الموضوع
:
قصة دس جبريل عليه السلام التراب في فم فرعون
عرض مشاركة واحدة
04-12-2011, 04:21 PM
#
1
(
permalink
)
عرماني وافتخر
عضو ذهبي
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
96
تاريخ التسجيل :
Nov 2010
أخر زيارة :
06-23-2014 (10:25 PM)
المشاركات :
2,271 [
+
]
التقييم :
1583
قصة دس جبريل عليه السلام التراب في فم فرعون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن
ابن عباس
ما أن النبي -
قال
:
(
لما أغرق الله فرعون قال : {
آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به
بنو إسرائيل
} ( يونس : 90 ) ، فقال جبريل عليه السلام : يا محمد ، فلو رأيتني وأنا
آخذ
من حال البحر فأدسه في فيه ؛ مخافة أن تدركه الرحمة )
رواه الترمذي
.
معاني المفرادت
:
حال البحر
:
طينة
البحر
.....
في فيه
:
في فمه
تفاصيل القصة
على مدار التاريخ القديم لم تشهد البشريّة طاغية متجبّراً ولا
باغيةً متسلّطاً
كمثل فرعون حاكم مصر ، فسيرته قد سُطّرت بدماء الآلاف من الأبرياء
الذين
وقعوا تحت سطوته ، ذلك الفرعون الذي نُزعت الرحمة من قلبه فلم يعد لها
مكانٌ
للضعفاء ولا المساكين ، ولا الأبرياء والمضطهدين ، لم يرحم أمّاً ولا طفلاً ، بل
أصدر أوامره بقتل الأولاد واسترقاق النساء ، فكان حقّاً كما قال الله
تعالى:
{
إنه كان عاليا ًمن المسرفين
} ( الدخان : 31
)
ومن إسرافه على نفسه
وظلمه لها ادّعاؤه بكل عنتٍ واستخفاف
الألوهيّة من دون الله ، ثم هو يسوق
الدلائل الساذجة التي لا تُقنع غِرّاً ساذجاً ،
كما جاء في قوله تعالى
:
{
ونادى فرعون في قومه قال يا قوم
أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري
من تحتي أفلا تبصرون
} الزخرف 51 ،
وقوله
تعالى : {
وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من
إله غيري فأوقد لي يا هامان على
الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله
موسى وإني لأظنه من الكاذبين
} القصص : 38
وتمرّ الأيام حتى تأتي نهاية هذا الظالم ، في مشهدٍ ذكر
القرآن لنا طرفاً منه ،
وجاءت القصّة النبويّة التي بين أيدينا لتضيف تفاصيل أخرى
لتلك اللحظات ،
فبعد أن ضرب موسى عليه السلام بعصاه البحر فانفلق فكان كل فرقٍ
كالطود العظيم ، سار بقومه وجاوز بهم البحر ،فأتبعه فرعون بجنوده، حتى إذا تعمّقوا
في الدخول أمر الله البحر فانطبق عليهم ، ليغرق فرعون ومن معه ،
قال الله تعالى
: {
فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم
} يونس
90
وفي هذه اللحظات الحاسمة التي أوشكت
فيها الروح على
الخروج ،
اعترف فرعون بالألوهيّة علّه ينجو
من الموت ، قال الله تعالى
:
{
حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو
إسرائيل
وأنا من المسلمين
} يونس : 90
ويراقب جبريل
عليه السلام المشهد ، ويخشى أن تدركه رحمة
الله الواسعة
فتُقبل منه توبته ، فيدفعه
غيظه وحنقه أن يأخذ من طينة البحر ويدسّها في
فمه ، حتى يمنعه من نطق الشهادة
الصحيحة في الوقت المناسب ، ولكن هيهات
أن تُقبل منه هذه التوبة وقد جاءت متأخّرةً
للغاية ، قال الله تعالى
:
{
آلآن وقد عصيت قبل وكنت
من
المفسدين ، فاليوم ننجيك
ببدنك لتكون لمن
خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا
لغافلون
}
يونس : 91 – 92
وهكذا منّ الله على أمّة بني
إسرائيل ، فبموت فرعون انتهت
فصول معاناتهم ، وتنسّموا هواء الحرّية والأمن
والاستقرار بعيداً عن حياة
الخوف والاستضعاف والإذلال
.
وقفات مع القصّة
قصة فرعون مليئة بالعظات والعبر التي
يجدر الوقوف عندها والاستفادة من
أحداثها ، ولعلّ أهم ما نستفيده منها بيان ملامح
سنّة الله تعالى في إهلاك
الظالمين ، فنقول :
أولا :
قد يتمادى الطاغية في ظلمه ،
ويعيث في الأرض فساداً ،
فلا ينزل
عليه العذاب ولا يستحق العقاب مباشرة ، بل نرى
الله سبحانه وتعالى يُمهله ويعطيه الفرصة الكاملة للتوبة والإنابة ، وهذا هو عين ما
حدث لفرعون
فقد ظلّ على عتوّه وجبروته وادعائه للألوهيّة سنين عدداً ، ثم جاءه
العذاب
في نهاية المطاف ، على النحو الذي بيّناه سابقاً
.
وما إهلاك
الله للظالمين إلا بسبب ذنوبهم التي اقترفوها ،
ويشير ربّنا عز وجل
إلى ذلك في قوله
تعالى :
{
كدأب آل فرعون والذين من قبلهم
كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم
بذنوبهم وأغرقنا
آل فرعون
وكلٌّ كانوا ظالمين
} الأنفال : 54
والعجب هنا يتملّكنا من فرعون ، فقد رأى بعينيه البحر ينفلق
فلقتين ، وهو
يعلم
يقيناً صدق موسى عليه السلام ، وكان بإمكانه الهروب أو التراجع
وفق منطق العقل ، لكن ذلك لم يكن ليُرضي غروره وغطرسته ، حتى لاقى مصيره المحتوم
.
ووقفة أخرى
مع فضل هذا اليوم العظيم الذي أنجى الله فيه موسى عليه
السلام وأظهره على عدوّه ، فقد كانت اليهود تحتفل به شكرا لله ، كما في البخاري عن
ابن عباس
ما قال
:
(
قدم النبي - صلى الله عليه
وسلم - المدينة واليهود تصوم عاشوراء ، فقالوا : هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون ،
فقال النبي -
- لأصحابه : أنتم أحق بموسى
منهم فصوموا
)
وفي عدم قبول توبة فرعون في هذه القصّة إشارةٌ إلى أن من
شروط التوبة أن
تكون في زمن الإمكان والمهلة ، أما وقد بلغت الروح الحلقوم ، ووصل
الإنسان إلى حال الغرغرة ، فهناك لا تنفع التوبة ، فعن ابن عمر
ما أن
النبي
- قال
:
(
إن الله يقبل توبة العبد
ما لم يغرغر
)
رواه الترمذي و ابن ماجه
.
ووقفة أخيرة
مع
درس من أعظم الدروس ، وهو أن النصر
والعزّة والتمكين
للأنبياء والمرسلين والأولياء
والصالحين أمرٌ
لابد منه ولو طال الزمن ،
أو تأخّر النصر
.
والله اعلم
فترة الأقامة :
5280 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
64
إحصائية مشاركات »
عرماني وافتخر
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.43 يوميا
عرماني وافتخر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عرماني وافتخر
البحث عن كل مشاركات عرماني وافتخر