عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2011, 07:58 AM   #1 (permalink)
عرماني وافتخر
عضو ذهبي


الصورة الرمزية عرماني وافتخر
عرماني وافتخر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 96
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 06-23-2014 (10:25 PM)
 المشاركات : 2,271 [ + ]
 التقييم :  1583
القـائد ألـب أرسـلان قاهـر الصليـبيين





كانت مملكة بيزنطة تتكون بشكل رئيسي من مدينة القسطنطينية ،ومن إقليم أرمينيا ،ومن مناطق وحصون أخرى داخل أروبا ، وقد صمدت زمنا طويلا في وجه الفتح الإسلامي ، وخاضت حروبا صليبية ضد المسلمين ، كانت في معظمها سجالا .لكن الله هيأ للمسلمين قائدا صادق الإيمان ، تمكن من توحيد الإمارات الإسلامية التي حول دولة بيزنطية واحتل معظم أرمينيا ، وأصبح كالشوكة في حلق الدولة البيزنطية.


كان ذلك القائد هو البطل التركي المسلم "ألب أرسلان " رحمه الله

كان البطل ألب أرسلان من الأتراك السلاجقة وكان يعاونه في القيادة إبنه "ملكشاه"، فأخذا ينقصان دولة بيزنطة من أطرافها ، حتى سيطرا على أرمينية ، وكشفا طهر دولة الرها ،وأخضعا عمورية حتى أصبحا على مقربة من قونية الواقعة على بحر إيجا في آسيا الصغرى.

وفي أثناء ذلك كانت دولة بيزنطة تتحفز لإستعادة أرمينيا وكل ما فقدته في أرجائها ،وقد واتتها الفرصة حين توفي الإمبراطور البيزنطي قسطنطين العاشر ، فتولت الملك بعده زوجته إيدوسيا وصية على إبنها الصغير ميخائيل السابع.


ثم تزوجت الإمبراطورية البيزنطية القائد العام لقواتها رومانوس ديوجين ، وكان فارسا مغوارا وبطلا مقداما يفاخر الصليبيين بفتوته وبطولاته، فلما رأى نفسه المتصرف في ملك الدولة البيزنطية طفق يؤلف جيشا من متعصبي الصليبيين ، ولم يزل يجمع الجيش ، وينفق عليه الأموال الطائلة حتى بلغ جيشه مائة ألف مقاتل كلهم متعطش لدماء المسلمين ! إضافة للحرس الجمهوري القوي الذي كان تدريبهم أعظم من غيرهم.

ها بالإضافة إلى مرتزقة صليبيين من النورمان والفرنج والصقالبة والأتراك المقيمين في جنوب روسيا والبشناق.

فلما أصبح الجيش الصليبي تام التجهيز ،توجه صوب أرمينيا بقيادة رومانوس نفسه زوج الإمبراطورة التي رفعته إلى رتبة إمبراطور.

وكانت خطته أن يباغث أرمينيا قبل أن يصل إليها ألب أرسلان .الذي كان في الجنوب يخمد الفتن.

ولما بلغ ألب أرسلان هجوم رومانوس في إتجاه حصن ملاذ كرد أسرع إلى أرمينيا ليواجه بجيشه الصغير تلك الجموع البيزنطية الهائلة بقيادة رومانوس ذلك الفارس الصليبي المتوثب.

وحاول ألب أرسلان دعوة جيشه وجمع عدد أكبر منهم ،لكنه وجد الوقت قصيرا ،فلم يتمكن من جمع أكثر من خمسة عشر ألف جندي سار بهم -رحمه الله -ليواجه بهم مائة ألف مقاتل.


لكنه -رحمه الله- كتن عظيم الأمل في الله ، فجمع فرسانه وخطبهم خطبة قال فيها: " سأقاتل صابرا محتسبا، فإن انتصرنا فتلك نعمة من الله ،وإن كتبت لي الشهادة فهذا كفني وحنوطي جاهزين ،وأكملوا معركتكم تحت قيادة إبني ملكشاه".

ثم توجه وجنوده إلى الميدان فوجد قطعة من جيش العدو تقدر بعشرة آلاف عند بلدة خلاط يقودهم قائد روسي ،فاصطدم جيش المسلمين بتلك الفئة ،فنصر الله المسلمين ، وأسر القائد الروسي ،وقتل عدد كبير من عسكر الكفر وجمعت الغنائم ،وأرسلت إلى الخليفة في بغداد، فكان فألا مباركا إستبشر به المسلمون في مقدمة المعركة الحاسمة فلما تقارب المعسكران أرسل السلطان ألب أرسلان إلى القائد رومانوس يطلب منه الصلح والمهادنة فرد الصليبي ردا مهينا كان جوابه "لاهدنة إلا بالري"، يعني أنه لن يقبل بالهدنة إلا بعد أن يدمر عاصمة السلاجقة ويحتل كل بلاد الإسلام ،فانزعج السلطان المسلم ، وركبه هم كبير لعد تكافؤ العدد.


وهنا قال الإمام الفقيه أبو نصر محمد بن عبد الملك الحنفي :"إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره ،وأرجو أن يكون الله قد كتب لك بجيشك القليل شرف النصر ، فسر إلى العدو الكافر يوم الجمعة بعد الزوال والأئمة على منابرهم يدعون لجيشك بالنصر ، والله غالب على أمره ".

وتم ذلك عند ظهيرة يوم الجمعة من صيف (463هـ).وبينما كان رومانوس ينزل بجيشه واديا إ انقض عليهم القائد المؤمن كأنه الصاعقة بعد أن صلى وبكى ، فبكى الناس لبكائه ، فدعا الله ودعا الناس بدعائه، ثم ركب وقال للناس :ليس عليكم الآن أمير ،وكلكم أمير نفسه ،ومن شاء أن ينصرف فليعد إلى أهله " وألقى القوس والنشاب وحمل السيف والدبوس معلنا أن الأمر إلتحام وليس رماية فالتف الروم حول المسلمين ، وكان المسلمون في الوسط.


فكانت فرصة وسط الغبار أن يقتل المسلمون عدوهم كيف يشاؤون ، ودارت الدائرة على العدو الكافر ،فتناثر من قتلاهم مالا يحصى وجيء بالأسرى وإذا مقاتل صغير الجثة يسوق أمامه قائد الإعداء رومانوس.

وتذكر ألب أرسلان أنه مزح مع ذلك العسكري الصغير يوما فقال له :" وما يدريك أن نحضر إلينا ملك الروم ؟ وحقق الله مزحته ،ووقف رومانوس صاغرا فضربه القائد المسلم ثلاث مقارع وقال له : "دعوناك إلى الهدنة فأبيت ، فأين الهدنة التي في الري ؟ ثم قال له :ما تطن أني فاعل بك ؟ فقال : كل سوء ".


لكن القائد المسلم -رحمه الله- قبل فدية مقدارها مليون دينار ، واشترط عليه أن يطلق أسرى المسلمين فقبل رومانوس ووقع بذلك ،وعندئد ناوله القائد المسلم عشرة آلاف دينار فأطلق معه حاشيته فوصل إلى بيزنطة مهزوما ، وهناك أن الملك الصغير قد بلغ السن فتربع على العرش ، فأظهر إبتهاجا بإبن زوجنه وأخبره أنه وقع على فدية بمليون دينار ، فجمع الملك الجديد ما عنده وإذا هو ثلاثمائة آلف دينار فأرسلها رومانوس إلى ألب أرسلان وأقسم أنه ليس لديه غيرها ! فقبلها رحمه الله وسمح بالباقي.


لقد حصلت هذه المعركة قبل الحرب الصليبية بحوالي 20عاما فقد مات ألب أرسلان رحمه الله بعد ذلك بعام وتولى الأمر بعده إبنه ملكشاه.


ولكن ظل العرب على الرغم من معركة ملاذ كرد الذي يسميها الغرب "منازي كرت" ظل العرب إمارة متفرقة يحكم كل واحد منها أتابك أو أمير إلى أن أقبلت حشود الصليبيين ،فدخلوا ديار الإسلام ودمروا البلاد وقتلوا العلماء ،وظل الحال كذلك مدة 50 عاما ،حين هاتف المسلمين هاتف الإسلام فأيقظهم لتكون الضحية الأولى إمارة الرها التي أسقطها عماد الدين زنكي -رحمه الله -


إن تاريخ المسلمين ظل على الزمن عجيبا ، لأن القلة والكثرة لم تكن في حسبان المسلمين ، إنما كانت القلة دوما المنتصرة على الفئة الكافرة ،إنما المسلمون كانوا يهزمون بتفرقهم وشتات أمرهم وأهواء زعماهم ، فإذا سخر الله لهم من يلم شعثهم ويجمع شملهم ] يعود النصر واحقق فيهم قوله تعالى:{ وكان حقا علينا نصر المؤمنين} (الروم /47).


وديار المسلمين في أيامنا هذه تتقاسمها فتن ،تترك الحليم حيران،ولن يكون لها فرج إلاإذا أبرم الله لها أمرا رشدا يوحدها تحت راية التوحيد وكلمة التوحيد ، وتتم عندئد كلمة ربك صدقا وعدلا ، لامبدل لكلماته وهو السميع العليم .


رحم الله الأمير المسلم ألب أرسلان وجزاه الله عن جهاده المحتسب خير الجزاء.


المصدر :كتاب (أبطال ومواقف)للشيخ أحمد فرح عقيلان.


 

رد مع اقتباس