إيمان العريفي - جدة، أمريكا (هاتفيًا)
عبر الصبي الأمريكي مايكل جورج - 14 سنة - والذي كتبت له حياة جديدة على يد البطل السعودي الشهيد مشاري السريحي عن عظيم حزنه على فراق مشاري الذي ضحى بنفسه من أجل إنقاذه هو ووالده، عندما انقلب قاربهم وسط المياه في إحدى البحيرات جراء عاصفة شديدة، مؤكدًا أنه سيظل بطلًا يفتخر به طوال حياته.
وكشف لـ “المدينة” التي حاورته عبر الهاتف، أن والدته طلبت من أصدقاء مشاري بعض الكتب التي تشرح الدين الإسلامي لمعرفة حقيقة هذا الدين العظيم الذي تصل سماحته لدرجة أن تجعل الشخص يخاطر بحياته من أجل إنقاذ شخص آخر من غير ديانته ومن غير جنسيته.
تفاصيل الحادثة الأليمة
أحداث كثيرة تزاحمت في مخيلة مايكل وهو يحاول أن يصف لـ “المدينة” تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم واللحظات الأخيرة لهذه الحادثة الأليمة حيث قال: خرجت مع والدي ومشاري إلى إحدى البحيرات في رحلة صيد بحرية لطالما انتظرناها طويلا، فكان البطل مشاري ينتظر هذا اليوم منذ مدة وبالفعل انطلقنا بالقارب ولم نكن على علم بان العاصفة قادمة، ولم يتمكن احد من تنبيهنا بقدومها، حيث ان تلك المنطقة لا يوجد بها إرسال هاتفي، وعندما قدمت إلينا كنا قد ابتعدنا عن الشاطئ بمسافة كبيرة فألقتنا في المياه، عندها أوشكت على الغرق لأنني مبتدئ في السباحة إلا أن مشاري سارع نحوي وساعدني على الوصول إلى الشاطئ بعد أن سبحنا لمدة ساعتين، ولطول المدة وقوة الرياح وشدة برودة المياه شعر مشاري بالتعب فطلب مني المسارعة إلى إبلاغ الشرطة وطلب النجدة، وعلى الرغم من شدة إرهاقه عاد إلى البحر محاولًا إنقاذ والدي.
حقًا إنه دين عظيم
وفي هذا الوقت- والحديث لا يزال لمايكل- كنت قد ذهبت لطلب المساعدة وقطعت مسافة طويلة مشيًا على الأقدام وسط برودة الجو حتى أغمي علي ونقلت إلى المستشفى ولم أكن اعرف أي أخبار عن والدي ومشاري فاتصلت بشقيقتي سارة التي كانت قد أبلغت أصدقاء مشاري وخاله بما حدث فسارعوا بالذهاب إلى المنطقة لمعرفة ما حل بهما، ثم علمنا لاحقًا بنبأ وفاتهما، وقد لا تصدقوني إذا قلت إن نبأ وفاة مشاري كان أصعب علي من نبأ وفاة والدي، كونه توفي أثناء محاولته لإنقاذ والدي، وهذا الأمر دفع والدتي إلى أن تطلب من أصدقاء مشاري بعض الكتب التي تشرح الدين الإسلامي لمعرفة حقيقة هذا الدين العظيم الذي تصل سماحته لدرجة أن تجعل الشخص يخاطر بحياته من أجل إنقاذ شخص آخر من غير ديانته ومن غير جنسيته، ولا تجمعه به سوى علاقة الصداقة.