عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2012, 12:55 AM   #1 (permalink)
يوسف فهد
عضو متألق


الصورة الرمزية يوسف فهد
يوسف فهد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 183
 تاريخ التسجيل :  Dec 2010
 أخر زيارة : 02-01-2013 (11:05 PM)
 المشاركات : 318 [ + ]
 التقييم :  10
69 الغلام المؤمن والملك والساحر



" كان ملك فيمن كان قبلكم . وكان له ساحر . فلما كبر قال

للملك : إني قد كبرت . فابعث إلي غلاما أعلمه السحر . فبعث

إليه غلاما يعلمه . فكان في طريقه ، إذا سلك ، راهب . فقعد

إليه وسمع كلامه . فأعجبه . فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب

وقعد إليه . فإذا أتى الساحر ضربه . فشكا ذلك إلى الراهب .

فقال : إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي . وإذا خشيت أهلك

فقل : حبسني الساحر . فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة

قد حبست الناس . فقال : اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب

أفضل ؟ فأخذ حجرا فقال : اللهم ! إن كان أمر الراهب أحب إليك

من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة . حتى يمضي الناس . فرماها

فقتلها . ومضى الناس . فأتى الراهب فأخبره . فقال له الراهب

أي بني ! أنت ، اليوم ، أفضل مني . قد بلغ من أمرك ما أرى .

وإنك ستبتلى . فإن ابتليت فلا تدل علي . وكان الغلام يبرئ

الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء . فسمع جليس للملك

كان قد عمي . فأتاه بهدايا كثيرة . فقال : ما ههنا لك أجمع ،

إن أنت شفيتني . فقال : إني لا أشفي أحدا . إنما يشفي الله . فإن

أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك . فآمن بالله . فشفاه الله . فأتى

الملك فجلس إليه كما كان يجلس . فقال له الملك : من رد عليك

بصرك ؟ قال : ربي . قال : ولك رب غيري ؟ قال : ربي وربك الله .

فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام . فجئ بالغلام . فقال

له الملك : أي بني ! قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص

وتفعل وتفعل . فقال : إني لا أشفي أحدا . إنما يشفي الله . فأخذه

فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب . فجئ بالراهب . فقيل له :

ارجع عن دينك . فأبى . فدعا بالمئشار . فوضع المئشار على

مفرق رأسه . فشقه حتى وقع شقاه . ثم جئ بجليس الملك فقيل له

ارجع عن دينك . فأبى . فوضع المئشار في مفرق رأسه . فشقه به

حتى وقع شقاه . ثم جئ بالغلام فقيل له : ارجع عن دينك . فأبى

فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا

فاصعدوا به الجبل . فإذا بلغتم ذروته ، فإن رجع عن دينه ،

وإلا فاطرحوه . فذهبوا به فصعدوا به الجبل . فقال : اللهم !

اكفنيهم بما شئت . فرجف بهم الجبل فسقطوا . وجاء يمشي إلى

الملك . فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله .

فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قرقور

فتوسطوا به البحر . فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه . فذهبوا به

فقال : اللهم ! اكفنيهم بما شئت . فانكفأت بهم السفينة

فغرقوا . وجاء يمشي إلى الملك . فقال له الملك : ما فعل

أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله . فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى

تفعل ما آمرك به . قال : وما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد

واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي . ثم ضع السهم

في كبد القوس . ثم قل : باسم الله ، رب الغلام . ثم ارمني . فإنك

إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد . وصلبه على

جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال

باسم الله ، رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه . فوضع يده في

صدغه في موضع السهم فمات فقال الناس : آمنا برب الغلام .

آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام فأتى الملك فقيل له : أرأيت

ما كنت تحذر ؟ قد ، والله ! نزل بك حذرك . قد آمن الناس فأمر

بالأخدود في أفواه السكك فخدت . وأضرم النيران . وقال : من لم

يرجع عن دينه فأحموه فيها . أو قيل له : اقتحم . ففعلوا حتى

جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها . فقال لها

الغلام : يا أمه ! اصبري . فإنك على الحق


الراوي: صهيب بن سنان الرومي القرشي (صحيح مسلم )


 

رد مع اقتباس