حميدان الشويعر سيرته وأشعاره
يقـول الشاعـر الحـبـر الفهـيـمحـمـيـدان الـمـتـهـم بـالـعـيـارة
جـواب يفهمـه مـن هـو ذهيـنوشطر فـي صعـوده وانحـداره
فكرت و حرت بالناس اجمعينوميـزت العـزاز مـن الخـبـارة
من هو حميدان الشويعر
هو حميدان الشويعر واسمه الصحيح " حمد بن ناصر السياري الخالدي "من الدعوم شاعر سليط وجرئ وقوي لقب بحطئية نجد عاش في بداية القرن الثاني عشر ببلدته " القصب " قيل انه عمر وتوفي في اواخر القرن الثاني عشر
صورة حميدان الشويعر
يوصف الشويعر بأنه " قصير عظل ولحيته بيضاء ووجهه حسن ولا يخرج من المسجد إلا متأخراً ولا يجلس مع عامة الناس بل تجده مع الأمراء والمشايخ ، وفي المجلس لا يتكلم إلا بما فيه فصاحة وبلاغة وذكاء فلا يود مجالسة ان يسكت وعليه هيبة عظيمة وكريم وشجاع " .
ماذا قالوا عنه
يقول الفوزان في كتابه الذي ألفه عن حميدان الشويعر / لقد كان حميدان الشويعر صحيفة شفوية مثيرة ذائعة الصيت وإلانتشار ، يتخاطفها الناس فوتر صدورها ويتبادلون قرائتها ورواية أحداثها ، ويرفعون حواجبهم - غالباً - إندهاشا ً من شجاعتها وجرأة آرائها وأحداثها واحيانا تضحكهم لشدة سخريتها "
أهتم كثير من الكتاب بشعر حميدان وافردوا له الصفحات واستطاعوا رسم صورة بانورامية لحياة هذا الشاعر كما انه لقب بحطئية نجد
شعره
ترددت أشعاره في جميع ارجاء شبة الجزيرة العربية وخاصه في نجد .. رغم أن هموم
المعيشة الشاقه كانت تطارده ليلاً ونهاراً ... الا انه استطاع ان يبرز كالنار على رأس علم
فهو شاعراَ كبيراً ومشهوراً ويعتبر شاعر نجد الاول في عصره
قد برز ميله للسخرية منذ صباه المبكر ... وهذا ما جعل شعره ينفرد في سلاطة اللسان
وهجومه المتلاحق على بعض الامراء الاقوياء وحكام المناطق وعدم رضوحه للتهديد والوعيد
اقول النصايح واعد الفضايـحعن اللي فعلها ولا اخاف لايم
ومع الهجاء فقد امتاز بالفكاهه والحكمه والجزاله
كما ان المتتبع لقصايد يرى به مدرسه شعريه منفرده واسلوب شعري جديد
ومن أقواله
اربــع يرفـعـن الفـتـى بالـعـيـونالظفر والكرم والوفـا والصـلاح
واربـــع يـنـزلـن الـفـتـى للهوانالبخل والجبن والكذب والسفـاح
واربــع ينـزلـن الفـتـى لـلــزراجليـن تبـرى جنوبـه بيـان صحـاح
روشـن عالـي فــوق كــل الـمـلامعلق ما هوته الوجيـه السمـاح
وكل من ذوق الضد صخن الدمامن حدود البواتر وسمر الرماح
وكـل مـن هـو تعـب جـده وابــوهاغتنى واهتنى واكتفى واستراح
ومنها ايضا قوله
الى مات مـن هرّاجـة السـو واحـداذا مــرّثٍ تسعـيـن مـمـا يجـانـسـه
تموت الافاعي وسمها في نحورهاوكم جارسٍ يموت ماشاف جارسه
ومن قوله
يـاذا استمـع مـنـي جــواب يشـتـريمـثــل الـلـولـو مـــن عـقــود يـنـثـرا
او مثل الشمس المنيرة في الضحىلاقـال مـن هـو فـي زمانـه مبـصـرا
من جـاد فـي سمتـه جـاد فـي ذا وذاوالمرجـلـه مـاهـي بــورث تـحـجـرا
تسلسـلـوا مـــن نـــوح جـــد واحـــدحــــر وعــبــد والــــردي الـبـيـسـرا
تلقـى الجماعـه مـن شجـرة واحــدهوطـبـوعـهــم شـــتـــان الله قــــــدرا
يطلـع بهـم خـطـو الـكـذوب المـاهـرغــوج ولــو جُــوّد عـنـانـه يـطـمـرا
ومــن الجـمـاعـه شـايــخٍ متـشـيّـخوكـــل الـنـوايـب يـتـقـي عـنـهـا ورا
ومـــن الجـمـاعـه حـامــلٍ متـحـمّـلمـافــات يــــومٍ مـالـضـيـفٍ مــاقــرا
ومنـهـم ســواة الـديــك رزة عـنـقـهمـــازان لــــه زولٍ بـفـعــل يــذكــرا
ومـن الجماعـه كالضبيـب المنتـفـخمتبخـتـرٍ يسـحـب ثـويـبـه مـــن ورا
كـن الضعّيـف شـايـلٍ سـبـع الطـبـقهـو مـادرا انـه خـف ريـش الحمّـرا
ومـن الجمـاعـه مــن يـنـط بمرتـبـهبـالـديـن لـوهــو مـايـخـط ولا قــــرا
يــــدرق بــديــن الله ديــــنٍ غـــــادروالله عـــــلاّمٍ بــمــاهــو أضـــمـــرا
لـقـيــت بـالـعـبــدان عــبـــدٍ هـيــلــعكــل المـراجـل فــي يمـيـنـه تـذكــرا
ولـقـيــت بــالاحــرار حــــرٍ بــاطـــلبنصـيـف مـلـحٍ لــو يُـبـاع ويـشـتـرا
ولقـيـت حـــي الـقـلـب فـيــه مـــروهوالخبـل مايعطيـك مـن رطـب الـثـرا
لـوبـالـتـمـنـي مــايــمــوت ثـــلاثـــهوباقـي الجماعـه موتهـم حــقٍ تــرا
ظــفــرٍ بـفـعـلـه والـكـريــم بـمــالــهومن هو يخلّص مشكلٍ بين الـورى
يـا صبـي افتـهـم مــن عـويـد فهـيـموفـي كــل غـبـة مــن الفـكـر عـايـم
وأعسـف القوافـي بسبـك المعـانـيواصـخــر صـعـبـهـا بـلـيــا شـكـايــم
وقوله
االايـــام مـــا يـرجــى لـهــن رجـــوعغـــــدت بـــخـــلان لـــنـــا وربــــــوع
ربـوع لـنـا قــد فــرق البـيـن شملـهـموشـــوف الـديــار الخـالـيـات يـــروع
مـرقــت مـــن الـدنـيـا بـيــوم ولـيـلــةواعــد اسـبــوع مـــن وراه اسـبــوع
وسـود الليالـي مـا دري عـن بطونهـايمـسـن حـوامـل ويصبـحـن وضـــوع
اانا ادري بعلم اليوم وامس بما جرىوبــاكــر بـغـيــب والأمــــور وقـــــوع
والأيــام لــو تـخـلـف بـيــوم عـذرهــالـهـن باللـيـالـي المـاضـيـات صـنــوع
أجارنـي ربـي خيارهـا عـن شرورهـاعـلـوم الـــردى يـأتــي بـهــن ربـــوع
ويقول ايضا
احـــد مـبـسـوط ومـكـيــفيـاكــل ويـنـعـم فــــي داره
لا جـا مـن السـوق مغلـدميـلـقـى لــــه درة مــحــاره
يلقـى عـذرا يسفـر وجهـهتجلـى همـه هـو واكــداره
مـا يـوم قالـت وش عنـدكترضى بايساره واعسـاره
ان جـا شــوي قنـعـت بــهوان مـا جـا شــي عــذاره
واحـد عنـده ضبعـة غـابـهانطـل مـن عنطـل حــواره
يسمع حسه من بالمجلسكـنـه فـــي راس الـمـنـاره
تقلـب عيـنـه ثــم تحـضـرمهرجـه نـبـذ وبــه حـجـاره
الا ومـع ذا قـشـرا شيـنـهاشيـن مـن قبعـرة الـغـاره
ايـــــا هـــــذا وايــــــا ذاكيـــا جـــارك الله بـجــواره
وله هذه النظره في المتقدمين للزواج
الى جـا ثـور يخطـب بنتـكفاضرب رجله وقل له قف
والله مــا يـسـوى ملكتـهـاولا يـسـوى قــرع الـــدف
وما يسـوى والله ضيفتهـاولا يسـوى ضلـف وخــف
يظـهـر بنـتـك مـــن بـيـتـكويـذوقـهـا جـــوع وحـــف
ان سلمت من ضربه بيـدهما سلمـت مـن بـف وتـف
وله ايضا
وسود الليالي ما دري عن بطونهايمسـن حوامـل ويصبحـن وضـوع
وهاهو يحث على الزهد في الدنيا ويحض على شكر الله
وعدم الانسياق وراء مباهج الحياة :
الـدنـيـا روضـــة نــــوّارصيّور الريـح تطيـر بهـا
إن جاك من الدنيا طرففاشكر مـولاك لموجبهـا
لـيــاك تغـيـرهـا فـسـقـةتـغـيـر عـنــك مـعـاذبـهـا
ويقول أيضا :
الدنيا عامرهـا دامـرما فيها خير يا عربي
لم يكتفي حميدان الشويعر بذكر هذه الابيات .. فقد تظرق الى العلاقة
بين الرجل والمرأة ووضح ان لذتها سريعة زائلة بينما عاقبتها وخيمة
أيا عاشـق كـل عـذرا مليحـةهنـوف غـنـوج بـخـده رقـايـم
نظرهـا كحيـل وقــرن طـويـلوخصر نحيل له الـردف قايـم
ومزيت ريقه عسـى مـا يفيـدواغضبت ربك بهتك المحارم
تفوت اللـذاذه وتبقـى الندامـهسريـع تكـشـف أمورعظـايـم
ليست الحكمة والفكاهة هما البارزان بشعره فقد رسم لنا الاحوال السياسية
والدينة والاقتصادية والاجتماعية في عصره فقد كان عصر شاعرنا مليئاً بالفتن والحروب والاضطرابات السياسية
ولعل شاعرنا اوضح بعض الابيات عن تلك الحوادث التي ظهرت
في عصره :
الـفـتـنـه نـايـمــه دايــــممـار الاشــرار توعيـهـا
يـشــب الفـتـنـه مـقــرودوعلقهـا مـن لا يطفيـهـا
فالـي علقـت ثـم اشتبـتبالحرب نحاش مشاريها
تلـحـق بـرجـال واجــواددومٍ تـنـصــى قـهـاويـهـا
وفي موضع اخر من قصائده قال هذه الابيات :
يــشــب الـفـتـنـه مــقـــرودنـزعــه شـيـطـان وحـلـقـة
فـالــى اشـتــدت معـالـبـهـاقـفـا نـايــر مـثــل السـلـقـه
كسروا عظمة وخذوا مالهخـلـوا عيـالـه لـهـم لـعـقـه
وخلـي مقصـاة ابـن درمـهمـخـتـلـط دمـــــه بـعــرقــه
وقال ايضا
يحسب الحرب الى شبتاكل لحيم وشـرب مرقـه
الـحـرب تـوقــد بـرجــالوجـيــاد تـربــط ونـفـقــه
وقال
واردع نفسك عـن العيلـهواحــذر الــزود يهقـويـهـا
فان جك الطلبه في حلقـكفاضرب بالسيف معاديهـا
واحـــذر الـزلــه والـذلــهلو نصف اموالـك تعطيهـا
والسيف القاطع والعزمهلـرقــاب الـضــد يـهـديـهـا
والارنـب ترقـد مـا تــوذيولا شفـت النـاس تخليـهـا
والسبع الموذي مـا يرقـدو لا يوطا بارض هو فيها
خوف مـن خبطـه بكفوفـهكـــــل يـبــعــد مـنـاهـيـهـا
مـا يـقـرب حـولـه بـديـارهوالذلـه مــا هــو ناسيـهـا
كما انه كان معاصر لدعوة محمد بن عبدالوهاب وكان ضدها فقد كان من اشد المعارضين لدعوته وقال الكثير من القصائد في ذلك حتى قيل ان محمد بن عبدالوهاب قد اهدر دمه
ومنها القصيده المشهوره
ماهمي ذيب في المرقبهمي عود فـي الدرعيـة
قولـه حـق وفعلـه باطـلواسلاحـه كتـب مطويـه
.خــل هــذا يـذبــح هـــذاوهو جالس في الزوليه
يدعو بأسم ديـن امحمـدوافـعـالـه كـفــر واذيـــه
الخ القصيده
اللتي اعتذر عن نشرها كامله
موقف وقصه
كما اعرج هنا الى احد المواقف التي تدل على حكنته ودهائه العسكري
من المشهور عنه قصته عندما نزل على اهل وثيثية ووجد أن امير ثرمدا بن زامل
مستعبدهم ويفرض عليهم جزية سنوية ، مقابل عدم الإعتداء عليهم وأثناء وجود حميدان
عندهم جائهم عبد بن زامل كالعادة لأخذ الجزية ولم يعجبه المنظر فنصح امير وثيثة
بالزواج من امرأة مشلولة من عائلة تشتهر بالشجاعة حتى تنجب له اولادا شجعان يحررونه من ظلم بن زامل وبالفعل تم الزواج وبعد عدة سنوات جاء مندوب بن زامل
كالعادة وكان حميدان حاضرا فنصح أمير وثيثية بقتل العبد ووضع راسه في الكيس الذي اعتاد وضع الأموال التي يدفعها أهل وثيثية فخاف الأمير ولكنه طمنه ورسم له خطة حربية لايرسمها إلا القواد فكان يعلم بأن أبن زامل سيهجم على وثيثية وكلن هناك واديا يفصل بين القريتين فوضع في بداية الوادي عدد قليل من الرجال وبعد مسافة
ليست بعيدة منهم وعلى الجبال قام بتلبيس الصخور بأقمشة بيضا وكأنهم للرأي رجال
و وجهز البقية الباقية من أهل وثيثية على مقربة من تلك الصخور المموهة على أنها رجال
وعند دخول بن زامل وجماعته الوادي فر من أمامهم الردال القليلين حتى وصلوا الى موقع الصخور ورجالهم المتمرسين على الجبال ولم يشعر ابن زامل وجماعته إلا والرمي
عليهم من كل جانب ومع منظر تلك الصخور المموه هرب ابن زامل وجماعته ، وقال
عبارته المشهورة التي ذهبت مثلا: " جن اوثيثة بسم الله" ونجحت خطة حميدان
وتخلصو من ظلم وشجع ابن زامل.
في أحد أبياته له ... يقول فيها إن بقاء المال لدى كبير
السن ضمان لبقاء قيمته في بيته ... حيث يقول
قــال عــود رمـنـه سنـيـن مـضــتزلّ عصر الصبى والمشيب حضره
حضـره بالمجـالـس يتـالـي العـصـازهـد فيـه الولـد والـوعـد والـمـره
مـن بقـى مـعـه مــال فـهـو غـالـييكمسون الحصا بالعصـا عـن ثـره
وأن بقا مـا معـه شـي فهـو خايـبقـيـل عـــود كـبـيـر وفـيــه الـشــره
ويقول في الصديق :
صديقي فرفته إلـى مـا لحظتـهواميـز عـدوي وأفهـم وسـايـم
حجـاجـه وعيـنـه لمـلـي دلـيـلوغبي المعرفة فـلا هـو فاهـم
اعرف الدروس وكل الرموسوادل الـمــوارد بـلـيـا عــلايــم
اقول النصايح واعد الفضايـحعن اللي فعلها ولا اخاف لايم
ولا فاتـنـي كـــل أمـــر بغـيـتـهمحـلـي تعـلـي مـتـون النعـايـم
قصة حميدان وابنه مانع مع هلال
مانع ابن حميدان الشويعر حصل خلاف بينه وبين هلال ( أحد ابناء امراء البلده ) حيث تعدى هلال على مانع وضربه بالعصا على يده
التي ادت الى قطع احد الاعصاب كانت اشبه ما تكون بضربت السيف
فعابت اليد ولم يستطع مانع رد الاهانة
فلما سمع حميدان ما جرى بدأ بالسخريه على ابنه ووصفه بالجبن والخوف
وقال هذه الابيات :
مـانـع خـيـال فـــي الـدكــةوظفر في راس المقصوره
وام صاح صيـاح مـن بـراتـوايــق هـــو والـغـنـدوره
واليـمـنـى فـيـهــا فـنـجــالواليسـرى فيهـا البـربـوره
والــى ظـهـر يـــم الـسـكـةتـأخـذ جـوخـتـه الـسـنـوره
ومازال حميدان الشويعر يواصل السخريه والاستفزاز في ولده حتى ياخذ ثارهوأما يده التي عابت أصبحت مشبوهه فقال عنها حميدان كأنها مغرفة وفي يوم الايام جاءت حملة الى سوق القصب يريدون بعض حاجياتهم سألت إحدى النساء عن مغرفة لشرائها فقال حميدان الشويعر مشيراً الى ابنه الذي كان جالسا في طرف السوق هذا الرجل لديه مغرفه ولكنه لن يبيعها بسهوله فأصري عليه واطلبيها منه فلعله يبيعها فذهبت المرأة الى مانع وسألته عن المغرفة
فأستغرب مانع من سؤالها فسألها عمن ارسلها فأشارت لابيه ففهم انه يقصد كفه المعبية
وبعد ذلك قرر مانع أخذ الثأر فسمع هلال ان مانع يخطط للثأر وأخبر هلال زوجته ان تتفحص كل شي يدخل البيت حتى الاغنام فدخل مانع مع الاغنام بعدما لبس جلد خروف وتسلل داخل البيت الى حين ادراك هلال وقتله
وكان حميدان يراقب الحدث من بعدفقد عرف حميدان ان الثأر تحقق عندما سمع صراخ اهل البلده قرر حميدان الشويعر الرحيل من البلده هو ابنه خوفاً من القصاص فعند وصوله الى جنوب بلدة القصب قال هذه الابيات متمنياً زوالها
تماماً ويتمنى البعد عنها :
الا يـا نخـلات لـي علـى جـال علـيـمحـدايــق غـلــب شـوفـهــن يــــروع
تقـلـلـت عـــن دار وربـــع ومـنــزلوقبلـتـهـا جـثــو الــتــراب كــســوع
فــلا يــا عـايـر الـقـصـب الجـنـوبـيليتني اشوقك منحدر السراب لموع
ذهاب وعودة حميدان من العراق الى نجد
كان قد اهدر دم حميدان الشويعر اكثر من مره بسبب هاجئه لهذا الحاكم وذاك وبعد ان كثر عليه الوشاه والحاقدون وخاصه من حكام البلدان مما جعله في خطر فقرر الذهاب الى العراق واستقر بها مده من الزمن قيل سنه وقيل اكثر وعنده خروج من العراق متوجهاً الى نجد ... فأول ما استقبله في
تلك الديار هو (( الجوع )) ... لذا فقد صوّر الشاعر هذا الجوع برجل بس
ثوباً قصير الاطراف من قماش ردئ يسمى دسمال ... وعباءة ممزقة لا تستر
الظهر .. كأنه جاهزاً لجز العظم مع اللحم .. ويقول في هذه الابيات :
ظهرت من الحزم اللـي بـهسيد السادات مـن العشـرة
حـطـيـت ســنــام بالـيـمـنـىووطيت الرقعي من ظهـره
ولقيت الجـوع أبـو موسـىبــان لـــه بـيــت بالـحـجـره
عـلـيــه قـطـيـعـة دســمــالوبـشـيٍـت مـنـبـقـر ظــهــره
وحــكـــانـــي وحــاكــيــتــهوعطـانـي عـلـم لــه ثـمـره
ما يرخص عندي مضمونهاقــولــه بـعـلـمـه وخــبــره
الخ القصيده التي بدأ حميدان الشويعر بذكر مسيرة رحلة موضح ما جرى له في تلك الرحله وجولاته داخل مدن وقرى نجد كما أشتملت القصيدة على هجاء لاهالي البلدان وما ورد فيها يعبر عن رأي الشاعر ولا يعبرعن
رأي الاخرين وقد اسماها بقصيدته ووصف كل اهل قريه زارها من خروجه الى وصوله نجد وصف من مدح او هجاء
وقد وضح بعض النقاد والكتاب انها من اقوى واعنف القصائد الهجائيه ومازالت تلك الصفات التي اطلقها على اهل وسكان القرى بصمه الى اليوم يتناقلوها الأجيال
وبعد عمر طويل ومشوار حافل بالتعب والعناء والشعر والهجاء يموت حميدان الشويعر لتظل قصائده وأبياته المنفرده الشهيرة تتناقلها الأجيال من امثال ونوادر وحكم .
اعرف الدروس وكل الرموسوادل الـمــوارد بـلـيـا عــلايــم
اقول النصايح واعد الفضايـحعن اللي فعلها ولا اخاف لايم
رحمك الله ياحميدان .
|