عرض مشاركة واحدة
قديم 07-13-2011, 04:06 PM   #1 (permalink)
عنفوان
•• مشرفة سابقاً ••


الصورة الرمزية عنفوان
عنفوان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 138
 تاريخ التسجيل :  Dec 2010
 أخر زيارة : 04-23-2020 (06:06 PM)
 المشاركات : 1,963 [ + ]
 التقييم :  1541
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
Fa1e3 كيفيه استثمار الاسره للاجازه الصيفيه.




من المهم أن نفهم جيدًا ويفهم أبناؤنا أهمية الوقت، وفن إدارته، وأن حسن استغلاله أو استثماره مطلبٌ شرعيٌّ، وأننا سنحاسب عليه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل به، وعن ماله؛ من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟!"، وأيضا قوله: "اغتنم خمسًا قبل خمس؛ حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك فبل هرمك، وغناك قبل فقرك".
ولعل قصر عمرنا عن الأمم السابقة وسرعة انقضاء الزمن تجعلنا ندرك أهمية الوقت أكثر,وتدفعنا الى الحرص على استغلاله بما هو مفيد؛ حتى يعود علينا بالنفع في الدنيا والآخرة، وعلى العكس فإن الشعور بالفراغ وعدم شغل الوقت، وخاصةً في الإجازات، يعود بالضرر على النفس وعلى الأبناء، فالفراغ مفسدة؛ فقد يؤدي التعوُّد على عادات سيئة إلى انحراف الأبناء ويجعلهم فريسةً لسموم الأعداء، خاصةً إذا تركناهم بعد الانتهاء من الامتحانات أمام التلفاز والحاسوب وصحبة النادي دون رقيب أو دافع إيماني أو برنامج مفيد متنوع.
كما أن هناك بض الأمور لا يسهل تنفيذها أثناء الدراسة بشكل كافٍ، فتأتي العطلة كفرصة لأداء هذه الأمور، كما أنه من المهم استشعار الوالدين مسئوليتهما نحو أبنائهما؛ من استفادتهم من الوقت، وهما قدوة لأبنائهما في ذلك.. "كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته".

لذلك فالعطلة فرصة لتقوية الروابط الأسرية، وتقوية الصداقة مع الأبناء؛ حيث أثناء الدراسة الأبناء مشغولون بدراستهم، صباحًا في المدارس والجامعات، ومساءً في المذاكرة، ولا تُتاح لهم الفرصة الكافية لالتقاء الأسرة إلا في يوم الجمعة إن استطاعوا.

ومن أهم الأمور التي تقوِّي روابط الأسرة؛ الاجتماع على طاعة، وفي العطلة فرصة أكبر، وفي نفس الوقت تعود بالنفع على كل أفراد الأسرة، لذلك نفضِّل وضع برنامج للأسرة كلها، والكل يشترك في وضعه على أن يكون متنوعًا يشتمل على العبادة والعمل والترفيه والصحة والثقافة والسياسة..، وعلى الأم متابعة التنفيذ، ونقترح على سبيل المثال- مع الزيادة أو النقص- الآتي:
- القرآن.. حفظًا أو مراجعةً لكل أفراد الأسرة، ويحدَّد لكل فرد ما سيحفظه أو يراجعه.

- ويمكن تحديد ثلاثة أيام مثلاً في الأسبوع؛ لمدارسة بعض العلوم الشرعية من أحد الكتب؛ فقه، أو سيرة، أو حديث.. حيث إنها لا تدرَّس في المدارس بشكل كافٍ، ويمكن أن يختار لها الوقت ما بين المغرب والعشاء مثلاً.

- زيادة الحرص من الجميع على الصلاة في أول الوقت وفي المسجد، خاصةً الذكور، كما يمكن أن تصلَّى بعض صلوات التطوع جماعةً في البيت، والاتفاق على عدم السهر قدر الإمكان؛ حتى لا تُحرم الأسرة صلاة الفجر، مع مراعاة تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ قدر المستطاع؛ فالإجازة ليست فوضى وقلبًا للأوضاع بل منضبطة ومتوازنة.

- صيام أهل البيت كلهم يومي الإثنين والخميس، أو ثلاثة أيام منتصف الشهر العربي؛ حتى يعتاد الكل صيام التطوع، عدا الصغار.

- الاهتمام بيوم الجمعة؛ فهو أفضل يوم في الأسبوع؛ فلتحرص الأسرة على الاستفادة منه بما يرضي الله، خاصةً قراءة سورة الكهف لجميع الأسرة، وكذلك الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وأيضًا بقية سنن يوم الجمعة.

- تتفق الأسرة على تحديد يوم أو يومين في الأسبوع لقيام الليل؛ أي الاستيقاظ قبل الفجر بساعة تقريبًا لصلاة القيام جماعةً، حتى أذان الفجر، وكذلك يمكن في بعض الأيام الجلوس بعد صلاة الفجر لقراءة القرآن وأذكار الصباح حتى الشروق حتى ترتفع الشمس (20 دقيقة) ثم صلاة ركعتين حتى يأخذ الجميع أجر حج وعمرة.

- من المهم أن تكون هناك جلسة أسرية مرةً أو مرتين في الأسبوع، خاصةً في العطلة، تبدأ بقرآن أو حديث أو نصيحة، ثم مناقشة بعض قضايا الأمة الإسلامية التي على الساحة؛ حتى يكون لدى الأبناء وعي وثقافة وإيجابية نحو أمتهم والمسلمين، فالملاحظ أن هناك جهلاً ثقافيًّا وسياسيًّا شديدًا بين الشباب، وهذا يؤدي إلى السلبية، فالإجازة فرصة لتوعية الأبناء وتوجيههم لما يقرءون ويسمعون ويطَّلعون، ثمَّ يستشعرون واجبهم نحو الإسلام والمسلمين وما يمكن أن يقدموه.

- من المهم جدًّا في بداية الإجازة تقنين الأوقات التي تُقضَى أمام التلفاز أو الحاسوب، وأيضًا الموضوعات التي تُشاهَد؛ حتى لا يُسرق الوقت، ويضيع وقت الإجازة، وكذلك الذهاب إلى النادي المناسب أو اللعب أو الخروج مع الأصدقاء الأصحَّاء يقنَّن؛ لأن وقت الإجازة لا يقل أهميةً عن بقية الأيام.

- يمكن للأسرة تحديد موعد يومي، أو يومًا بعد يوم، لممارسة الرياضة في الصباح وقبل الإفطار؛ لتجديد النشاط، ولتقوية البدن، وحتى يعتاد عليها الأبناء.

- أن يكون هناك بعض أيام للنزهة؛ لما لها من فوائد، مثل تغيير جو البيت، والمكث في الهواء الطلق، وفرصة للأبناء للجري وتجديد نشاطهم، كما أن مشاركة الأبناء في بعض لعبهم تسعدهم، كذلك التفكر في خلق الله، ولفت نظر الأبناء إلى بدائع صنع الله؛ من سماء وخضرة وطيور وهواء وغيرها..




وعلينا شكر الله على نعمه الكثيرة، وكذلك التعرف على بعض المعالم المهمة، وبعض الرحلات الثقافية والترفيهية، وهذا من شأنه إدخال السرور على الأسرة، وله ثواب عظيم عند الله؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن أحب الأعمال الى الله بعد الفرائض إدخال السرور على مسلم" (رواه الطبراني).

- المهم أن تكون هذه النزهات في أماكن نقية غير ملوثة بالمعاصي، وأن تؤدَّى الصلاة في وقتها في أقرب مسجد، مع مراعاة الآداب الإسلامية، فلا تنازلات في ديننا حتى في هذه الأماكن، بل نحن قدوة للناس في كل المواقف.

- من المهم أيضًا للأسرة تقوية العلاقات مع ذوي الرحم، من الأجداد والجدات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، فإذا كانت فترة الدراسة لا تفي بكل هؤلاء الأرحام؛ فإن فترة الإجازة فرصة لزيارتهم أودعوتهم على إفطار أو غذاء أوحفلة أو.. والآباء قدوة لأبنائهم في هذا الأمر، ودورهم مهمٌّ جدًّا لغرس هذه الصلة في أبنائهم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "برُّوا آباءكم تبركم أبناؤكم"، وإن احتاج الأمر إلى السفر من أجل صلة الرحم لإدخال السرور عليهم فأجره عند الله عظيم، فهو صلة رحم وإدخال سرور وفسحة في نفس الأمر، مع تجديد النية.

- كما يمكن الاستفادة من وقت السفر في السيارة أو القطار، سواء لصلة رحم أو لرحلة في التفكر في خلق الله، أو في مناقشة موضوعات مهمة، أو الاستماع إلى أناشيد إسلامية، وغيرها..

- في العطلة فرصة للبنات أن يتعلمْنَ من الأم فنَّ الطهي، ويدخلن المطبخ ويقمن بتنظيفه وطهي بعض المأكولات؛ بنية التعلم، وبنيَّة إعطاء الأم بعض الراحة، وعلى الأم أن تتعامل معهن بهدوء ورفق، وعدم تحميلهن أكثر من طاقتهن حتى يحببن العمل المنزلي ولا تعِب على شيء، بل ترشدهم برفق، وتتدرج معهنَّ حسب سنهنَّ؛ حتى يصلن إلى درجة الإتقان وتحمُّل مسئولية بيت بأكمله وتصبر عليهن، وذلك مع الحب والصداقة والمرح، كما يمكن للذكور أيضًا المشاركة في بعض ما يناسبهم من تحضير ومساعدة في المنزل وقضاء بعض المصالح خارج المنزل، وفرصة لترتيب ما يخص كل فرد من كتب وملابس و..

- ويمكن أن يكون هناك جلسة أسرية يتناقشون فيها عن الاقتصاد الإسلامي الصحيح، وترشيد الاستهلاك، وعدم الإسراف، وعدم البخل، والتوسط المطلوب.

- في نهاية الإجازة يمكن للأسرة أن تعرض كل ما تمَّ إنجازه وما لم يتم؛ حتى يستدركوا ما لم يتم في المرات القادمة إن شاء الله.

نسأل الله أن يعيننا على حسن استغلال جميع أوقاتنا، ويجعلها في ميزان حسناتنا.. اللهم آمين


 
مواضيع : عنفوان



رد مع اقتباس