عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2012, 05:32 PM   #4 (permalink)
المقحم
عضو ذهبي


الصورة الرمزية المقحم
المقحم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 214
 تاريخ التسجيل :  Dec 2010
 أخر زيارة : 07-14-2020 (10:17 PM)
 المشاركات : 7,787 [ + ]
 التقييم :  1059
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
الانترنت امتحان الايمان والاخلاق والعقول



وقال - رحمه الله - في موضع آخر حاثاً على التَّثبُّت، والتدبر، والتأمل

قال: " وفي قوله - تعالى -:

(( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً )) طه:

114 أدبُ طالب العلم، وأنه ينبغي له أن يتأنى في تدبره للعلم، ولا يستعجل

بالحكم على الأشياء، ولا يعجب بنفسه، ويسأل ربه العلم النافع والتسهيل" .

وقال - رحمه الله -: " قوله - تعالى : ل(( َوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ

وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ )) النور: 12 هذا إرشاد

منه لعباده إذا سمعوا الأقوال القادحة في إخوانهم المؤمنين رجعوا إلى ما

علموا من إيمانهم، وإلى ظاهر أحوالهم، ولم يلتفتوا إلى أقوال القادحين،

بل رجعوا إلى الأصل، وأنكروا ما ينافيه ".

قال ابن حبان - رحمه الله: " أنشدني منصور بن محمد الكريزي …



الـرفقُ أيـمنُ شـيءٍ أنت تَتْبَعُه والـخُرقُ أشأمُ شيء يُقْدِم

الرَّجُلا

وذو الـتثبت مـن حمد إلى ظفر من يركبِ الرفقَ لا يستحقبِ

الزللا



ومما ينبغي للعاقل في هذا الشأن ألا يحرص في إبداء رأيه في كل أمر، وألا

يقول كل ما يعلم بل اللائق به أن يراعي المصالح؛ فلا يحسن به أن يبدي

رأيه في كل صغيرة وكبيرة، ولا يلزمه أن يتكلم بكل نازلة؛ لأنه ربما لم

يتصور الأمر كما ينبغي، وربما أخطأ التقدير، وجانب الصواب، والعرب تقول

في أمثالها: " الخطأ زاد العَجُول " .



بخلاف ما إذا تريث وتأنى؛ فإن ذلك أدعى لصفاء القريحة، وأحرى لأنْ يختمر

الرأي في الذهن، وأخلق بالسلامة من الخطأ.

والعرب تمدح من يتريث، ويتأنى ويقلب الأمور ظهراً لبطن، وتقول فيه: " إنه

لحُوَّلٌ قُلَّب ".



بل ليس من الحكمة أن يبدي الإنسان رأيه في كل ما يعلم حتى ولو كان

متأنياً في حكمه، مصيباً في رأيه؛ فما كل رأي يجهر به، ولا كل ما يعلم يقال

.

بل الحكمة تقتضي أن يحتفظ الإنسان بآرائه إلا إذا استدعى المقام ذلك،

واقتضته الحكمة والمصلحة، وكان دأبه في ذلك المشاورة خصوصاً في الأمور

الكبار.



وزن الـكلام إذا نـطقت فإنما يبدي العقولَ أو العيوبَ المنطقُ



قال أحد الحكماء: " إن لابتداء الكلام فتنةً تروق وجدَّةً تعجب؛ فإذا سكنت

القريحة، وعدل التأمل، وصفت النفس - فليعدِ النظر، وليكن فرحُه بإحسانه

مساوياً لغمِّه بإساءته " .

وقال ابن حبان - رحمه الله : " الرافق لا يكاد يُسْبَق كما أن العَجِل لا يكاد

يَلْحَق، وكما أن من سكت لا يكاد يندم كذلك من نطق لا يكاد يسلم.

والعَجِل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يجرب، ويذم

بعد ما يحمد، ويعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم.

والعَجِل تصحبه الندامة، وتعتزله السلامة، وكانت العرب تُكَنِّي العجلة: أمَّ

الندامات " .
.


 

رد مع اقتباس