04-24-2012, 12:54 AM
|
#1 (permalink)
|
عضو ذهبي
صيوف6 بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : Oct 2010 | أخر زيارة : 03-25-2014 (05:38 PM) | المشاركات : 2,076 [
+
] | التقييم : 449 | الدولهـ | الجنس ~ | | |
التربية عند العرب التربية عند العرب
لا مدرسة ولا تعليم عند عامة العرب الا عند بعض أهل الحضر في البلدان الكبيرة من حوران والبلقاء. وانما ينشأ الولد في البادية على الفطرة الطبيعية والسليقة الأصلية. فان كان الله قد حباه من السجايا الغريزية والميول النفسية ما يسوقه طبعا الى الصلاح والفلاح فقد نشأ هذا الولد على الخصال الحسنة والأخلاق الكريمة والا فقد جرى في سبيل الرذيلة جري الفرس الجموح لا يرده شيء عن اتيان المنكرات الا الخوف من القصاص هذا اذا لم يجد سبيلا الى الافلات منه.
على ان العرب لا يخلون في عامة أحوالهم من مبادئ وتقاليد قديمة يتناقلونها خلفا عن سلف ويجرون اليها وهي التي تهذب أخلاقهم وتقوم اعوجاجهم وهي مقياس الحكم عندهم وقسطاس التمييز بين الكيس واللئيم.
وها نحن نورد بعض هذه المبادئ وشيئا من هذه التقاليد:
عندهم اكرام الوالدين والخضوع لهما من أهم الواجبات وأقدسها وقل من يخرج عنها فيعق أبويه. فللوالد أولا وللأم ثانيا كل السلطة على ولدهما حتى لو قتل أحدهم ولده لا يتعرض له أحد في لوم ولا هو مسئول عن ذلك أمام سلطة الا سلطة الحكومة اذا امتدت صولتها عليهم. ولقد سبق القول ان الرجل اذا فاجأ ابنته أو أخته أو امرأته في فاحشة له ان يعدمها في الحال ولا دعوى عليه ولا تثريب. واذا أخطأ الابن في أمر ذي بال قد تقوم عليه أمه بالعصا وتضربه فلا يقول شيئا ولو كان كبيرا أو أميرا. وان هرب من وجهها وهي تلحقه فليس لأحد ان يردها عنه أو يحمي المذنب.
وأولاد العرب عادة يبرون والديهم مبرة قلما تجد مثلها عند الامم المتمدينة فانه لا يخرج الى سفر أو غارة ولا الى مهمة من المهمات دون ان ينال رضا والديه أولا ويطلب دعاءهما وعند عودته أول من يقصد من الحي والديه ليعلمهما بما جرى له ويحمل لهما ما قد غنم. وعليه المثل العربي القائل: (ان قدمت من سفر فاهد لأهلك ولو حجرا).
وان أراد الوالدان ان ينتقلا من محل الى آخر ولم يستطعا الركوب على دابة فالابن يحملهما على ظهره. ويحكى عن ولد انه حمل أباه على ظهره مدة سبع سنين متنقلا من مكان الى آخر كلما شاء الحي ان ينتقل انتجاعا للمرعى وقد توقف عن الزواج ليقف نفسه على خدمة أبيه الى ان توفاه الله. حينئذ قصد اماما واستفتاه هل أكمل واجباته نحو أبيه فأجابه الامام انه لم يتمم الا جزاء من أربع وعشرين عند ذلك بكى الابن البار بكاء مرا وأخذ يوزع الحسنات عن نفس والده.
أما الابنة فملازمة أبدا لأمها تسعفها في جميع أشغالها. والفتاة قد تكون في البادية أكثر حرية في الخروج والدخول ومخالطة الناس منها في المدن.
ولقد رأينا ان زواج الشاب راجع عادة الى ارادة الابوين في تقريره وانتخاب العروس وتحديد المهر وفي جملة ما يتعلق به.
ولا يجوز للابن ان يشرب التبغ في حضرة والده ولو أصبح رجلا كهلا الى ان يبيح له ذلك. قد جرت العادة عند بعضهم ان يقدم الاب لابنه سيجارة بيده يوم عرسه فمنذ ذلك الحين يشرب التبغ أمام والديه واذا أخل الولد بأحد واجباته نحو أبويه فقد يطرده الاب من بيته فلا يلبث ان يعود ثانيا ومصطلحا وان أمعن في شروره فقد يحرمه الاب الارث أو جزءا منه.
وأولاد العرب يحترمون الشيوخ الطاعنين في السن ويكرمونهم اكرامهم لوالديهم واذا شاخ الوالدان أو عجزا فانهم يقومون بخدمتهما دون سأم ولا كلل.
والابن البكر هو الذي يخلف والده في المنصب والسلطة على اخوته وأهل بيته ويقوم مقام والده في جميع شئون الاسرة وقد تكون له السيادة حتى على عمومته فيما هو راجع الى تدبير شئون العترة. فان غبن عمه في عقد أو معاهدة مما يرجع الى أسرة أخيه وأراد ان يحملهما فانه يقول متخليا عنها (أنا مكبور) أي انه يوجد من هو أكبر مني في الاسرة يعني ابن أخيه فله الأمر والنهي في هذه المسألة التي أنا عقدتها فهي موثوقة أو محلولة حسب ارادته.
ويتعلم الابن من والده الفلاحة والزراعة ورعي الماشية وركوب الخيل والفروسية والغزو والسطو والسرقة ايضا من العدو. أما الذي يسرق جاره أو صاحبه فيدعى عندهم (بواق) أي كذاب وهو محتقر ومهان ولا تقبل شهادته في دعوى ولا يمكنه ان يتخذ زوجة من بنات الاشراف. من كتاب عوائد العرب م ن |
| |