لاتــودع ســرك إمرأهـ

09-18-2012, 05:49 PM

لاتــودع ســرك إمرأهـ

استدعى شيخٌ كبير ابناً له وقال اريد ان اوصيك بوصيه ارجوا ان تنفذها بحذافيرها , فانا كما ترى كبرت وفي نهاية ايامي وذقت من الدنيا حلوها ومرها وعرفت الكثير من دروسها
رحب الولد بوصية والده ووعده بالتنفيذ فقال الوالد :

لاتزوج اختيك الا كريمين (وكان للشايب بنتين بمقتبل العمر)
ولا تصاحب سلطانا ,ولاتودع سرك امرأه, فاشار الابن ان سمعا وطاعه لوالده
ذهبت السنون بركضها.. كما يقال ومر الوقت وتوفي الاب ..

وجاء خطاب للأختين , فقال الابن في نفسه , سأعكس وصية والدي لارى لمذا يصير الامر وفعلاً زوج أختيه واحدة لرجل كريم والاخرى لرجل بخيل .
,
وحاول التقرب للسلطان باحثا عن وظيفه لديه
وفعلا عمل عند السلطان راعيا للخيل وكان من بين الخيل فرس هي اقرب مايكون لقلب السلطان ,ووصاه السلطان بالمحافظه عليها والا سوف يفقد حياته ان فقدها السلطان , فصار الابن يخرج بالخيل ومعها فرس السلطان الى المرعى صباحا ويعود بالمساء
استمر الراعي على هذه الحال والسلطان يراقب فرسه ويسأل عنها ويطمئن

وفي احد الايام أخفى الراعي الفرس وأعطى امه قطعة لحم وقال لها هذه قطعه من لحم فرس السلطان اشتقت للحمها حيث سمينه وصغيره السن

ولكن احذري ان يطلع على هذا الامر احد والا هو سيكون هلاكي

قالت الام ابداً يابني وهل يطلع احد وانت ولدي الوحيد ابدا السر في بير عميق
,تفقد السلطان فرسه كالعاده فلم يجدها
غضب على الراعي وسأله عنها اخبره الراعي انها ضاعت بين الجبال والوديان
وانه بحث عنها ولم يجدها باي مكان
ارعد وازبد السلطان واراد ان يعاقبه بما قال له مسبقا بالقتل ,ولكن مع توسط اهل الخير بأن يغرم الراعي مئة من الابل ,قنع السلطان بهذا الحل وقبل به الراعي
وطلب من السلطان ان يمهله شهرا حتى يحضر ماطلب من الابل

<<
الام في المنزل قسمت ماكان لديهم من لحم يدعى انه لحم فرس الى قسمين
وكعاده القدماء الاشتراك بالاكل مهم جدا مع الجيران فاعطت ام الجيران قسم
وقالت لها ان هذه من لحم فرس السلطان واياكِ ان تخبري احدا فان السلطان لو علم بذالك سيقتل ابني , فاجابت الجاره بالقبول والصمت
فما لبثت الجارة الا ان قسمت اعطت جزئا للجيران وهكذا حتى وصل الخبر
الى بيت السلطان وعلم بذلك

غضب السلطان مرة اخرى حيث فرسه مذبوحه وماكوله
ولحسن حض الراعي انه ذاهب لاحضار العوض المائة بعير
وصل الابن الى زوج اخته البخيل وأخبره بما حدث وكان هذا البخيل عنده من الابل والاغنام مئات
تلون وجه صهره واخذ يبرر ويتحجج ان ماعنده امانات للناس ومن هذا القبيل
فاخبره الولد بما سيكون له انه سيقتل
فقال البخيل اذهب الى عديلك فلان وعد الي ولا يكون الا خير ان شاء الله
ذهب الراعي الى صهره الثاني الكريم
وبعد ان وصله اكرمه الصهر ايما اكرام فأخبر صهره بما حدث له مع السلطان وانه موعود بالقتل ان لم يحضر له مئة من الابل طمأنه صهره وسهل له الامر
جمع الصهر جميع من حوله من اخوته وابنائه لاد عمه وقبيلته بشكل عام
واخبرهم بما حدث للنسيب , وانه في مأزق حرج مع السلطان

بدأت التبرعات تنهال فقال احد الحاضرين انا علي كذا من الابل
وقال اميرهم انا علي اربعين فلم يغادروا حتى جمع مئة من الابل
وفوق ذلك سيسوقونها معه للسلطان
واثناء ذلك اخرج الراعي الفرس المخبأه بالجبل القريب وساقها مع الذود
عرج على صهره البخيل اذا هو حاجز له تيسين ماعز كبار بالسن وقال : والله يانسيبي هذولي غاليات علي ولكن مايغلن عليك
اخذهن الراعي وساقهن مع البل مع تعجب الرجال الموجودين
وصل الراعي الى حيث هو السلطان وطلب منه ان يستلم الابل منه
خرج السلطان لاستلامها
رأى السلطان فرسه سليمة معافاه,تعجب من ذلك الموقف وما الداعي لهذا
ضحك الراعي وقال للسلطان تفضل واجلس بمجلسك وسوف اخبرك بكل شئ

جلس السلطان ومن حوله مساعديه واخبره بوصية والده له وانه عكسها ليرى هل كلام الوالد صحيح
ام انه ارتجال فوجده اصح من الصحيح

حيث البخيل لم يقف معه بهذا الموقف الصعب رغم غناه
وامه لم تحفظ سره
والسلطان لم يعفه من ضياع الفرس رغم الاعذار

تعجب الجميع من هذه الحادثه المؤثره

وكما يقول المثل : اللي يعصي والده احذر تقاربه
وفي قصتنا ماعصى أبوه لكنه إختبر نفسه بنفسه
حول وصية أبوه وصحتها ..
ولاننسى الوالده فحقها عظيم لكن مجرى السالفه صار عكس هواها ..