الدولة الإخشيدية

09-04-2012, 09:37 PM

الدولة الإخشيدية

من هم واين تواجدو...

استقل الإخشيديون بمصر في سنة 324 هـ وفي عهدهم لم تذق البلاد طعمًا للراحة، وقد حالت الحروب الداخلية التي وقعت في ذلك العهد دون ترقي الصناعة، ولذلك لا تجد في التاريخ ذكرًا لعمارة هامة شيدت في عهد هذه الدولة التي امتد سلطانها إلى الشام والحجاز. وقد نزل الإخشيديون في مبدأ أمرهم في مصر في دار الإمارة التي كان بناها صالح بن علي أول ولاة بني العباس في مدينة العسكر، وذلك لأن القصر والميدان في القطائع الطولونية كان قد خربهما محمد بن سليمان قائد الخليفة العباسي المكتفي بالله عندما أتى على أمراء الدولة الطولونية.

بداياتها..

ورغب محمد بن طغج الإخشيد أن يشيد في جزيرة الروضة بستانًا يسميه المختار، فطلب تخطيط الموقع وتقدير النفقة فخطوا له بستانًا فيه دار للغلمان ودار للنوبة وخزائن للكسوة وخزائن للطعام وصوروه وأتوا به إليه فاستحسنه وقال: كم قدرتم النفقة؟ قالوا: ثلاثين ألف دينار فاستكثرها فلم يزالوا يضعون من التقدير حتى صار خمسة آلاف دينار فأذن في عمله ولما شرعوا فيه ألزمهم المال من عندهم فقسط على جماعة وفرغ من بنائه فاتخذه الإخشيد متنزهًا له وصار يفاخر به أهل العراق. ومن العمائر التي ذكرها التاريخ للإخشيديين في مصر إصلاحهم جامع عمرو في سنة 324 هـ. وفي سنة 346 هـ بنى كافور الإخشيدي دارًا على بركة قارون (موضعها الآن شارع بالبغالة) أنفق عليها مائة ألف دينار ولكنه انتقل منها بعد أن سكنها بضعة أيام لوباء وقع في غلمانه من بخار البركة.

سبب التسمية:

ولكن من أين "لمحمد بن طغج" هذا اللقب "الإخشيد" وهو لقب إيراني؟
لقد رغب الخليفة "الراضي" العباسى فى اكتساب مودة محمد بن طغج إلى جانبه، فمنحه لقب "الإخشيد" وهو لقب إيرانى تلقب به الأمراء.
ويدل هذا على مكانة الإخشيد فى مصر وما بلغه من سلطان واسع ونفوذ كبير.

بعض من اثارها..

كل ذلك اندثر ولم يبق له أثر وكل ما بقي من تحف من عهد هذه الدولة في مصر هي قطع من خزف ذي بريق ذهبي عثر عليها في أطلال مدينة الفسطاط زخارفها بين الطولونية والفاطمية رؤى اعتبارها من مصنوعات هذا العهد لأن صناعة الخزف ذي البريق الذهبي عرفت في مبدأ الأمر في عهد الدولة الطولونية وترقت إلى أن بلغت غايتها في عهد الدولة الفاطمية. فمرت أثناء تقدمها على الدولة الإخشيدية. وفي قطع الخزف التي عزوناها إلى هذه الدولة زخارف تبين مرحلة الانتقال من العصر الطولوني إلى العصر الفاطمي كما أننا نرى إمضاء الصانع على قاع صحن واسمه (رمضان).

وقد عثر في السنين الأخيرة على عدة قطع من المنسوجات عليها أسماء الخلفاء العباسيين أكثرها من عهد المطيع الذي كانت الدولة الإخشيدية في عهده تحكم مصر، ومكتوب على بعض هذه القطع أنها صنعت في بعض المدن المصرية كما أن الكثير منها حوى زخارف ونصوصًا بالقلم الكوفي المطرز أو المنسوج بالحرير وأحيانًا بالذهب. ومن أحسن المنسوجات التي من عهد هذه الدولة قطعة من النسيج عليها سطران بالخط الكوفي أحدهما عكس الآخر يتضمنان اسم المطيع وألقابه ويحصران بينهما شريطًا به صور حيوانات كتب في وسطها كلمة (الملك) بخيوط من ذهب.

اثار باقيه..

والأثر الثابت الوحيد الباقي من عهد الدولة الإخشيدية هو جزء من سور الحرم الشريف بالقدس عمره الأمير علي أبو الحسن الإخشيد في سنة 350 هـ ونقش عليه بالخط الكوفي قليل التشجير البارز الملفوف اسمه واسم الأستاذ أبو المسك كافور الإخشيدي وأسماء من تولوا العمارة والنقش في هذا التعمير. ويظهر أن السبب في إصلاح هذا الجزء من السور هو أن الإخشيديين مدفونون في القدس بالقرب من هذا الموضع.
وقد شاهدنا في جبانة المعلى بمكة المشرفة عدة شواهد قبور من حجر البازلت الأسود منقوش عليها كتابات بالقلم الكوفي الجميل من عهد هذه الدولة أيضًا.

نهايتها..

تولى خلافتها "أبو الفوارس أحمد بن علي أبو الحسن" حفيد الإخشيد، وكان طفلا لم يبلغ الحادية عشرة من عمره، وكان لابد في مثل هذه الظروف أن تعود الفوضى إلى البلاد، وأن يكثر من حولها الطامعون.
واشتدت هجمات الفاطميين من بلاد المغرب على مصر حيث حاول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي الاستيلاء عليها، وعجزت الدولة العباسية عن الوقوف إلى جانب الإخشيديين، فلم يكن بد من استيلاء الفاطميين عليها سنة 358هـ/ 969م، ليحلوا محل الدولة الإخشيدية.

الدولة الإخشيدية

مجلس التاريخ والتراث