عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2012, 05:31 PM   #2 (permalink)
المقحم
عضو ذهبي


الصورة الرمزية المقحم
المقحم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 214
 تاريخ التسجيل :  Dec 2010
 أخر زيارة : 07-14-2020 (10:17 PM)
 المشاركات : 7,787 [ + ]
 التقييم :  1059
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
الانترنت امتحان الايمان والاخلاق والعقول



قال ابن الجوزي - رحمه الله -: " بالله عليك يا مرفوع القدر بالتقوى لا تبع

عزها بذل المعاصي، وصابر عطش الهوى في هجير المشتهى وإن أمضَّ وأرمض ".

يعني وإن آلم وأحرق.

وقال - رحمه الله : " وفي قوة قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة؛ ألا ترى إلى

كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً؛ لأنه قُهِر، بخلاف غالب الهوى؛ فإنه يكون

قوياً لأنه قَهَر ".

ومما يعين على ذلك أن يتجنب المتعامل مع الإنترنت المثيراتِ؛ فيبتعد عن

المواقع المنحطة، وعن المنتديات التي يثار فيها الكلام الفاحش، وعن

المقالات التي تثير الغرائز، وتحرك الكوامن.

وينأى بنفسه عن الصور الفاضحة، واللقطات المثيرة؛ فإن مَثَلَ النفوسِ - بما

جُبِلَتْ عليه من ميل للشهوات، وما أودع فيها من غرائز تميل مع الهوى حيث

مال - كمثل البارود، والوقود، وسائر المواد القابلة للاشتعال؛ فإن هذه

المواد، وما جرى مجراها متى كانت بعيدة عما يشعل فتيلها، ويذكي أوارها -

بقيت ساكنة وادعة، لا يخشى خطرها، والعكس .

وكذلك النفوس؛ فإنها تظل وادعة ساكنة هادئة؛ فإذا اقتربت مما يثيرها،

ويحرك نوازعها إلى الشرور من مسموع، أو مقروء، أو منظور، أو مشموم -

ثارت كوامنها، وهاجت شرورها، وتحرك داؤها، وطغت أهواؤها.

قال ابن حزم - رحمه الله ...







لا تـلُم مَنْ عَرَّضْ النفسَ لما ليس يُرضي غيرَه عند المحنْ

لا تُـقَرِّبْ عـرفجاً من لهبٍ ومـتى قَـرَّبْتَهُ ثـارتْ دُخنْ



وقال ...



لا تُتْبِعِ النفسَ الهوى ودَعِ التعرضَ للفتن

إبـليسُ حيٌّ لم يمت والـعينُ بابٌ للفتن



من قارفَ الفتنةَ ثم ادعى ال عـصمة قـد نافقَ في أمره

ولا يـجيز الشرعُ أسباب ما يـورط الـمسلمَ في حظره

فانجُ ودعْ عنك صُداعَ الهوى عـساك أن تـسلمَ من شَرِّه



ومما يعين على النجاة من فتنة الإنترنت غض البصر، لأن الصورة القبيحة

تعرض للإنسان ولو بدون قصد؛ فإذا غض بصره أرضى ربه، وأراح قلبه؛ فالعين

مرآة القلب، وإطلاق البصر يورث المعاطب، وغض البصر يورث الراحة؛ فإذا غض

العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته .

قال ربنا - عز وجل )) : قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ

ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ )) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في هذه الآية: " فجعل - سبحانه -

غض البصر، وحفظ الفرج هو أقوى تزكيةٍ للنفوس .وزكاة النفوس تتضمن زوال

جميع الشر ور من الفواحش، والظلم، والشرك، والكذب، وغير ذلك ".

ومما يجب على الإنسان حال تعامله مع الإنترنت أن يتثبت مما يقوله،

ويسمعه، ويقرؤه، ويرويه .

وبذلك يُعْلَمُ عقلُ الإنسان، ورزانته، وإيمانه .

كيف والإنترنت يُكْتَبُ فيه الغث في السمين، ويَكْتُبُ كل من هب ودب، وبأسماء

مجهولة مستعارة ؟
.


 

رد مع اقتباس