عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2011, 01:55 PM   #1 (permalink)
صقر الأزد
عضو فعال


الصورة الرمزية صقر الأزد
صقر الأزد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 777
 تاريخ التسجيل :  Jan 2011
 أخر زيارة : 03-17-2014 (04:18 AM)
 المشاركات : 110 [ + ]
 التقييم :  10
87 الفتح الاسلامى للحيرة



بعد أن فتح خالد بن الوليد رضى الله عنه قصر الخورنق توجه إلى "الحيرة" , وهى كما قلنا الحلم الذى يتسابق عليه المسلمون, وكانت الحيرة مدينة عظيمة من مدن العراق بل هي أكبر مدينة فى جنوب العراق ,وتقع هذه المدينة على نهر الفرات فى مواجهة سواد العراق , أو فى مواجهة الجزيرة بين نهري الفرات ودجلة على مسافة تكاد تكون قريبة من المدائن على مقدمة الصحراء , وعلى حدود تقترب من الشام ويمر عليها نهر الفرات الذى تأتيه السفن التجارية من السِّنْدِ والهِنْد والصِّين ؛ فهذه المدينة من المدن المهمة جدًا وفيها من القصور والمبانى الفاخرة الكثير، ويسكن معظمها نصارى العرب ولكن يحكمها الفرس كما قلنا, إذ كان يحكمها "أزاذبة" الذى كان أميرًا فارسيًا عليها لأنها كانت موالية للفرس منذ فترة طويلة منذ أن تملكها أو ترأس عليها النعمان بن المنذر وحتى هذه اللحظة ، فهى مدينة قديمة وعظيمة فى الفرس؛ ولذلك جعل سيدنا أبو بكر الصديق ملتقى الجيشين فى الحيرة .

وصلت جيوش خالد بن الوليد ذات ثمانية عشر ألف المقاتل إلى الحيرة فوجدوا فيها أربعة حصون:

الحصن الأول: يُسمى القصر الأبيض، وكان فيه إياس بن قبيصة، وهو رجل نصراني , وكل أمراء الحصون من النصاري أيضًا، وحصن آخر يُسمى" قصر العبسيين كان فيه رجل يسمى عدي بن عدي المقتول، وحصن ابن مازن فيه حيري بن أكان, وحصن ابن بقيلة وكان فيه عمرو بن عبد المسيح , وكان أكبر هؤلاء الأمراء وفى بعض الروايات أنه تجاوز الأعوام المائة
كانت هذه الحصون الأربعة من الشدة والمناعة بحيث إن أهلها يستطيعون أن يمكثوا فيها أيامًا وشهورًا دون أن يكونوا بحاجة إلى الخروج منها
وعندما وصل خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه الى الحيرة وجد جميع أهل الحيرة متحصنين داخل هذه الحصون الأربعة بعد أن تركهم (أزاذبه) بجيشه وانصرف إلى المدائن .

جعل خالد بن الوليد لنفسه قاعدة بعيدًا عن القصور، وأرسل مجموعة من أمهر قواده لحصار هذه الحصون، فأرسل ضرار بن الأزور لحصار القصر الأبيض، وأرسل سيدنا ضرار بن الخطاب لحصار قصر العبسيين ، وكان ضرار بن الخطاب هذا زميلًا لخالد بن الوليد منذ أيام "أُحُد" أيام الشِّرك فقد كان ضرار فى كتيبة خالد بن الوليد التى هزمت المسلمين فى موقعة "أحد" , وأسلم ضرار رضي الله عنه فى فتح مكة ، وشهد مع خالد بن الوليد جميع الفتوح فى حروب الردة وفى مواقعه فى العراق، وهو ليس أخًا لعمر بن الخطاب، ولا لزيد بن الخطاب، لكنه أخٌ لهما في الإسلام...

القصر الثالث قصر ابن مازن عليه ضِرَار بن مُقرِّن وهو أحد الإخوة العشرة، أولاد مقرن المزني، ثم جعل خالد بن الوليد رضي الله حصار القصر الرابع قصر ابن بقيلة إلى المثنى بن حارثة .

وتقدمت الجيوش الأربعة لحصار هذه الحصون، وأرسل خالد بن الوليد إلى أهل هذه القصور الأربعة رسالةً تدعوهم إلى الإسلام أو الجزية أو القتال وأعطاهم مهلة يومًا يبدأ الضرب بعده ...

بعد مرور المهلة بدأ المسلمون يرمون القصور بالأسهم والنبال، فسمعوا أهل القصور يقولون: عليكم بالخزازيف، وهذه الكلمة جديدة على المسلمين لا يعرفون معناها، ولكنهم ابتعدوا عن مرمى أهل هذه القصور، ثم ظهرت الخزازيف وهي عبارة عن مقاليع ضخمة تقذف كرات من الخزف، صُنِعَتْ هذه الكرات من الطين وأوقدت عليها النيران حتى أصبحت خزفًا فهي تشبه قنابل أو أحجارا ضخمة تُقذَف بالمقاليع على جيش المسلمين، وكان من حُسْنِ تقدير المسلمين الابتعاد عن مرمى هذه القصور فلم تصبهم هذه الخزازيف بشيء، وكانت قوة الرمي عند المسلمين أقوى وأعظم، فكانت سهامهم تصل إلى داخل هذه القصور؛ فتصيب مَنْ بها من الناس ولا تفرِّق هذه الأسهم بين جندى وبين رجل غير مقاتل وبين راهب فى معبد لاتفرق بين أحد؛ لأنها تسقط داخل القصور، فعندما كثرت الإصابات خرج الرهبان من ديارهم وقالوا: يا أهل القصور والله ما يقتلنا إلا أنتم... فليس لكم إلا الاستسلام وبالفعل اجتمع أهل هذه القصور الأربعة على الاستسلام ,وكان أولهم استسلامًا أكبرهم سنًا؛ عمرو بن عبد المسيح وأرسل إلى خالد بن الوليد رسالة يخبره فيها برغبته في التفاوض معه على الجزية...

المرجع منتدى قصة الاسلام بقلم الدكتور راغب السرجانى

وفى رواية اخرى نزل خالد الحيرة فخرج إليه أشرافها مع إياس بن قبيصة الطائي وكان أميرًا عليها بعد النعمان بن المنذر فدعاهم خالد إلى الإسلام أو الجزية أو المحاربة فاختاروا الجزية فصالحهم على تسعين ألف درهم فكانت أول جزية أخذت من الفرس في الإسلام هي والقريات التي صالح عليها‏.

المصدر الكامل فى التاريخ لابن الاثير


 

رد مع اقتباس