احدى النقائض بين جرير والفرزدق

احدى النقائض بين جرير والفرزدق
يقول الفرزدق :
إن الذي سمــــــــــك السماء بنى لنا ***بــــــــيتا دعــــــــــائمه أعز وأطول
بيــــــــتا زرارة محتــــــــــب بفنائه *** ومجــــاشع وأبو الفوارس نهشل
لا يحتــــــبى بفــــــــــناء بيتك مثلهم ****أبدا إذا عد الفـــــعال الأفضــــــــل
فيرد عليه جرير قائلا :
أخــــزى الذي سمك السماء مجاشعا ***وبنى بنــاءك في الحضيض الأسفل
بيــــــــتا يحــــــــــــــــمم قينكم بفنائه ***دنســــا مقــــــاعده خبيث المدخـــل
ولـــقد بنيت أخس بيت يبـــــــــــــتنى *** فهــــــــدمت بيتكم بمثل يــــــذبل
إن الذي سمك السماء بنى لنـــــــــــــا *** عــزا علاك ، فمــــا له من منقل ( )
ويقول الفرزدق :
حلل المــــــــلوك لباســــــــنا في أهلنا *** والسابـــــغات إلى الوغى نتسربل
فيجيبه جرير بقوله :
لا تذكروا حلل المـــــــــــــــلوك فإنكم ***بعـــــــــــد الزبير كحائض لم تغسل
ويقول الفرزدق :
أحـــــــــلامنا تـــزن الجبـــال رزانة *** و تخـــــــــالنا جــــــــنا إذا ما نجهل
فادفـــــــــع بكفك إن أردت بـــــناءنا *** ثهـــــــلان ذا الهضـبات هل يتحلحل
فيرد جرير :
أبلـــــــــــغ بني وقبـــــــــــان أن حلومهم *** خفت فلا يزنــــــــون حبة خردل
أذرى بحلمـــــــــــــهم الفيـــــــــاش فأنتم **** مثل الفراش عشين نار المصطل
أحلامـــــــــنا تزن الجبال رزانــــــــة *** ويــــفوق جاهــلنا فعال الجـــــهل
ويقول الفرزدق :
خالي الذي غصب المـــــلوك نفوسهم*** وإليــــــه كان حبــــــاء جفنة ينقل
إنا لنضـــــرب رأس كل قبيــــــــــــلة *** وأبوك خلف أتـــانه يتقــــــــــمل
فيرد عليه جرير :
كان الفرزدق إذ يــــــــعوذ بخــــــاله *** مثل الذليل يعوذ تحت القرمل
وافخــــــر بضــــــــــبة إن أمك منهم *** ليس ابن ضــــبة بالمعم المخـــــول
ويقول الفرزدق :
وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا *** وأبو يزيد وذو القروح وجرول
والفحل علقمـــــــة الــذي كانت له *** حيلـــــية الملوك كـــلامه لاينحل
وأخــــو بني زيد وهن قتــــــــــلنه *** ومهـــلهل الشعراء ذاك الأول
دفعـــــوا إلي كتـــــــــــابهم وصية *** فورثتهن كـــــ‘ــــــــأنهن الجندل
فيرد عليه جرير:
أعـــــــددت للشــــعراء سمــا ناقعا *** *فســـقيت آخــــرهم بكــأس الأول
لما وضعت على الفرزدق ميسمي ***وضـــغا البعيث جدعت أنف الأخطل
حســــــب الفرزدق أن تسـب مجاشع *** ويـــــعد شـــعر مرقش ومهـــلهل
ويروي ابن سلام أن جريرا والفرزدق والأخطل اجتمعوا كلهم عند عبد الملك بن مروان فقال لهم
ليقل كل منكم بيتا في مدح نفسه فأيكم غلب فله خمسمائة دينار فقال الفرزدق:
أنا القطران والشعراء جربى*** وفي القطران للجربى شفاء .
قال الأخطل :
فإن تلك زق زاملة فإني ***أنا الطاعون ليس له دواء
قال جرير :
أنا الموت الذي أتى عليكم *** فليس لهارب مني نجاء
فقال عبد الملك : خذ الدنانير فلعمري أنت الموت يأتي على كل شيء وبذلك حكم لجرير .