يوسف عليه السلام .. سجين مصر وعزيزها . !!! بسم الله الرحمن الرحيم رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيــــــــلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَـــــــاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
(101)
" من خلال أحداث قصة سيدنا يوسف عليه السلام نتوقف أكثر من مرة لنجد تجسيدا للمقولة «لو اطلع أحدنا على الغيب لاختار الواقع» نرضى بما قسمه الله لنا حتى لو كان ظاهره شراً « وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) » مشهد إلتقاط يوسف من الجُب أُخفيَ يوسف فى البضاعة وبيع فى مصر للعزيز اشتراه وأكرم مثواه ..... ترى ما هو الأفضل من وجهة نظرنا كبشر: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أن يباع نبي الله يوسف عليه السلام عبداً مملوكا أم أن يستيقظ ضمير البائع ويبحث عن أهله ويكشف حقية الأمر؟ إن الاختيار الثانى من وجهة نظرنا البشرية أفضل ولو حدث ذلك إخوة يوسف قتلوه خوفاً من أمرهم يُكشف أو تقطعت أرحامهم وتقسمت عائلة الشيخ الكبير يعقوب عليه السلام ****** الحكمة البالغة الله جل جلاله العزيز يؤكد أن هذا الرق عزاً وتمكيناً « وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) » صدق الله العظيم. *** مشهد دخول العزيز إلى بيته ووجها لوجه مع سيدنا يوسف عليه السلام عندما فتح الباب .... زوجته تمسك به من الخلف وتتهمه بالسوء ... ما هي ردة الفعل لأي رجل فى مثل هذا الموقف؟ ... يقتضى أن يأمر العزيز بقتله أو نفيه بعيداً عن زوجته ... لم يفعل كل ما فعله أن قال: « يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) » امرأة العزيز تصر على دخوله السجن وتمعن فى إذلاله لعلّه يتراجع عن قراره « وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) ». ويدخل يوسف السجن ظلما لماذا؟ « قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) ». يدخل يوسف السجن مظلوما بريئا ودلائل براءته ومظلوميته وردت على أكثر من لسان وفى أكثر من موضع فقد أقرّ يوسف ذلك بنفسه عندما قال: « قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا » » ثم شهادة زوجها عزيز مصر حين قال: « يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) » أرسل إليه الملك بعد سبع سنوات كى يخرجه من السجن ويبرئ ساحته من تلك الأكاذيب رفض أن يخرج إلا بعد أن يسمع إقرار المتهِمين له إمرأة العزيز ونسوة المدينة .... إقرار الإدعاء « حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ***** ومع كل ذلك فقد أراد الله له السجن وأطال فترة سجنه لسبع سنين استغلها فى الدعوة إلى توحيد الله وإلى عبادة الله الواحد القهار مثلما فعل مع ساقى الملك وخبّازه عندما طلبا منه تفسير رؤياهما « يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) » *** من السجن يتخرج طلاب ومساعدي يوسف عليه السلام لوزاته وملكه القادم على عرش مصر **** لم ييأس يوسف
يتبع
|