فمن وجهة نظر الطب الطبيعي (اللادوائي) فان الاسعاد بشتى الوسائل للمرضى والاصحاء يعزز لديهم الثقة بالشفاء.. وان اقبالهم على الحياة بنفسية سعيدة متفائلة يقلل من الاكتئاب والقلق وغيرهما من الحالات النفسية التي تعمل على احباط النظام المناعي الطبيعي في الجسم، كما قامت جمعيات اخرى باستحداث عيادات لتخفيف الألم الجسدي والنفسي.

,,منقول,,