بني المسجد بين عامي 1018 ـ 1020 هـ / 1609 ـ 1616 م حسب أحد النقوشات على أحد أبوابه ، مهندسه محمد آغا أشهر المعماريين الأتراك ،، يقع المسجد جنوبي آيا صوفي وشرق ميدان السباق البيزنطي القديم ، وله سور مرتفع يحيط به من ثلاث جهات ، وفي السور خمسة أبواب ، ثلاثة منها تؤدي إلى صحن المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة ،،
يعلو المسجد ست مآذن لاقت صعوبات في تشييدها ، إذ كان المسجد الحرام يحتوي على ست مآذن ولاقى السلطان أحمد نقدا كبيرا على فكرة المآذن الست ، لكنه تغلب على هذه المشكلة بتمويل بناء المئذنة السابعة في المسجد الحرام ليكون مسجده المسجد الوحيد في تركيا الذي يحوي ست مآذن ،،
تتجلى في المسجد روعة البناء والتشييد العثماني ، ويجتمع فيه الأصالة والحضارة ، فخلف المسجد حديقة كبيرة ، ومتاحف ، كما أن من المظاهر الحضارية الجميلة ، أن لكل من يدخل المسجد ، كيس يأخذه يضع حذاءه فيه ،،
يعد المسجد من الأماكن الرئيسية التي تستقطب السياح ومنهم الأوربيين ، ينتظرون جماعات ليدخلوا إليه ،،
الصلاة في المسجد من أمتع ما يكون ، خصوصاُ مع الصوت الاسطنبولي المميز في الأذان وفي الصلاة ،،
حديقة المسجد حديقة غناء رائعة ، وليجرب من يذهب إلى هناك ، أن يصلي الفجر في السلطان أحمد ، ثم ليجلس جلسة صفاء في حديقته ، ثم ليتناول إفطاراً اسطنبولياً ، سيكون مزيجاً رائعاً ولا شك !
بالقرب من مسجد السلطان أحمد ، يوجد متحف آيا صوفيا الذي كان يعد أكبر كنيسة في العالم منذ نشأتها سنة 537 م إلى أن حولها السلطان محمد الثاني - محمد الفاتح - إلى مسجد مباشرة بعد الفتح المبين و فيها أقيمت أول صلاة في إسطنبول و ظل يعبد فيها الله الواحد الأحد لمدة 481 سنة قبل أن يحولها أتاتورك إلى متحف !
وتعد الآن المعلم الأكثر زيارة في تركيا نظرا للمكانة العظيمة التي تحتلها في قلوب المسلمين و المسيحيين ، و كذا لروعة بناءها الذي يمزج بين فن العمارة البيزنطية القديمة و تقاليد العمارة الرومانية ببصمات الفنون الشرقية العثمانية ،،
في هذا المكان تلتقي رهبانية الكنيسة بروحانية المسجد ، وصور عيسى عليه السلام و أمه المزخرفة بالفسيفساء، باسم الجلالة واسم الرسول عليه الصلاة والسلام وأسماء الصحابة المنقوشة على الجدران ، فكل من تعاقب على إسطنبول كان يضيف خاصيته الثقافية على هذه المعلمة ،،
وقد لاحظت تبرك الأوربيين بالمكان ، واستياؤهم لخروجه من أيديهم وحزنهم على ذلك ، وتمنيهم عودته ، وهم يطالبون الآن بعودتها ككنيسة لهم ،،
مما فوجئت به وأعجبت به إنشاء تركيا قاعة سينما ، يعرض مقطعاً من الفيلم المشهور جداً الذي يتكلم عن حضارة المسلمين وإسهامهم في كل العلوم ( 1001 inventions ) ، تعرض القاعة شيئاً من اكتشافات المسلمين ، بدايات الساعات وحساب الوقت ، أول محاولة للطيران رحلة ابن بطوطة ورسمه لخريطة العالم ، وغيرها ،،
وقد أعجبتني جداً هذه القاعة لما فيها ، ولأنها في منطقة سياحية شهيرة جداً يزورها الأوربيون بكثرة ، فكانت سبباً في تعريفهم ببعض حضارتنا وآثارنا ،،
المكان الثالث في منطقة السلطان أحمد ، وقد يكون من أهمها ، هو قصر ( توب كابي ) ،،
أخذ هذا القصر الذي كان يسمى " سرايا جديدي أميرة " اسمه الحالي في القرن الـ(19) من اسم احد أبواب أسواره ، تم البدء ببناء القصر بعد فتح القسطنطينية بعشرين سنة وتم الانتهاء من بناء المرحلة الأولى عام 1479 ، واستمر البناء فيه بعد ذلك لسنوات طويلة إذ تم إضافة أقسام كثيرة عليه بعد ذلك ،،
تبلغ مساحة القصر حولي 700 ألف متر مربع و ينتشر على مساحة واسعة تمتد من أيا صوفيا إلى ( حي كولخانة ) ومنه إلى ( حي سيركة جي ) ويحاط بأسوار عالية وعريضة تسمى بـ" سور سلطاني " ويوجد على هذه الأسوار 28 برج ، وفي عام 1888 تم هدم قسم من هذه الأسوار المطلة على الخليج مع بعض المقصورات بسبب إمرار خط حديدي من الموقع ،،
يحتوي القصر على الذي حول إلى متحف على العديد من الغرف ، وعلى أكثر من صالة عرض ، يعرض آثاراً كثيرة منها للأنبياء ، مثل عصا موسى ، وشعرات من لحية النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيفه ، وسيوف أنبياء آخرين ، وآثاراً للصحابة وأخرى للأمويين والعباسيين وللعثمانيين ،،