أنه: عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي 121 هـ- 216 هـ .
ولد بعد مولد (سيبوية) بـ20 عام وعمّر بعده بـ40 سنة, مولده ووفاته في البصرة, عاصر زمن الدولة العباسية في عهد (هارون الرشيد) و (جعفر المنصور) أخباره كثيرة جداً, وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر) قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً.
إليكم القصة... .
يقال في كتب التاريخ، وبالتحديد في زمن (أبو جعفر المنصور) أنه كان محباً للشعر و لكنة يحتال لأجل توفير خزينة الدولة ، فكان يحفظ القصيدة كاملة من سماعها مره واحدة ! مهما كان طولها وصعوبة قافيتها، وكان لديه غلام يحفظ القصيدة بعد سماعها مرتين , وجارية تحفظها بعد ثلاث مرات. فأحتال حيلة على الشعراء وقال لهم بعد أن جمعهم امام الناس بأن هنالك مسابقة وهي: أن أي شاعر يأتي بقصيدة لم تقال من قبل بأن يكافئه بوزن ماكتبت علية القصيدة ذهب، وقد جعل مكان سري ووضع الغلام و الجارية ! وكان كلما تقدم شاعر وقال قصيدة يرد ( جعفر المنصور) بـأن هذه القصيدة قد سمعها من قبل ! ويبدأ في قول القصيدة على الشاعر ! ثم يزيد عليه وينادي الغلام ويسئله : هل سمعت بالقصيده الفلانية ؟ ويرد عليه الغلام بعد أن سمع القصيدة من الشاعر ومن خليفة المؤمنين (ابو جعفر المنصور) بأني نعم يا أمير المؤمنين لقد سمعتها وحفظتها منذ زمن بعيد ويبدأ في قول القصيدة ! ثم ينادى بالجارية ويحصل معها ما حصل للغلام .
فينظر الشاعر بتعجب ثم سرعان ما يغادر منصة المسابقة ! وهكذا كل يوم ! حتى اجتمعوا شعراء وأدباء ذلك العصر يتشاكون فيما بينهم كيف قطعت أرزاقهم بعد أن جعلت منهم المسابقة كاذبين والناس أصبحوا لايثقون في قولهم ! حتى مرّ بهم (الاصمعي) وسمع حديثهم !
وعرف أن في الأمر مكّر فتنكر في لباس أعرابي ووقف على قصر الخليفة وقال بصوت عالي : أنا جئت أشارك في المسابقة ! وأخذ يردد ذلك حتى اجتمعوا عليه الناس وسمع الخليفة ذلك فنادى به وقال له ولم يكن يعرف أنه الأصمعي : من أنت ؟ فقال له أنا أعرابي من أرض الموصل جئت أشارك في المسابقة ! فرد علية الخليفة : أتعرف الشروط ؟ فقال له الأصمعي : نعم أعرفها، أن كانت من قولي فأن لي وزن ما كتبت عليه القصيدة ذهب ! وأن لم تكن من قولي فلا تعطيني شياءً .فأدخل الخادم والجارية المكان السري وقيل للأعرابي هات ما عندك !
صـوت صــفير الـبلبـلي
هيج قـــلبي الثمــلي
المـــــــاء والزهر معا
مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي
و أنت يا ســـــــــيدَ لي
وســــــيدي ومولي لي
فكــــــــم فكــــم تيمني
غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ
من لثم ورد الخــــجلي
فـــــــقال لا لا لا لا لا
وقــــــــد غدا مهرولي
والخُـــــوذ مالت طربا
من فعل هـــذا الرجلي
فــــــــولولت وولولت
ولـــــي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولـــــــــي
وبيني اللؤلؤ لــــــــــي
قالت له حين كـــــــذا
انهض وجــــــد بالنقلي
وفتية سقــــــــــــونني
قـــــــــهوة كالعسل لي
شممـــــــــــتها بأنافي
أزكـــــــى من القرنفلي
في وســط بستان حلي
بالزهر والســـــرور لي
والعـــود دندن دنا لي
والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب
طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي
والرقص قد طاب لي
شـوى شـوى وشــــاهش
على ورق ســـفرجلي
وغرد القمري يصـــــيح
ملل فـــــــــــي مللي
ولــــــــــــو تراني راكبا
علــــى حمار اهزلي
يمشي علــــــــــــى ثلاثة
كمـــــشية العرنجلي
والناس ترجــــــــم جملي
في الســوق بالقلقللي
والكـــــــــل كعكع كعِكَع
خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا
من خشـــية العقنقلي
إلى لقاء مــــــــــــــــلك
مــــــــــعظم مبجلي
يأمر لي بخـــــــــــــلعة
حمـــراء كالدم دملي
اجــــــــــــر فيها ماشيا
مبغــــــــــددا للذيلي
انا الأديب الألمــعي من
حي ارض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت
يعجز عنها الأدبو لي
أقول في مطلعــــــــــها
صوت صفير البلبلي