تقريرعن اشهرحصارلعمال مناجم تحت الارض بعمق 700 متر
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) النحل 40
في يوم 5 اغسطس لعام 2010 م وفي مهمة عمل لـــ 33 عامل في منجم تحت سطح الارض بعمق 2300 قدم يعني 700 متر تحت الارض لأستخراج الذهب والنحاس في صحراء اتاكاما في سان خوسيه بتشيلي وكان الشتاء قارس جداً في تلك الايام من السنة
صورة المنجم
صورة اعلى للمنجم
وكما تعلمون عند حفر اي حفره تكون الصخور هشة وقابله للانهيار فما بالكم في بحفرة عمقها 700 متر وفوق هذا كله وجود الغام في مواقع مختلفة بين الصخور
وفي نفس اليوم واثناء تناول عمال المناجم طعام الغداء ، فجأة سمعوا صوت في الاعلى كأنه انفجار ديناميت نعم لقد انهارت صخور تقدر بحوالى 700،000 طن عليهم انهيار المنجم كان شي مروع بالنسبة لهم كان هناك مخرج به سلالم لصعودهم ونزولهم ، لكن هذه السلالم سدت بأنهيار الصخور عليها
لقد نجوا من هذا الانهيار وهم محاصرين تحت الارض لم يكن أحد يعرف ما اذا كانوا على قيد الحياة ام لا ، الله وحده هو العالم بكل شي سبحانه وتعالى
رسم تفصيلي لمكان الانهيار وموقع احتجاز عمال المنجم
عمال المنجم وهم محاصرين
وفي يوم 6 اغسطس كانت هناك فتحة صغيرة للتهوية حاول عمال المنجم الفرار من خلالها ولكن الفتحة عاليه يبغالها سلم والسلم كان موجود اصلاً قبل الانهيار لكنه ضاع بين الصخور المتراكمة
في يوم 7 اغسطس حاول رجال الانقاذ الوصول للمنجم بأستخدام هذه الفتحة لكن انهيار عدة صخور عليها أدى الى غلقها
لقد كانت الأمل الوحيد في نجاتهم لقد كانوا احياء لكن لا يستطيعون فعل شي كانوا ينتظرون مصيرهم المحتوم
لقد حضر شخصياً رئيس دولة تشيلي سبستيان بينيرا للإشراف على عمليات البحث والانقاذ بنفسه
الرئيس التشيلي على اليمين يشرف شخصياً على فريق البحث
وفي 8 أغسطس بدأ عمال الانقاذ بحفر حفر صغيرة محاولة منهم لتحديد مكان العمال المفقودين استمروا بالحفر لكن من دون فائدة
وفي يوم 19 أغسطس واصلوا الحفر في اماكن اعتقدوا رجال الانقاذ انهم موجودون بها لكن للأسف كل محاولاتهم باءت بالفشل
كان الحادث مأساوي وفضيع جداً كان العالم كله يتابع كل صغيرة وكبيرة عن هذا الحادث
كنت انا شخصياً اتابع هذا الحادث مباشرة عن طريق احدى القنوات الناقلة لهذا الحادث الفضيع وكنت اريد كتابته لكم من حينه لكن قدر الله وما شاء فعل
شي لا يصدق يا اخوان لقد وضع اقارب العمال من نساء ورجال واطفال أكاليل من الورود والزهور فوق تربة هذا المنجم اعتقاداً منهم انهم ماتوا
والد احد المحتجزين يبكي ولده
لقد لوحوا بلافتات لصورهم وهم يتباكون من شدة الحزن لقد أضاءوا الشموع كانوا يقراءون كثيراً فوق هذا المنجم
انه مشهد حزين جداً وانت ترى عائلات المحاصرين مباشرة من التلفاز لقد شدني شخصياً هذا الحادث الأليم
صورة طفل يقبل والده
وفي يوم 22 اغسطس استمر عمال الانقاذ في البحث عنهم لكن الأن بواسطة جهاز تنصت وضعوه بحفرة عمقها 2260 قدم واثناء التنصت وجدوهم وتم تحديد موقعهم
لقد كتب احد العمال المحاصرين رسالة تقول ( نحن 33 شخص كلنا بخير لقد تمكنا من عبور نفق والوصول لمكان امن لقد نفذ الطعام والماء الرجاء المساعدة )
بعد قراءة هذه الرسالة قال الرئيس سبستيان بينيرا اليوم كل شعب شيلي عليهم أثارة البكاء مع الفرح
شي مذهل لقد اختلط البكاء مع الفرح بالنسبة لأقارب المحاصرين وهم غير مصدقين انهم احياء لم يموتوا بعد
لقد علم الناس في كل مدن تشيلي بالخبر عبر الأعلام كان هذا المشهد لا يوصف من شدة الفرح لقد خرجوا فرحين بهذا الخبر خرجوا يطلقون ابواق السيارات والتصفيق بأياديهم كانوا في فرح هستيري لا يصدق
كانت هناك مشاورات ودراسات سريعة جداً وبأشراف الحكومة لكيفية انقاذهم
قال رئيس عملية الأنقاذ ان خطة الانقاذ تعتمد على تصميم هندسي وطوبوغرافي بحفر حفرة بمقاس 66cm وادخال كبسولة الية لباطن الارض الى ان تصل للمنجم وانقاذهم واحد واحد لان الكبسولة لا تسع الا لشخص واحد
وقال ان هذا التنفيذ قد يستغرق أربعة أشهر لأخراجهم نظراً لعدم استقرار المنجم
صورة توضح هذه الكبسولة
انها خطة عملية فريدة من نوعها لانقاذ عمال المناجم
عمال المناجم المحاصرين وضعهم سئ فهم محاصرين في مساحة 50 متر مربع يعني في حجم شقة صغيرة
كان معهم القليل من الطعام والماء الباقي كانوا يقتصدون جداً بحيث يأكلون ويشربون الماء والحليب رشفة رشفة كل 48 ساعة مما ادى الى فقدان حوالى 8 كيلو جرام من وزنهم وكانوا يستخدمون مصابيح الخوذة الواقية لأضاءة المكان عندهم
رئيس تشيلي بحث كيفية الحفاظ على عمال المناجم عقليا وبدنياً خلال الأشهر المقدرة لانقاذهم
وفعلاً بداو بحفر حفرة سعة 5 سم متر وانزال الطعام والماء والاكسجين بأستخدام انبوب لأدخاله لهم حتى تم الاتصال بهم عبر خطوط اتصال مفتوحة بين عمال المناجم وعمال الانقاذ حتى يتمكنوا من التحدث لعائلاتهم
طريقة أيصال الطعام اليهم
صورة من كاميرا فيديو كيف كانوا يتلقون الامدادات من الطعام والماء عن طريق انبوب ضيق
في يوم 31 أغسطس رجال الانقاذ يبدءون الحفر بأستخدام ثلاث انواع من معدات الحفر منها استعانتهم بألة تستخدم عادة في صناعة النفط
بداو بحفر ثلاث حفر في نفس الوقت لضمان الانقاذ بأسرع وقت ممكن حتى لو تكسرت معدات الحفر فهناك البديل الجاهز
صورة للحفر الثلاثة
وفي يوم 2 سبتمبر توقفوا عن الحفر لعدة ساعات بسبب الصدوع الجيولوجية
وفي 25 سبتمبر اكملوا 50 يوماً في قاع الارض
وفي يوم 29 سبتمبر تم الأختراق والوصول الى عمال المنجم المحاصرين لكن كان هناك العديد من التجارب لعمل هذه الكبسولة ومنها خوفهم من انهيار صخور اثناء انزال الكبسولة تسبب في نشوبها ولذلك عملوا انابيب معدنية طويلة لتسهل عملية انزال الكبسولة
وللتحقق من ضبط دقة عملهم تم انزالها عدة مرات وبداخلها كاميرا فيديو للأطمئنان على أستقرار عمل الكبسولة
صورة لأختبار عمل الكبسولة
صورة مأخوذة من كاميرا كانت مثبته على الكبسولة خلال اختبار عمل الكبسولة
بدأت عملية الانقاذ الحقيقة بأدخال كبسولة بعرض 53 سنيمتر تحتوي على اسطوانة اكسجين ، وميكروفون للاتصالات ، ومعدات لرصد معدل ضربات قلب عامل المنجم
كيفية ادخال الكبسولة
بداية الانقاذ
رسم يوضح بداية انزال الكبسولة
رسم يوضح طريق الكبسولة في قاع الارض
اثناء وصول الكبسولة لأسفل المنجم لعملية الأنقاذ
مخيمات كثيرة لأقارب عمال المناجم والانتظار الطويل لهم
وفي يوم الاربعاء الموافق 13 اكتوبر 69 يوماً تحت الارض تم انتشالهم واحد تلو الاخر في صحة جيدة وقبل دخولهم الكبسولة
ارتدوا ملابس مصممة لرواد الفضاء لحفظ اجسامهم من برودة الجو وبنظارات لحماية عيونهم من وهج الصحراء
كان الرئيس في انتظارهم عند انتشالهم
الرئيس يعانق احد العمال اثناء عملية الانتشال
شهرين و9 ايام كامله لم يكن اكثرهم متفاءل ببقاءهم أحياء لكنها الدروس والعبر وهذا الحادث الذي لولا لطف الله سبحانه ومشيئتة لما تم انقاذهم ولمكثوا حتى يهلكوا جميعاً لكن المكتوب اتي لو كنتم في بروج مشيده
ومن ثم حسن تصرف الرئيس ومتابعته لكل صغيرة وكبيرة واشرافه المباشر على الحادث واستعانته بخبراء جيولوجيين ومهندسون على قدر كبير من العلم بأمور الارض وجوفها