ولي عبد المطلب بن هاشم السقاية والرفادة بعد عمه المطلب فأقامها للناس وأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون قبله لقومهم من أمرهم وشرف في قومه شرفا لم يبلغه أحد من آبائه وأحبه قومه وعظم خطره فيهم
السدانة والسقاية والرفادة
أدرك وجهاء قريش خاصة، وأهل مكة عامة ما عليهم من واجبات نحو الكعبة والحجاج، فقد كانوا يرون لأنفسهم حق الحرمة والاختيار على العرب؛ بسبب اختصاصهم بكرامة جوار البيت الحرام، ويعتبرون أنفسهم أهله وأولياءه، كما كانوا يدركون مركز بلدهم، وما أنعم الله عليهم من كرامته وقدسيته؛ ولذا تضامنوا في القيام بواجبهم نحو وفود الحجاج من ترحيب وإكرام، باعتبارهم ضيوف بيت الله الذي في بلدهم، والذين هم سدنته.
وكانت المناصب في قبيلة قريش خمسة عشر منصبًا، قسمتها قريش بين بطونها المختلفة لتحفظ التوازن بينها، وتمنع تنافرها أو تنازعها؛ ولتحفظ لقريش وحدتها وتماسكها، ولتوفر لمكة الهدوء والسلام اللازمين؛ لتشجيع الحجاج والتجار على الرحيل في كل عام إلى مكة، وكانت أشرف هذه المناصب السدانة والسقاية والرفادة
سدانة الكعبة المشرفة
السدانة، أو الحجابة فصاحبها يحجب الكعبة، وبيده مفتاحها، يفتح بابها للناس ويغلقه ومنصب السدانة أبرز المناصب على الإطلاق، والمنصب الثاني هو الساقية، ويتولى مناصبها توفير المياه للحجاج، ولم تكن هذه المهمة يسيرة لقلة المياه في مكة؛ فكان من يتولى المنصب ينشئ حياضًا من الجلد يضعها في فناء الكعبة، وينقل إليها المياه العذبة من الآبار على الإبل في المزاود والقرب، وكانت السقاية في بني هاشم بن عبد مناف، أما المنصب الثالث فهو الرفادة فكانت قريش تجمع من وجوهها بعض الأموال في موسم الحج؛ ليقوم صاحب المنصب بإعداد الطعام لفقراء الحجاج باعتبارهم ضيوف الكعبة، وكان أول من قام بالرفادة قصي بن كلاب، وأصبحت في بني نوفل، ثم في بني هاشم، ومن المناصب الكبرى التي تتعلق بالكعبة والحج منصب "العمارة" ويراد بها ألا يتكلم أحد في المسجد الحرام بهجر ولا رفث ولا يرفع فيه صوته.
وعملت قريش على تشجيع الحجاج؛ فبذلت كل جهد لإنصاف المظلوم، ونشر العدل وعقدت من أجل ذلك "حلف الفضول"؛ فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته. اخذ قصي بن كلاب مؤسس قريش الرفادة، وتوارثها أبناؤه من بعده؛ فأصبحت سنة تقليدية متوارثة، وقد عرف ابن هشام الرفادة فقال: وكانت الرفادة خرجا تخرجه قريش في كل موسم من أموالها إلى قصي بن كلاب فيصنع به طعاما للحجاج؛ فيأكله من لم يكن له سعة ولا زاد؛ وذلك أن قصيا فرضه على قريش فقال لهم حين أمرهم به: يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم، وإن الحاج ضيف الله وزوار بيته، وهم أحق الضيف بالكرامة فاجعلوا لهم طعامًا وشرابًا أيام الحج حتى يصدروا عنكم؛ ففعلوا فكانوا يخرجون لذلك كل عام من أموالهم خرجًا فيدفعونه إليه؛ فيصنعه طعاما للناس أيام منى
السدانة قبل الإسلام : سدانة الكعبة المعظمة عي القيام بجميع أمورها من فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزقت واستقبال زوارها وكل ما يتعلق بذلك . بعد أن بني سيدنا ابراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام البيت كان يقوم بأمر السدانة سيدنا اسماعيل عليه السلام ثم من بعده ذريته إلى أن كان عهد قصى بن كلاب فانتزع قصى سدانة الكعبة من خزاعة (فقد استولت خزاعة على السدانة بالقوة مدة ليست بالطويلة ) وقد استعاد قصى السدانة بالقوة أيضا وخزاعة قبيلة هاجرت من اليمن بعد انفجار سد مأرب واتجهت إلى مكة وأقامت بها . ولاية قصي : تملك قصى على قومه فملكوه فكانت إليه السدانة والسقاية والرفادة والندوة ولواء الحرب وسدانة الكعبة هي النظر في كل ما يتعلق بأمور الكعبة . والسقاية تعهدت قريش أن تقوم بسقاية الحجاج من ماء زمزم مجانا والرفادة إطعام الحجاج باعتبارهم ضيوف الحرم على حساب قريش ودار الندوة هي دار الشورى تعقد برئاسة قصى وهي مسكنه أيضا ولواء الحرب الإشراف على شئون الحرب كما تفعل وزارات الدفاع اليوم وقد ولد لقصى عبدالدار وعبد مناف وعبدالعزى وعبدقصى وبعد وفاة قصى انحصرت السدانة في عبدالدار وأبنائه حتى كان منهم عثمان بن طلحة بن ابي طلحة وابن عمه شيبه بن عثمان بن ابي طلحة .
ثم تولى عبد المطلب منصبي السقاية والرفادة ولقي مشقة كبيرة في توفير المياه اللازمة للحجاج والوافدين على مكة، وخاصة أن مكة مرت بفترة ندرت فيها الأمطار، وكادت تجف مياه الآبار، في حين أشرف موسم الحج؛ ثم كانت الرؤيا التي دلت عبد المطلب على مكان بئر زمزم التي عفت عليها الأيام، وخرج عبد المطلب على مكان بئر زمزم التي عفت عليها الأيام، وخرج عبد المطلب وابنه الحارث، ونجحا في كشف مكانها وإعادة حفرها، وتدفق الماء من جديد من هذه البئر المقدسة، تروي الزرع والثمار، وتضمن توافر الماء للحجاج وأهل مكة
سدانة الكعبة المعظمة : وأما ما كان من أمر شيبه بن عثمان بن ابي طلحة الذي ينتهي إليه نسب سدانة الكعبة المشرفة في عصرنا هذا وهم الشيبيون فقد اسلم عام الفتح على اصح الروايات وله صحبه ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم سدانة الكعبة المشرفة في هذا العصر : جميع آل الشيبي الموجودين في هذا العصر هم من أبناء الشيخ محمد بن زين العابدين رحمه الله تعالى وينقسمون إلى أبناء الشيخ عبدالقادر بن على وهم عائلة عبدالله وحسن آل الشيبي وأبناء عبدالرحمن بن عبدالله الشيبي .
فهؤلاء هم السدنة الموجودين حاليا وهم محل احترام وإكرام كما دلت على ذلك الأخبار الواردة في حقهم وهم لا يزالون في موضع الإكرام والرعاية عند عموم حكام المسلمين وبالأخص عند كل من تولى خدمة الحرمين الشريفين ولا يزال وجودهم من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي اخبر أمته بها بقوله صلى الله عليه وسلم خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم )
الشخص الذي لديه مفتاح الكعبة من آل الشيبي هو عبدالعزيز بن عبدالله الشيبي
الصفا والمروة: قال الله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا فرقدا الأرض، وجـارا البيت الحرام، وطوبي لمن وقف عليهما، وسعي بينهما، أو إليهـما وسنذكر مـا هما فنقول:
أما الصفا: فحجـر أزرق عظيم في أصل جبل أبي قبيس يبدأ منه السعى وهو في الجهة الجنوبية مائلا إلى الشرق على بعد نحو 130 متر من الكعبة المشرفة ، قد كسر بدرج إلـى آخر موضع الوقوف، وأكثر ما ينتهي الناس منها إلى اثنتي عشر درجة أو نحوها...وقد ورد ذكره في القران
صورة قديمة للصفا
وأما المروة: أيضا فحجر عظيم إلى أصل جبل متصل بجبل قـعيقـعان كان قـد انقسم على جـزأين، وهو حجر المرو الأبيض الصلب في الجهة الشرقية الشمالية على بعد نح00متر من الركن الشامي للكعبة المشرفة وهو منتهى المسعى الشمالي واحد مشاعر الحج وللبيت بينهما فرجة يبين منها درج عليها إلى آخر الوقوف.
صورة قديمة للمروى
المسعى
المـسعى : هو المساحة الممتدة بين الصفا والمروة والسعي بينها من مناسك الحج والعمرة وهو سنه نبينا إبراهيم عليه السلام وسنة هاجر أم إسماعيل عليهما السلام وقد أمرنا الله بذلك وفعله نبينا عليه الصلاة والسلام والذرع ما بين الصفا والمروة سبع مائة ذراع وثمـانون ذراعا، ومن الصـفـا إلى الميل الأخضـر المائل في ركن المسجد على الوادي مائة وثمانون ذراعا، وذرع ما بين الحـجر الأسود والصـفا مـائتا ذراع واثنان وستـون ذراعا، ومن الميل الأصـفر إلى الأخـضر الذي بإزاء دار جعفر بن العبـاس - وهو موضع الهرولة - مائة وخـمس وعشـرون ذراعا، ومن الميل الثـاني إلى المروة أربع مائة وخمس وسبعون ذراعا، فجميع ما بين الصفا والمروة سبع مائة وثمانون ذراعا.