فى رحاب آية {72} - الرزق من عند الله فى رحاب آية { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} هذا هو القرآن ينتقل بالناس من الحديث عن ذوات أنفسهم إلى الحديث عن الأرض التي خلقها لهم ، وذللها وأودعها أسباب الحياة . والناس لطول ألفتهم لحياتهم على هذه الأرض . ينسون نعمة الله في تذليلها لهم وتسخيرها . والقرآن يذكرهم هذه النعمة الهائلة ، ويبصرهم بها ، في هذا التعبير الذي يدرك منه كل أحد وكل جيل بقدر ما ينكشف له من علم هذه الأرض الذلول . { فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه }. والمناكب : المرتفعات ، أو الجوانب . وإذا أذن له بالمشي في مناكبها فقد أذن له بالمشي في سهولها وبطاحها من باب أولى . والرزق الذي فيها كله من خلقه، وكله من ملكه ، وهو أوسع مدلولا مما يتبادر إلى أذهان الناس من كلمة الرزق . فليس هو المال الذي يجده أحدهم في يده ، ليحصل به على حاجياته ومتاعه . إنما هو كل ما أودعه الله هذه الأرض ، من أسباب الرزق ومكوناته . { وإليه النشور }. إليه . وإلا فإلى أين إن لم تكن إليه؟ والملك بيده؟ ولا ملجأ منه إلا إليه؟ وهو على كل شيء قدير؟ م ن |