عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2011, 06:45 PM   #1 (permalink)
المقحم
عضو ذهبي


الصورة الرمزية المقحم
المقحم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 214
 تاريخ التسجيل :  Dec 2010
 أخر زيارة : 07-14-2020 (10:17 PM)
 المشاركات : 7,787 [ + ]
 التقييم :  1059
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
الحياء من الإيمان



الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله على نبينا محمد ، و على آله و صحبه و سلم

قال صلى الله عليه و سلم : " إن لكل دين خلقاً و إن خلق الإسلام الحياء "
أخرجه ابن ماجة رحمه الله – و قال الشيخ الألباني في صحيح الجامع : " حسن "


و معنى هذا أن الحياء ينبغي أن يكون خلق أصيل لدى كل مسلم ، إذ به يتميز و يعرف ،


و أن قلة الحياء عارض ينشأ من الشيطان و النفس الأمارة بالسوء ، يزول بزوال أسبابه من اتباع الشيطان و هوى النفس


متى ما استقام للإنسان دينه . فقد قال صلى الله عليه و سلم في الحديث المتفق عليه " و الحياء شعبة من الإيمان "




ما هو الحياء ؟



" هو صفة في النفس تحمل الإنسان على فعل ما يجمل و يزين ، و يترك ما يدنس و يشين ،


فتجده إذا فعل شيئاً يخالف المروءة استحيا من الناس ، و إذا فعل شيئاً محرماً استحيا من الله ،


و إذا ترك واجباً استحيا من الله ، و إذا ترك ما ينبغي فعله استحيا من الناس " .


و بهذا يعلم أن الحياء من الله من الإيمان ، كذلك الحياء من الناس من الإيمان ،


و هذا ليس من الرياء بل يترك المستحيي فعل ما يعاب به تجملاً و تزيناً ،


كما يترك المتقي ما فيه شبهة استبراء لدينه من النقص ، و لعرضه من الطعن فيه .





فضل الحياء :



1- كفى به فضلاً أنه صفة لله عز و جل ، قال صلى الله عليه و سلم :


" إن الله حيي ستير ، يحب الحياء و الستر ، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر "


رواه أحمد ، و أبو داود ، و النسائي – رحمهم الله – و قال الألباني في صحيح الجامع : " صحيح " .


و هي صفة نثبتها لله عز و جل على الوجه الذي يليق به سبحانه ، دون تكييف و لا تشبيه و لا تمثيل .


2- و كفى به فضلاً آخر أن الله سبحانه و تعالى يحبه – كما في الحديث السابق –


3- وهو حلية الأنبياء عليهم صلوات الله و سلامه جميعهم ،


وقد كان صلى الله عليه و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها – كما جاء في الحديث المتفق عليه –


4- و هو سمت الصالحين في الأمم السابقة ،


من أمثال المرأة الصالحة بنت الرجل الصالح التي جاءت إلى موسى عليه الصلاة و السلام على صفة ذكرها الله في كتابه


فقال عز و جل : ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا )


جاءت مستترة قد وضعت كم درعها على وجهها حياء تغطيه ،


و يحسن بعض القراء في الوقوف على قول الله عز وجل ( تمشي على استحياء )


فإذا تابع القراءة قرأ ( على استحياء قالت ) ليقع في روع المستمع أن مشيتها كانت على استحياء ، و كذا قولها و خطابها كان على استحياء .


و تأمل الحياء في قولها : ( إن أبي يدعوك ) بدلاً عن ( تعال معي )


و إلى البعد عن كل ريب ببيان سبب الدعوة : ( ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) ، و به يتحقق أيضاً طمأنة المدعو .


5- وهو سمت صالحي هذه الأمة ، قال صلى الله عليه و سلم : " إن عثمان رجل حيي " أخرجه مسلم .


6- و هو صفة للملائكة ، قال صلى الله عليه و سلم في عثمان – رضي الله عنه - : " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " . أخرجه مسلم .




7- وردت في الحياء أحاديث عدة تدل على فضله ، و تحث عليه ، أو تحذر من فقده ، و قد سبق بعض منها ، و فيما يلي بعض أخر:


* قال صلى الله عليه و سلم في حديث متفق على صحته : " الحياء لا يأتي إلا بخير "


* وقال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح : " الحياء خير كله " أو " الحياء كله خير " .


* وقال صلى الله عليه و سلم : " إن الحياء و الإيمان قرنا جميعاً ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر"


قال الألباني : " صحيح "


* و قال صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح : " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت " .




اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ، فيتبعون أحسنه .... آمين


و الحمد لله أولاً و آخراً ، ظاهراً و باطناً ،


و صلى الله على نبينا محمد ، و على آله و صحبه ،


و من سار على نهجه ، و اقتفى أثره إلى يوم الدين ، و سلم تسليماً كثيراً .


م\ن


 

رد مع اقتباس