السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسبتها:
تنتسب الأسرة السامية إلى أسرة فارسية نبيلة، كانت تدين بالديانة الزراد شتية أو المجوسية، ثم اسلم جدهم سامان خدات احد أشراف مدينة بلخ وسمى ابنه أسدا تيمنا باسم والي الأمويين على خراسان أسد بن عبدالله القسري الذي اسلم على يديه.
قيامها:
أنجب أسد بن سامان أربعة أبناء ظهر أمرهم في أيام الخليفة المأمون (198 – 218 )، الذي ولاهم سنة 204ه على بعض الولايات في إقليم ماوراء نهر جيحون، مثل: سمرقند وفرغانة والشاش، وحينما اشتد خطر الصفاريين، اصدر الخليفة المعتمد تقليده بتولية نصرين احمد الساماني ولاية جميع بلاد ماوراء النهر سنة 261ه فكان هذا بداية الدولة السامانية التي اتخذت من مدينة بخاري عاصمة لها، وخلف نصر على حكم هذه الولاية أخوه إسماعيل الذي انتصر على الصفاريين، وضم أراضيهم في خراسان وسجستان إلى ملكه كما استولى على إقليم طبرستان بعد أن انتصر على واليها محمد بن زيد العلوي.
حكامها:
لقد حكم في الدولة السامانية عشر حكام، فهم كالآتي:
1- نصر بن احمد: ( 261- 279 ).
2- إسماعيل بن احمد: ( 279 – 295 ).
3- احمد بن إسماعيل: ( 295 – 301 ).
4- نصر بن احمد: ( 301 – 331 ).
5- نوح بن نصر: ( 331 – 343 ).
6- عبد الملك بن نوح: ( 343 – 350 ).
7- منصور بن نوح: ( 250 – 366 ).
8- نوح بن منصور: ( 366 – 387 ).
9- منصور بن نوح الثاني: ( 387 – 389 ).
10- عبد الملك بن نوح الثاني: ( 389 – 389 ).
آثار الدولة و ابرز انجازتها:
أولا، اتساع رقعة الدولة:
قاموا بالتوسع غربا على البلاد الإسلامية في خراسان وطبرستان وسجستان، إلا أنهم في نفس الوقت توسعوا أيضا فيما وراء الحدود الإسلامية شرقا، وجاهدوا الأتراك الوثنيين في أواسط أسيا ونشروا الإسلام بينهم، فصارت تركستان سندا للإسلام بعد أن كانت مصدر خطر عليه.
ثانيا، النهضة العلمية والأدبية:
يمتاز العصر الساماني بنهضة علمية وأدبية رائعة، حيث أصبحت بخارى عاصمة الدولة مركزا من أهم المراكز العلمية الإسلامية، ويرجع الفضل في ذالك إلى سياسة أمراء السامانيين اللذين عملوا على إحياء اللغة الفارسية وترجمة أمهات الكتب العربية إلى تلك اللغة، كما شجعوا العلماء والأدباء والشعراء حتى عاش في كنفهم عدد كبير منهم أمثال الرودكي أول شاعر فارسي كبير بعد الإسلام، والطبيب أبي بكر محمد بن زكريا الرازي المسمى بجالينوس العرب وكان صديقا للامير المنصور بن إسماعيل الساماني وألف له كتاب المنصوري في الطب كعربون للصداقة، والطبيب والفيلسوف ابن سيناء ذهب إلى بخارى وعالج الأمير نوح بن نصر الساماني، ومثل الوزير محمد بن عبدالله البلعمي الذي ترجم تاريخ الطبري إلى اللغة الفارسية سنة 352هـ، والشاعر الدقيقي الذي نظم لنوح بن نصر الساماني منظومة من ألف بيت عن تاريخ الفرس القديم ثم جاء بعده أبو القاسم الفردوسي الذي وضع ملحمته الشعرية الفارسية المشهورة الشاهنامة ( كتاب الملوك ).
ثالثا، النهضة الصناعية:
امتاز العصر الساماني بنهضة صناعية تتجلى بصورة واضحة في الصناعات الخزفية الجميلة التي اشتهرت بها مدينة طشقند، وفي صناعة الورق التي أخذوها من الصين وامتازت بها مدينة سمرقند أيام السامانيين وعنها انتشرت في بقية العالم الإسلامي، هذا إلى جانب صناعة السجاد والمنسوجات الحريرية.
رابعا، الاعتماد على المماليك الأتراك:
لقد اعتمد السامانيون على المماليك الأتراك في جيوشها رغم أصلهم الفارسي، ولقد توسعوا في استخادمهم ووضعوا لهم نظاما تربويا عسكريا إسلامي، يقوم على التدرج والترتيب في تنشئتهم كي يكتسبوا الخبرة اللازمة في مناصب القيادة والإدارة.
يلاحظ إن النظام التربوي الساماني كان الأساس الذي سار على منهجه عدد كبير من الدول الإسلامية، مثل: دولة السلاجقة الأتراك وأتباعها من الاتابكة والأيوبيين اللذين نقلوه إلى مصر والشام وتمخض عن قيام دولة المماليك.
سقوط الدولة ونهايتها:
قامت بين السامانيين والبويهيين حروب كثيرة ثم انتشرت الثورات والفتن خاصة في عهد نوح بن منصور ( 366 – 387 )، الذي كان صغير السن وتدخل والدته في شؤون الحكم، وتدخل الوزراء، مما اطمع بني بويه والأتراك في بلادهم.
وقد دخل محمود الغزنوي بخارى وسمرقند ونيسبور وخطب للخليفة العباسي القادر بالله وأزال نفوذ السامنيين من جهة خراسان، أما من جهة بلاد ماوراء النهر فقد أزالها الترك القرخانية وايلخانات تركستان وذالك في سنة 389هـ ( 999م)، ولقد عاشت هذه الدولة مائة وسبعين عاما.