.
عندما كان يبلغ الفتى المصرى سن المراهقة كانت أحلام إرتباطه بفتاة جميلة تداعب قلبه وروحه ،وكذلك الحال عند الفتيات ،وقد كان هناك إتجاه إجتماعى يميل إلى الغزل والإختلاط بين الجنسين حيث بلغ حد التغزل بين الشباب أن تمنى أحدهم لو أن باب محبوبته مصنوع من قش ومزلاجه من غاب فيتخطاه بسهولة ويسر ويتحدى أخر بقوله أنه سيتخطى كل الصعاب فى سبيل إرضاء محبوبته فحتى لو كان بينهما تمساح لتخطاه أو بحر لجى لتعداه
المجتمع المصرى كان متسامح إجتماعياً فى مسألة الزواج فقد يتزوج الأمير من إحدى خادماته وقد تتزوج الأميرة النبيلة من خادم أبيها ولا حرج فلم تكن هناك عقدة إجتماعية بخصوص هذة المسألة بل كان إستمرار الزواج مبنياً على التوافق الثقافى بين الأسرتين
ودائماً ما كانت المرأة المصرية تتزوج من مصرى مثلها ذلك لأن الثقافة الإجتماعية فى هذا الوقت كانت تنطوى على قدر كبير من القوميه والنرجسيه إذ كان المصريون يعتبرون أنفسهم من النبلاء أما باقى الشعوب فكانوا بالنسبة لهم رعاة لا يصلون إلى هذا المستوى من الرقى ويتجلى هذا الأمر فى رفض أمنحتب الثالث طلب الملك البابلى (كادشمان إنليل الأول ) أن يزوجة من أميرة مصرية بقوله "لم يسبق لى أن أرسلت أميرة إلى أى أجنبى من قبل " فى حين أن زواج المصرى من أجنبيه كان مسموحاً به ويتجلى ذلك فى زواج أمنحتب الثالث من حيلوخيبا الميتانيه بالإضافة إلى عشرات الجوارى والفتيات الحسناوت اللاتى كن يرسلن إليه كهدية من قبل أمراء سوريا ورمسيس الثانى الذى كانت له زوجة حيثيه
هذا وكانت هناك فترة تمنح لكى يتمكن العروسين من إختبار كلاً منهما لطبائع الأخر (تشبه الخطوبة) وكانت تمتد لسنة فى الغالب الأعم
و كان الزواج يتم فى المعبد ويقوم كاهن آمون بتوثيق عقد الزواج ( يشبه المأذون لدينا ) ،على أن هذة الصفه الدينية قد بدأت فى الإختفاء فى عهد الأسرة ا9 وكان من طرفا عقد القران هما العريس ووالد العروس على أن الأمر تغير منذ القرن السابع ق.م حيث سمح للمرأة أن تحضر عقد قرانها وخاصةً الثيب ،
وكان الشهود يوقعون على عقد الزواج ونرى فى عقد زواج من طيبة أن الشهود ثلاثة وهم كاتب وكاهن ورئيس إسطبل وفى بعض الأحيان كان يتجاوز عدد الشهود إلى 16
وكان الزوج يقسم فى عقد الزواج بألهته وفرعونه على مكيال معين من الفضة والغلال يؤديه كمهر لعروسه (مقدم صداق)
وكان يتم دفع القيمة المحددة لها بعد الزواج وكان يتعهد بإفيائه بالإلتزامات المتعدده لزوجته
وان يمنحها راتباً شهرياً لإدارة شؤون المنزل و مصروف خاص لزينتها كل عام وتعهد بأن الرتب السنوى لزينة زوجته يختلف عن الراتب الشهرى لإدارة المنزل
هذا وكانت الأموال مشتركة بين الزوجين حيث يقدم الرجل ثلثى المال وتقدم المرأة ثلث المال فإذا مات أحدهما ذهب ماله للورثة وأصبح حقاً للأخر أن يستمتع بنصيبه
وكانت العروس تقدم أثاث المنزل (الجهاز) ويصر أهلها على كتابة قائمة بها كل ما قدمته من أثاث وأدوات ومن حلى وباروكات وقلائد وخلاخيل
هذا وكان الطلاق مباحاً فى حال إستحالة الحياة بين الطرفين وكانت العصمة فى يد الرجل حيث كان هو القائم على أمر الطلاق
وكانت صيغة الطلاق هى " لقد هجرتك كزوجة لى ،و إننى أفارقك وليس لى مطلب على الإطلاق ،كما أبلغك أنه يحل لك أن تتخذى لنفسك زوجاً أخر متى شئت" .
عادات الزواج لم تتغير منذ عهد الفراعنة
يقول الدكتور سيد كريم مؤلف موسوعة لغز الحضارة "
المصري مازال متمسكا بعاداته وتقاليده التي ورثها عن أجداده القدماء ، ولعل الزواج أبرز هذه العادات التي لم تتغير ، فالمصريون اول شعوب العالم معرفة بالزواج حيث وضعوا له شروطا ، فالزواج يبدأ بدبلة الخطوبة وهي موجودة في تشريعات قدماء المصريين ، وكانوا يطلقون عليها " حلقة البعث " وذلك لأن ليس لها أول ولا أخر ، وهذا معناه دوام العشرة والإخلاص ، وكانت تصنع من الذهب ، وكانت الدبلة توضع في اليد اليمني - تماما مثلما يحدث الآن - وبعد الزواج تنقل لليد اليسري ، وفي هذا اتباع لتعاليم الإله ، باعتباره المتحكم في القضاء والقدر - علي حد معتقدات قدماء
المصريين .
المأذون والكوشة والزغرودة .. طقوس فرعونية قديمة
طقوس الزواج التي نمارسها اليوم فرعونية من الدرجة الأولي ، فالمأذون ذو العمة والقفطان أو حتي المأذون " المودرن " بالبدلة والكرافت ، هو نفسه المأذون الفرعوني المكلف من المعبد بعقد رباط الحياة الزوجية المقدس بين العروسين
ويقوم بعد ذلك بكتابة عقد الزواج من 3 نسخ - مثلما يحدث الآن تماما - واحدة للعروسين وأخري للمأذون وثالثة لدار المحفوظات حتى لا يضيع حق أحد ..
وعن إقامة حفل الزفاف ، اعتاد المصريون علي أن يكون حفل الزفاف في منزل العريس أو العروس حسب الاتفاق ، أو مثلما يحدث الآن في أحد الفنادق الكبري إذا كان العريس ثري بعض الشيء ، أو في نوادي الدرجة الثانية ، أو في أغلب الأحيان علي سطح منزله !!!
كذلك كان العروسان قديما يقومان بتزيين قاعة الزفاف ، وأهم شيء يستخدم لتزيين القاعة هو زهر الياسمين ، وهو بالفرعوني " الياسمون " ، وذلك لأنه في اعتقادهم زهر الجنة ورائحته هي رائحة الجنة ، وكان يطلق علي المكان الذي يجلس فيه العروسين " الكوش " ، وقد تطور هذا الاسم الآن وأصبح " الكوشة " .
ومن تقاليد الأفراح المصرية حاليا " تورتة العروسين " والتي يحرص فيها العروسان علي تقطيعها سويا ، ويقوم كل منهما بتناول جزءا صغيرا علي طرف السكين من الشيف المخصص لتقطيع هذه التورتة
كما تحرص النساء اللائي يحضرن الزفاف بإطلاق " الزغاريد " التي تعبر عن فرحتهم بإتمام هذا الزفاف المبارك