بسم الله الرحمن الرحيم
السلام الله الرحمن الرحيم
أولاً : أخلص نيتك لله عز وجل واحذر كل الحذر أن يشوبها شيء من حظوظ النفس . قال تعالى : ( وما لأحد عنده
من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) سورة الليل/19.
وقال تعالى : ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً ) الإنسان/9 .
وقال تعالى : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ) سورة الشورى/20 .
وقال تعالى : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ
لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) سورة هود/15-16.
وعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ
لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ " رواه البخاري .
وفي مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : " أَنَا أَغْنَى
الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ " رواه مسلم .
قال ابن رجب رحمه الله: ( وبالجملة، فما أحسن قول سهل بن عبد الله التستري: ليس على النفس شيء أشق من
الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب. وقال يوسف بن الحسين الرازي: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في
إسقاط الرياء عن قلبي، وكأنه ينبت فيه على لون آخر). اهـ
وقال سفيان الثوري : عالجت نفسي على الإخلاص أربعين سنة حتى استقامت . قال التابعي الجليل ابن أبي ملكية:
أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كلهم يخاف النفاق على نفسه. عن سليمان بن يسار قال تفرق
الناس عن أبي هريرة فقال له قائل أهل الشام أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه
نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر
به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما
عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو
قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله
فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت
ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار) رواه مسلم .
ثانياً : أكثر من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى وسؤاله التوفيق ، وأكثر من العبادة وابتعد عن معاصيه قال تعالى :
(وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة : 282]
ثالثاً : ابتدأ بصغار العلم قبل كباره ، وابدأ بالمختصرات وحفظ المتون .
رابعاً : إذا استطعت أن تلازم شيخاً عالماً عاملاً فاضلاً ، فذلك أفضل ما يكون، فهذا تتعلم منه العلم والعمل، لكن إن لم
تجد من تدرس عليه فيمكنك الابتداء بسماع الأشرطة والشروحات المسجلة حتى يتيسر لك عالماً لتدرس عليه ،
وشروحات المتون العلمية بحمد الله كثيرة في الانترنت . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا وإياك ما ينفعنا وأن
ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما ينفعنا به إنه جواد كريم . آمين