تقرير مفصل عن اشهر حادث مأساوي ومروع وقع في سباق ( لومان 1955م )
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
في 11 يونيو من عام 1955م احتشد أكثر من 250 الف متفرج في حلبة لومان الشهيرة خارج مدينة لومان في فرنسا ليشاهدوا اقدم سباق تحمل للسيارات الرياضية في العالم والتي تعقد سنوياً منذ عام 1923م
هذي الحلبة تتسابق عليها فرق لمدة 24 ساعة في مسار طوله 8 ميل بسيارات سباق رياضية يتناوب على قيادتها سائق ومساعده هذي الحلبة ما تغيرت ابداً منذ انشائها سنة 1923م
رسم تفصيلي لمسار حلبة لومان 1955
هذا السباق كان له شعبية غير طبيعية بالعالم يعني تخيلوا جمهور عدده اكثر من 250 الف على طول الطريق في ذاك الزمان
بالله عليكم في عصرنا الحالي عمركم شفتوا او سمعتوا ان فيه جمهور بلغ 250 الف متفرج
عدد السيارات المشاركة في هذا السباق الشهير 26 سيارة من بينها مرسيدس بنز وجاكوار واستون مارتن ومازيراتي وفيراري هذه الشركات تتحدى بعض في انتاج سيارات تنافس وتفوز بالمركز الاول وكل شركة تنتج سيارات ذات قيمة لتحقيق التوازن بين سرعة الأداء والميكانيكية لضمان عدم انهيار الميكانيكية
من ضمن المشاركين في السباق السائق الفرنسي بيير ليفيه والذي كان معه مرسيدس بنز طراز SLR 300 ورقمها 20
السائق بيير ليفيه
سائق المرسيدس بيير ليفيه يقول قبل السباق ( انه يشعر بالقلق إزاء مسار وُضع منذ سنوات لسيارات أبطأ وأضاف نحن بحاجة إلى نظام الإشارات والسيارات الآن تقدمت بسرعة كبيرة )
اتفق بيير مع مساعده جون فيتش على قيادة اول ساعتين من اصل 24 ساعة هي مدة السباق
بيير ليفيه على اليمين ومساعده الامريكي جون فيتش قبل بدء السباق
انظروا الى هذا الحشد الكبير الشغوف بهذا السباق انظروا الى الطريق تلاحظون ان مساره ضيق جداً وقريب من المتفرجين والعازل بين المسار والمتفرجين عبارة عن صفين من بالات القش وسياج خشبي ضعيف وقليل وهذا خطير على حياة الجمهور حتى سيارات السباق ماكان فيها حزام امان يعني الوضع ينذر بوقوع كارثة لا تغتفر
تجهيز المتسابقين لسياراتهم وحشد جماهيري غير طبيعي وكما تلاحظون بيير بسيارته المرسيدس رقم 20 ولأنس ماكلين بسيارته اوستن هيلي رقم 26 وايضاً ضعف حواجز السلامة
بدء السباق وانطلق المتسابقين لسياراتهم
انطلاق صافرة بدء السباق وكما تلاحظون هكذا كان نظام سباق السيارات في عرض الطريق
بيير يشق طريقه بين احدى المسارات
بيير على سيارتة المرسيدس رقم 20 يلحق بالمتسابق رقم 27
في الساعة الثالثة عصراً وبعد مرور ساعتين على السباق وعند نهاية المسار 35 من السباق كان سائق الجاكوار الأنجليزي مايك هاوثورن متفوق في الامام وقد ابطأ قليلاً للتزود بالوقود لكنه كان لا يستطيع الوقوف لأن سيارة اوستن مارتن الذي يقودها لأنس ماكلين خلفه مباشرة
كان مايك قادر على وقف الجاكوار بسرعة اكبر من بين كل سيارات السباق التي خلفه وهذا يعود بفضل مكابح قرصية متطورة للجاكوار بعكس المرسيدس والسيارات الاخرى التي وراءه كانت تستخدم نظام فرامل الطبلة التقليدية كان ماكلين لا يستطيع وقف سيارتة الاوستون بسرعة كبيرة كما تفعل الجاكوار
عندما احس مايك بأقتراب ماكلين منه انحرف بالجاكوار الى اليمين ليفتح الطريق امام ماكلين
كان بيير ليفيه في سرعة 150 كيلو متر في الساعة ولم يتنبه لتباطأ سيارة ماكلين عندها اصطدم بيسار مؤخرة سيارة ماكلين وكان الجزء الخلفي من تصميم اوستن مارتن اقرب الى منحدر طويل للأستفادة من الديناميكية الهوائية
رسم توضيحي لتباطأ سيارة مايك الاولى الخضراء وخلفها سيارة ماكلين
تلاحظون بداية اصطدام المرسيدس في الأوستون مارتن
سيارة ماكلين الأوستون رقم 26 ويظهر الاصطدام الخلفي على اليسار
عند الاصطدام طارت المرسيدس بالهواء وسقطت على الحاجز الفاصل بين الجمهور والمسار وبدأت تتقلب وتتفكك بأتجاه المتفرجين تدافع الجمهورعلى بعض للهروب من هذا الوضع
صورة ملتقطة من فيديو اثناء تطاير القطع وحالة الذعر الحاصلة بين الناس
لا اله الا الله كانت السيارة مجرد قطع تتناثر على المتفرجين ومنها ذهب المحور الأمامي مثل المنجل في اتجاه الجمهور
انفصال المحور الامامي وسقوطه على المتفرجين
حتى غطاء المحرك ارتفع فوق وسقط على متفرج فصل رأسه عن باقي جسمه والمحرك او المكينة بكبرها ارتفعت وهبطت على المتفرجين
المحور الامامي الذي طار على المتفرجين
اثنين من الأطفال الصغار مقطوعين الرآس ، وطفل أخر بجانب والده الميت وامه تسيل الدماء من ذراعها وهي تصرخ عليه انه مشهد مروع الله يكفينا واياكم شر الحوادث
المئات من المتفرجين ذهبوا لمساعدة فرق الانقاذ والشرطة ورجال الاطفاء بينما غطت اوراق الصحف والملابس الممزقة جثث الضحايا استمر تصاعد عدد القتلى على مدار اليوم وحتى الليل
السيارة تستقر فوق الحاجز وتحتها احد المتوفين
كانت النيران مشتعلة في جسم السيارة وكانت اجزاء كبيرة من جسم السيارة مصنوع من مادة المغنيسيوم وهي الوحيدة بين اقرأنها من ناحية الجودة لذلك حاول احد العمال أطفاء النار لكن امتزاج مادة المغنيسيوم مع الماء زادت الاشتعال وامطرت شرر بيضاء ساخنة هطلت على الجمهور وأصابة الكثير منهم
مات بعض المتفرجين بسبب تناثر النيران بكثافة واشتعالها في السيارة لمدة ساعتين وايضاً اصابة بعض الناس بأصابات مختلفة وقتل بيير ليفيه على الفور وتم سحق جمجمته في دوران الدوامة المروعه التي حصلت للسيارة
صورة الشرر بعد رش الماء عليه
انظروا لهذه الصور تكاد تكون مثل انتهاء معركة حامية الوطيس بين جيشين تناثر جثث الضحايا بكل مكان من اثر تفكك وتناثر قطع السيارة على المتفرجين وانظروا لأهل الضحايا كلاً يبحث بشغف عن صاحبه ، الولد يبحث عن ابيه والام تبحث عن ولدها ، الصديق يبحث عن رفيقه الجميع يمشي بين جثث القتلى يبحثون وقلوبهم ترجف من هول المصيبة انه مشهد مروع لا مثيل له انها حالة مأساوية ، أسال الله العظيم ان لا يضعنا في مثل هذا المواقف الصعبة
توفي على الفور 82 مابين رجال ونساء واطفال واصابة 120 شخص بعضها مميته
احد المصابين الذين خرجوا من المستشفى والضمادات في رأسه يقول كان الانفجار هائل لقد ضربتني قطعة من المعدن على الجبهة ولقد رأيت فتاة صغيرة في ثوب فاتح تداس من ناس مذعورين حتى ماتت ورأيت رجلاً مقطوع الراس غارق في دمه
تغذت الصحافة من هذا الحادث وتكلمت كثيراً عنه
في عملية التحقيق الرسمي تبين بعد ضرب السيارة للحاجز انقلبت حوالي 85 ياردة وبدأت تشتعل وتتناثر على المتفرجين لتسحق جمجمة بيار وترتكز فوق الحاجز
رسم مسار المرسيدس في التحقيق الرسمي
بعد الحادث بقليل انسحبت الشركة الألمانية مرسيدس من السباق تعاطفاً مع ضحايا الجمهور ومن جميع السباقات حتى منتصف الثمانينيات
حكومات المانيا وفرنسا واسبانيا ودول اخرى حظرت سباق السيارات حتى يتم تعديل وضع السباقات بشكل أمن للغاية وسويسرا لا تزال الى اليوم تحظر السباقات على جميع اشكال وانواع السيارات
هيكل السيارة المحفوظ
لوحة مكتوب عليها في ذكرى 11 يونيو 1955
كان أسوأ كارثة في تاريخ رياضة السيارات ، لم يعثر على أي شخص كان أو فريق متسبب ومسؤول عن الكارثة وقضت المحكمة بأنه حادث سباق لا أكثر