ذَكَر المقري أمراً غريباً في شأن الأندلس ، فقال أن هناك شجرتين عظيمتين ، إحداهما في وادي آش و الأخرى في طرف غرناطة ، في جوفِ كلٍّ منهما خياطٌ يحيك الثياب ، و أقول: لعلهما اتّخذا ذَيْنِكَ المكانين مركزين لتجارتهما من باب توفير الإيجار (!).
و قبل غرناطة ، كان هناك مدينة تسمة "إلبيرة" ، بينهما قرابة 5ر9 كيلومتر ، فلما أفسدتها الفِتَن انتقل الناس إلى غرناطة. و كان في غرناطة جبلٌ يًسمّى "جبل الثلج" ، و كان من شأنه أنه لا يفارقه الثلج صيفاً و لا شتاءاً.
قبل سقوط غرناطة التام (و كانت هي آخر معاقل الإسلام) بربع قرن ، كانت على وشك أن تُجتاح من قِبَل النصارى ، فاستنجد أهلها ببنو الأحمر في شمال أفريقيا ، فأغاثهم الحاكم الشجاع المجاهد الصالح يوسف بن نصر (رحمه الله و غفر له) ، و بعد استقرار الأمور ، بَحَث بنو الأحمر عن مكان في غرناطة يضعون فيه قصر حكمهم ، و اختاروا منطقة الحمراء شمال شرق غرناطة ، و وضعوا فيه قصرهم ، و كانوا يديرون منه شؤون الناس ، و كان أعجوبةً إسلامية ، و تحفةً فنية لا تزال تدهش الناظر. هذا القصر لا زال موجوداً إلى اليوم ، و هذه صورة له:
صورة من الحديقة:
صورة خارجية للأعمدة:
صورة للفناء و النافورة:
ساحة الأسود ، و هي جزء من قصر الحمراء
من هذه الغرفة ، أُديرَت شؤون البلاد:
سَقَطت غرناطة عام 1492 ميلادي ، و حوّل النصارى مساجدها إلى كنائس ، و ظلّت غرناطة بلا مساجد لقرونٍ طويلة ، إلى أن افتُتِحَ مسجدٌ عام 1424 الموافق 2003 و لله الحمد و المنة ، و ارتفع أذان التوحيد لأول مرة بعد أن أنتنت البلاد برائحة الشرك لأكثر من 5 قرون.